الجزيرة العربية قبل رسول الله ص

* صفات الجاهلية السيئة:

من رسالة أمير المؤمنين (ع): بعث محمدا (ص) وأنتم معاشر العرب على شر حال، يغذو أحدكم كلبه، ويقتل ولده، ويغير على غيره فيرجع وقد أغير عليه، تأكلون العلهز والهبيد (1) والميتة والدم، منيخون على أحجار خشن وأوثان مضلة، تأكلون الطعام الجشب وتشربون الماء الأجن، تسافكون دماءكم ويسبي بعضكم بعضا. (2)

---------

(1) العلهز: طعام كانوا يتخذونه من الدم، ووبر البعير في سني القحط والمجاعة. والهبيد: الحنظل أو حبه.

(2) كشف المحجة ص 236, نوادر الأخبار ص 193, بحار الأنوار ج 30 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): أما بعد، فإن الله سبحانه بعث محمدا (ص) وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة ولا وحيا، فقاتل بمن أطاعه من عصاه، يسوقهم إلى منجاتهم، ويبادر بهم الساعة أن تنزل بهم. يحسر الحسير ويقف الكسير فيقيم عليه حتى يلحقه غايته، إلا هالكا لا خير فيه، حتى أراهم منجاتهم، وبوأهم محلتهم، فاستدارت رحاهم، واستقامت قناتهم. وايم الله لقد كنت من ساقتها حتى تولت بحذافيرها، واستوسقت في قيادها، ما ضعفت ولا جبنت، ولا خنت ولا وهنت. وايم الله لأبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته.

---------

نهج البلاغة ص 150, بحار الأنوار ج 34 ص 219

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من رسالة أمير المؤمنين (ع): أما بعد, فإن الله بعث محمدا (ص) نذيرا للعالمين, وأمينا على التنزيل, وشهيدا على هذه الأمة, وأنتم معشر العرب يومئذ على شر دين, وفي شر دار منيخون (مقيمون) على حجارة خشن, وحيات صم (الحجر الصلب), وشوك مبثوث في البلاد, تشربون الماء الخبيث, وتأكلون الطعام الجشيب (الغليظ), وتسفكون دماءكم, وتقتلون أولادكم, وتقطعون أرحامكم, وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل, سبلكم خائفة, والأصنام فيكم منصوبة, والآثام بكم معصوبة, ولا يؤمن {أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}, فمن الله‏ عليكم بمحمد (ص), فبعثه إليكم رسولا من أنفسكم‏.

-----------

الغارات ج 1 ص 200, المسترشد ص 409, نحوه بإختصار: نهج البلاغة ص 68, بحار الأنوار ج 18 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال للبراء بن عازب: كيف وجدت هذا الدين؟ قال: كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة, فلما اتبعناك ووقع حقائق الإيمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا. قال أمير المؤمنين (ع): فمن ثم يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادى فرادى يؤخذ بكم إلى الجنة.

------

رجال الكشي ص 44, بحار الأنوار ج 7 ص 192

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: صعد رسول الله (ص) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس, إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها, ألا إنكم من آدم (ع) وآدم من طين, ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه, إن العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق, فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه.

---------

الكافي ج 8 ص 246, دعائم الإسلام ج 2 ص 199, الوافي ج 5 ص 876, بحار الأنوار ج 21 ص 137, مستدرك الوسائل ج 14 ص 183

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): إياكم والتحاسد والأحقاد، فإنهما من فعل الجاهلية.

--------

تحف العقول ص 155, بحار الأنوار ج 74 ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: إني قد ولدت بنتا وربيتها حتى إذا بلغت فألبستها وحليتها، ثم جئت بها إلى قليب فدفعتها في جوفه، وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول: يا أبتاه، فما كفارة ذلك؟ قال: ألك أم حية؟ قال: لا، قال: فلك خالة حية؟ قال: نعم، قال: فابررها فإنها بمنزلة الأم يكفر عنك ما صنعت. قال أبو خديجة: فقلت لأبي عبد الله (ع): متى كان هذا؟ فقال: كان في الجاهلية, وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين‏.

-------

الكافي ج 2 ص 163, الوافي ج 5 ص 500, وسائل الشيعة ج 21 ص 499, بحار الأنوار ج 15 ص 172

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أحمد بن أشيم, عن الرضا (ع), قال: قلت له: جعلت فداك لم سموا العرب أولادهم: بكلب ونمر وفهد وأشباه ذلك؟ قال: كانت العرب أصحاب حرب, فكانت تهول على العدو بأسماء أولادهم, ويسمون عبيدهم فرج ومبارك وميمون وأشباه ذلك يتيمنون بها.

---------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 315, معاني الاخبار ص 391, وسائل الشيعة ج 21 ص 390, بحار الأنوار ج 101 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من مصادر العامة:

عن جعفر بن أبي طالب أنه قال للنجاشي: أيها الملك, كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, ونقطع الأرحام, ونسئ الجوار, يأكل القوى منا الضعيف, فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ,نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه.

--------

مسند أحمد ج 1 ص 202, مجمع الزوائد ج 6 ص 26, صحيح ابن خزيمة ج 4 ص 13, الدرر ص 136, شرح النهج ج 6 ص 309, سير أعلام النبلاء ج 1 ص 432, المنتظم في تاريخ الأمم ج 2 ص 382, الكامل في التاريخ ج 2 ص 80, تاريخ الذهبي ج 1 ص 192, السيرة النبوية ج 1 ص 223

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جبير بن حية: حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا, فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم, فقال المغيرة: سل عما شئت؟ قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد, وبلاء شديد, نمص الجلد والنوى من الجوع, ونلبس الوبر والشعر, ونعبد الشجر والحجر, فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته

الينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه.

--------

صحيح البخاري ج 4 ص 63, السنن الكبرى ج 9 ص 191, عمدة القاري ج 15 ص 82

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* الصفات الحسنة في الجاهلية:

عن سعيد الأعرج, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن العرب لم يزالوا على شي‏ء من الحنيفية, يصلون الرحم, ويقرون الضيف, ويحجون البيت, ويقولون: اتقوا مال اليتيم فإن مال اليتيم عقال, ويكفون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة, وكانوا لا يملى لهم إذا انتهكوا المحارم, وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلقونه في أعناق الإبل, فلا يجترئ أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيثما ذهبت, ولا يجترئ أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم, أيهم فعل ذلك عوقب.

--------

الكافي ج 4 ص 212, الوافي ج 12 ص 157, وسائل الشيعة ج 13 ص 237, بحار الأنوار ج 15 ص 172

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بناء الكعبة في مكة واحترام أهل الجاهلية لها:

عن أبي العباس, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما ولد إسماعيل حمله إبراهيم وأمه على حمار وأقبل معه جبرئيل حتى وضعه في موضع الحجر, ومعه شي‏ء من زاد وسقاء فيه شي‏ء من ماء, والبيت يومئذ ربوة حمراء من مدر, فقال إبراهيم لجبرئيل (ع): هاهنا أمرت؟ قال: نعم, قال: ومكة يومئذ سلم وسمر, وحول مكة يومئذ ناس من العماليق. (1) (2)

---------

(1) العماليق: العمالقة قوم من ولد عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح, وهم أمم تفرقوا في البلاد

(2) الكافي ج 4 ص 201, الوافي ج 12 ص 71, بحار الأنوار ج 12 ص 115

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن عمار, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن إبراهيم (ع) لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي, فكان فيما بين الصفا والمروة شجر, فخرجت أمه حتى قامت على الصفا فقالت: هل بالبوادي من أنيس؟ فلم تجبها أحد, فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت: هل بالبوادي من أنيس؟ فلم تجب ثم رجعت إلى الصفا وقالت ذلك, حتى صنعت ذلك سبعا, فأجرى الله ذلك سنة وأتاها جبرئيل (ع) فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد إبراهيم, قال لها: إلى من ترككم؟ فقالت: أما لئن قلت ذاك لقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم إلى من تركتنا؟ فقال: إلى الله عز وجل, فقال جبرئيل (ع): لقد وكلكم إلى كاف, قال: وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء, ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم, قال: فرجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء, ولو تركته لكان سيحا, قال: فلما رأت الطير الماء حلقت عليه, فمر ركب من اليمن يريد السفر, فلما رأوا الطير قالوا: ما حلقت الطير إلا على ماء, فأتوهم فسقوهم من الماء فأطعموهم الركب من الطعام, وأجرى الله عز وجل لهم بذلك رزقا, وكان الناس يمرون بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء.

---------

الكافي ج 4 ص 202, علل الشرائع ج 2 ص 432, الوافي ج 12 ص 72, البرهان ج 1 ص 362, بحار الأنوار ج 12 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كلثوم بن عبد المؤمن الحراني, عن أبي عبد الله (ع) قال: أمر الله عز وجل إبراهيم (ع) أن يحج ويحج إسماعيل معه ويسكنه الحرم, فحجا على جمل أحمر وما معهما إلا جبرئيل (ع), فلما بلغا الحرم قال له جبرئيل (ع): يا إبراهيم انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم, فنزلا فاغتسلا وأراهما كيف يتهيئان للإحرام ففعلا, ثم أمرهما فأهلا بالحج, وأمرهما بالتلبيات‏ الأربع التي لبى بها المرسلون, ثم صار بهما إلى الصفا فنزلا وقام جبرئيل (ع) بينهما واستقبل البيت فكبر الله وكبرا, وهلل الله وهللا, وحمد الله وحمدا, ومجد الله ومجدا, وأثنى عليه وفعلا مثل ذلك, وتقدم جبرئيل وتقدما يثنيان على الله عز وجل ويمجدانه حتى انتهى بهما إلى موضع الحجر, فاستلم جبرئيل الحجر وأمرهما أن يستلما وطاف بهما أسبوعا (يعني سبعا), ثم قام بهما في موضع مقام إبراهيم (ع) فصلى ركعتين وصليا, ثم أراهما المناسك وما يعملان به, فلما قضيا مناسكهما أمر الله إبراهيم (ع) بالانصراف وأقام إسماعيل وحده ما معه أحد غير أمه, فلما كان من قابل أذن الله لإبراهيم (ع) في الحج وبناء الكعبة وكانت العرب تحج إليه, وإنما كان ردما (1) إلا أن قواعده معروفة, فلما صدر الناس جمع إسماعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة, فلما أذن الله له في البناء قدم إبراهيم (ع) فقال: يا بني قد أمرنا الله ببناء الكعبة وكشفا عنها فإذا هو حجر واحد أحمر, فأوحى الله عز وجل إليه: ضع بناءها عليه, وأنزل الله عز وجل أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة, فكان إبراهيم وإسماعيل (ع) يضعان الحجارة والملائكة تناولهما حتى تمت اثنا عشر ذراعا, وهيئا له بابين: بابا يدخل منه وبابا يخرج منه, ووضعا عليه عتبا وشرجا من حديد على أبوابه. (2)

-----------

(1) الردم ما يسقط من الجدار المنهدم.

(2) الكافي ج 4 ص 203, علل الشرائع ج 2 ص 586, الوافي ج 12 ص 137, وسائل الشيعة ج 13 ص 210, بحار الأنوار ج 12 ص 93

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن فضال قال: قال أبو الحسن (ع) يعني الرضا للحسن بن الجهم: أي شي‏ء السكينة عندكم؟ فقال: لا أدري جعلت فداك, وأي شي‏ء هي؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة وجه الإنسان فتكون مع الأنبياء, وهي التي نزلت على إبراهيم (ع) حيث بنى الكعبة, فجعلت تأخذ كذا وكذا فبنى الأساس عليها.

-----------

الكافي ج 4 ص 206, الفقيه ج 2 ص 246, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 312, معاني الأخبار ص ص 285, وسائل الشيعة ج 13 ص 212, البرهان ج 2 ص 756, بحار الأنوار ج 12 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الحجر: أمن البيت هو أو فيه شي‏ء من البيت؟ فقال: لا ولا قلامة ظفر, ولكن إسماعيل دفن أمه فيه, فكره أن توطأ فحجر عليه حجرا, وفيه قبور أنبياء.

--------

الكافي ج 4 ص 210, الوافي ج 12 ص 154, وسائل الشيعة ج 13 ص 353, بحار الأنوار ج 12 ص 117, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 128, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر (ع) قال: لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجهم وأمر دينهم, يتوارثونه كابر عن كابر, حتى كان زمن عدنان بن أدد, فطال عليهم الأمد, فقست قلوبهم وأفسدوا وأحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا, فمنهم من خرج في طلب المعيشة, ومنهم من خرج كراهية القتال, وفي أيديهم أشياء كثيرة من الحنيفية من تحريم الأمهات والبنات وما حرم الله في النكاح, إلا أنهم كانوا يستحلون امرأة الأب وابنة الأخت والجمع بين الأختين, وكان في أيديهم‏ الحج والتلبية والغسل من الجنابة, إلا ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجهم من الشرك, وكان فيما بين إسماعيل وعدنان بن أدد موسى (ع).

------------

الكافي ج 4 ص 210, الوافي ج 12 ص 155, بحار الأنوار ج 15 ص 170

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم فوضع أنصابه, وكان أول من وضعها ثم غلبت جرهم على ولاية البيت, فكان يلي منهم كابر عن كابر حتى بغت جرهم بمكة واستحلوا حرمتها وأكلوا مال الكعبة وظلموا من دخل مكة وعتوا وبغوا, وكانت مكة في الجاهلية لا يظلم ولا يبغي فيها ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه, وكانت تسمى بكة لأنها تبك أعناق الباغين إذا بغوا فيها, وتسمى بساسة كانوا إذا ظلموا فيها بستهم وأهلكتهم, وتسمى أم رحم كانوا إذا لزموها رحموا, فلما بغت جرهم واستحلوا فيها بعث الله عز وجل عليهم الرعاف والنمل وأفناهم, فغلبت خزاعة واجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم ورئيس خزاعة عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو, ورئيس جرهم عمرو بن الحارث بن مصاص الجرهمي, فهزمت خزاعة جرهم وخرج من بقي من جرهم إلى أرض من أرض جهينة, فجاءهم سيل أتي فذهب بهم ووليت خزاعة البيت, فلم يزل في أيديهم حتى جاء قصي بن كلاب, وأخرج خزاعة من الحرم وولي البيت وغلب عليه.

----------

الكافي ج 4 ص 211, الوافي ج 12 ص 156, بحار الأنوار ج 15 ص 170, وسائل الشيعة ج 13 ص 244 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* دخول اليهود الى الجزيرة العربية:

روي‏ أن تبع بن حسان‏ (1) سار إلى يثرب وقتل من اليهود ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا وأراد خرابها, فقام إليه رجل من اليهود له مائتان وخمسون سنة وقال: أيها الملك مثلك لا يقبل قول الزور ولا يقتل على الغضب, وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية, قال: ولم؟ قال: لأنه يخرج منها من ولد إسماعيل نبي يظهر من هذه البنية - يعني البيت الحرام - فكف تبع ومضى يريد مكة ومعه اليهود, وكسا البيت وأطعم الناس وهو القائل‏:

شهدت على أحمد أنه‏ ... رسول من الله بارئ النسم‏

فلو مد عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم‏

ويقال: هو تبع الأصغر, وقيل: هو الأوسط. (2)

--------------

(1) كان ملك من المؤمنين على خلاف قومه.

عن رسول الله (ص): لا تسبوا تبعا فانه كان قد أسلم. (تفسير مجمع البيان ج 9 ص 111, تفسير الصافي ج 4 ص 408, البرهان ج 5 ص 131, بحار الأنوار ج 14 ص 513, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 629, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 133)

(2) الخرائج ج 1 ص 81, بحار الأنوار ج 15 ص 214, الصراط المستقيم ج 1 ص 57 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع)‏ في قوله‏ {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} فقال: كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد (ص)‏ ما بين عير وأحد, فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل تسمى حداد, فقالوا: حداد وأحد سواء, فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بفدك وبعضهم بخيبر وبعضهم بتيماء, فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه وقال لهم: أمر بكم ما بين عير وأحد؟ فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما, فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير وهذا أحد, فنزلوا عن ظهر إبله فقالوا له: قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة لنا في إبلك فاذهب حيث شئت, وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا, فكتبوا إليهم: أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال, وما أقربنا منكم, وإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم, فاتخذوا بأرض المدينة الأموال, فلما كثرت أموالهم بلغ تبع فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم, وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير, فبلغ ذلك تبع فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه فقال لهم: إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيما فيكم, فقالوا له: إنه ليس ذلك لك, إنها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك, فقال لهم: فإني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره, فخلف فيهم حين بوأهم الأوس والخزرج‏, فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود, فكانت اليهود يقول لهم: أما لو بعث محمد (ص) لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا, فلما بعث الله محمدا (ص) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود, وهو قول الله‏ {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} إلى‏ {فلعنة الله على الكافرين}.

-------

الكافي ج 8 ص 308, تفسير العياشي ج 1 ص 49, الوافي ج 26 ص 426, البرهان ج 1 ص 275, بحار الأنوار ج 15 ص 225, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 100

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو عبد الله (ع):‏ إن تبعا قال للأوس والخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي, أما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه.

----------

مناقب آشوب ج 1 ص 15, كمال الدين ج 1 ص 170, الخرائج ج 3 ص 1074, تفسير الصافي ج 4 ص 408, إثبات الهداة ج 1 ص 204, البرهان ج 5 ص 130, بحار الأنوار ج 14 ص 513, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 629, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 133

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع)‏ في قوله‏ {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} فقال: كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد (ص)‏ ما بين عير وأحد, فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل تسمى حداد, فقالوا: حداد وأحد سواء, فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بفدك وبعضهم بخيبر وبعضهم بتيماء, فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه وقال لهم: أمر بكم ما بين عير وأحد؟ فقالوا له: إذا مررت بهما فأرناهما, فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذاك عير وهذا أحد, فنزلوا عن ظهر إبله فقالوا له: قد أصبنا بغيتنا فلا حاجة لنا في إبلك فاذهب حيث شئت, وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا, فكتبوا إليهم: أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال, وما أقربنا منكم, وإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم, فاتخذوا بأرض المدينة الأموال, فلما كثرت أموالهم بلغ تبع فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم, وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير, فبلغ ذلك تبع فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه فقال لهم: إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيما فيكم, فقالوا له: إنه ليس ذلك لك, إنها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك, فقال لهم: فإني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره, فخلف فيهم حين بوأهم الأوس والخزرج‏, فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود, فكانت اليهود يقول لهم: أما لو بعث محمد (ص) لنخرجنكم من ديارنا وأموالنا, فلما بعث الله محمدا (ص) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود, وهو قول الله‏ {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} إلى‏ {فلعنة الله على الكافرين}.

-------

الكافي ج 8 ص 308, تفسير العياشي ج 1 ص 49, الوافي ج 26 ص 426, البرهان ج 1 ص 275, بحار الأنوار ج 15 ص 225, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 100

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* أباء رسول الله (ص):

عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول: والله ما عبد أبي‏ ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنما قط, قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم (ع) متمسكين به.

---------------

كمال الدين ج 1 ص 174, الخرائج ج 3 ص 1074, الدر النظيم ص 221, البرهان ج 4 ص 277, بحار الأنوار ج 15 ص 144

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن الفرات, عن أبي جعفر (ع) قال: {وتقلبك في الساجدين} قال: في أصلاب النبيين.

---------

تفسير القمي ج 2 ص 125, تفسير الصافي ج 4 ص 54, البرهان ج 4 ص 191, بحار الأنوار ج 9 ص 229, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 69, تفسير كنز الدققائق ج 9 ص 516, رجال الكشي ص 222

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل {وتقلبك في الساجدين} قال: يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي, حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح, من لدن آدم (ع).

---------

تأويل الآيات ص 393, البرهان ج 4 ص 192, بحار الأنوار ج 15 ص 3

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) أنه قال: لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات

-----------

تفسير الرازي ج 13 ص 39, تفسير الآلوسي ج 7 ص 194, سبل الهدى والرشد ج 1 ص 256, السيرة الحلبية ج 1 ص 70

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس {وتقلبك في الساجدين} قال: من صلب نبي إلى نبي, حتى صرت نبيا.

---------

مجمع الزوائد ج 8 ص 214, الطبقات الكبرى ج 1 ص 25, المعجم الكبير ج 11 ص 287, تفسير ابن أبي حاتم ج 9 ص 2828, تفسير العز بن عبد السلام ج 2 ص 453, الدر المنثور ج 5 ص 98, تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 401, البداية والنهاية ج 2 ص 314, الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج 1 ص 15, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 191, السيرة الحلبية ج 1 ص 47, ينابيع المودة ج 1 ص 61. نحوه: تفسير الثعلبي ج 7 ص 184, تفسير البغوي ج 3 ص 42

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما, فأخرجت من بني أبوى فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية، وخرجت من نكاح, ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي, فأنا خيركم نفساً، وخيركم أبا.

----------

تفسير الآلوسي ج 11 ص 52, كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب ج 1 ص 38, الجامع الصغير ج 1 ص 411, كنز العمال ج 11 ص 401, الدر المنثور ج 3 ص 294, تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 48, الأنساب للسمعاني ج 1 ص 25, البداية والنهاية ج 2 ص 314, إمتاع الأسماع ج 3 ص 211, دلائل النبوة ج 1 ص 174, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 189. بعضه: مجمع الزوائد ص 214, المصنف ج 7 ص 409, الحد الفاصل ص 470, المعجم الأوسط ج 5 ص 80, تفسير ابن كثير ج 2 ص 418, فتح القدير ج 2 ص 420, الطبقات الكبرى ج 1 ص 60, تاريخ جرجان ص 361, سبل الهدى والرشاد ج 1 ص 237, السيرة الحلبية ج 1 ص 68, ينابيع المودة ج 1 ص 62

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داود الرقي قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) ولي على رجل مال قد خفت تواه, فشكوت إليه ذلك فقال لي: إذا صرت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافا وصل ركعتين عنه, وطف عن أبي طالب طوافا وصل عنه ركعتين, وطف عن عبد الله طوافا وصل عنه ركعتين, وطف عن آمنة طوافا وصل عنها ركعتين, وطف عن فاطمة بنت أسد طوافا وصل عنها ركعتين, ثم ادع أن يرد عليك مالك قال: ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا وإذا غريمي واقف يقول: يا داود حبستني تعال اقبض مالك.

-------------

الكافي ج 4 ص 544, الحجة على الذاهب ص 104, الوافي ج 12 ص 334, وسائل الشيعة ج 13 ص 397, هداية الأمة ج 5 ص 328, بحار الأنوار ج 35 ص 112

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ان عباس قال: كان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة وأسد على ملة إبراهيم, فلا تذكروهم الا بخير.

----------

فتح الباري ج 7 ص 125, نهاية الأرب ج 16 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* هاشم بن عبد المطلب:

كان يقال لهاشم والمطلب: البدران لجمالهما

------

الكامل في التاريخ ج 2 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان هاشم يدعى القمر ويسمى زاد الركب

---------

عمدة المطالب ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

خرج هاشم في ألف من قريش إلى الشام فاخذ من قيصر ملك الروم عهدا لقريش ليتجروا في بلاده. وخرج المطلب إلى اليمن فاخذ من ملوك اليمن عهد لهم، وركب نوفل البحر فاخذ لهم من النجاشي ملك الحبشة عهدا.

--------

سر السلسلة العلوية ص 2

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن نوفل بن الحارث قال: كان هاشم رجلا شريفا, وهو الذي أخذ الحلف لقريش من قيصر لان تختلف آمنة, وأما من على الطريق فألفهم على أن تحمل قريش بضائعهم ولا كراء على أهل الطريق, فكتب له قيصر كتابا

--------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 78

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن بن عباس قال: كان اسم هاشم: عمرا, وكان صاحب إيلاف قريش, وإيلاف قريش دأب قريش, وكان أول من سن الرحلتين لقريش: ترحل إحداهما في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ويحبوه ورحلة, في الصيف إلى الشام إلى غزة, وربما بلغ أنقرة فيدخل على قيصر فيكرمه ويحبوه.

-----------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 75, نحوه: معجم قبائل العرب ج 3 ص 1207, تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 242, المنتظم في تاريخ الأمم ج 2 ص 213 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أصابت قريشا سنوات ذهبن بالأموال, فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له فحمله في الغرائر على الإبل حتى وافى مكة, فهشم ذلك الخبز - يعني كسره - وثرده ونحر تلك الإبل, ثم أمر

الطهاة فطبخوا ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة, فكان ذلك أول الحيا بعد السنة التي أصابتهم.

-------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 75, المنمق للبغدادي ص ص 219, نهاية الأرب ج 16 ص 33

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان لهاشم خمس بنين: عبد المطلب, وأسد, ونضلة، وصيفي, وأبو صيفي، وسمي هاشما لهشمه الثريد للناس في زمن المسبغة (عام المجاعة), وكنيته أبو نضلة، واسمه: عمرو العلى.

---------

العدد القوية ص 140

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان مناف وصى إلى هاشم ودفع إليه مفتاح البيت، وسقاية الحاج وقوس إسماعيل.

------

العدد القوية ص 140, الدر النظيم ص 43, بحار الأنوار ج 15 ص 161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حسد أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (حسد هاشم بن عبد مناف) وكان ذا مال, فتكلف أن يصنع

صنيع هاشم فعجز عنه, فشمت به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة, فكره هاشم ذلك لسنه وقدره, ولم تدعه قريش واحفظوه قال: فإنى أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة والجلاء عن مكة عشر سنين, فرضى بذلك أمية وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي, فنفر هاشما عليه, فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضره, وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين, فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية

-------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 13, الطبقات الكبرى ج 1 ص 76, المنتظم من تاريخ الأمم ج 2 ص 212, الكامل في التاريخ ج 2 ص 16, السيرة الحلبية ج 1 ص 7, المنمق للبغدادي ص 98 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

مات هاشم بغزة

--------

الكامل في التاريخ ج 2 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة, فاشتكى فأقاموا عليه حتى مات فدفنوه بغزة, ورجعوا بتركته إلى ولده

------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 78

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* عبد المطلب بن هاشم:

عن أبي عبد الله (ع) قال: يحشر عبد المطلب يوم القيامة أمة وحده, عليه سيماء الأنبياء وهيبة الملوك.

--------

الكافي ج 1 ص 447, الدر النظيم ص 40, الوافي ج 3 ص 694, بحار الأنوار ج 15 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: يبعث عبد المطلب أمة وحده, عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء, وذلك أنه أول من قال بالبداء

--------

الكافي ج 1 ص 447, الوافي ج 3 ص 694, بحار الأنوار ج 15 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) أنه قال لأمير المؤمنين (ع): يا علي, إن عبد المطلب (ع) سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله عز وجل في الإسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله عز وجل {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول} الآية, ولما حفر بئر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله تبارك وتعالى {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر} الآية وسن في القتل مائة من الإبل فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام, ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن لهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجرى الله عز وجل ذلك في الإسلام. يا علي, إن عبد المطلب (ع) كان لا يستقسم بالأزلام, ولا يعبد الأصنام, ولا يأكل‏ ما ذبح على النصب, ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم (ع).

----------

الخصال ج 1 ص 313, الفقيه ج 4 ص 365, مكارم الأخلاق ص 440, الوافي ج 26 ص 176, بحار الأنوار ج 15 ص 127

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما رأى عبد المطلب قلة أعوانه في حفر زمزم وانما كان يحفر وحده وابنه الحارث هو بكره, نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم, فلما تكاملوا عشرة فهم الحارث والزبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوم وضرار والعباس جمعهم, ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما اختلف عليه منهم أحد, وقالوا: أوف بنذرك وأفعل ما شئت, فقال: ليكتب كل رجل منكم أسمه في قدحه, ففعلوا فدخل عبد المطلب في جوف الكعبة وقال للسادن: أضرب بقداحهم, فضرب فخرج قدح عبد الله أولها, وكان عبد المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه المدية, فبكى بنات عبد المطلب وكن قياما, وقالت إحداهن لأبيها: اعذر فيه بأن تضرب في إبلك السوائم التي في الحرم, فقال للسادن: أضرب عليه بالقداح وعلى عشر من الإبل, وكانت الدية يومئذ عشرا من الإبل, فضرب فخرج القدح على عبد الله, فجعل يزيد عشرا عشرا كل ذلك يخرج القدح على عبد الله حتى كملت المائة, فضرب بالقداح فخرج على الإبل فكبر عبد المطلب والناس معه, وأحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا والمروة

-----------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 88, كفاية الطالب اللبيب ج 1 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: إن عبد المطلب حجة، وأبو طالب وصيه.

------

الدر النظيم ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كانت قريش تقول: عبد المطلب إبراهيم الثاني.

-------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 11, العدد القوية ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان لعبد المطلب من الولد الذكور عشرة. ومن الإناث أربع: عبد لله أبو رسول الله، وأبو طالب وهو عبد مناف، والزبير وهو أبو الطاهر، وعبد الكعبة وهو المقوم، وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهي أم أم حكيم البيضاء. وعاتكة وبرة وأروى وأميمة بنات عبد المطلب، والحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب وبه كان يكنى، وقثم، وأمهما صفية بنت جندب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سوأة بن عامر بن صعصعة، وحمزة وهو أبو يعلى أسد الله وأسد رسول الله، وأمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي أم صفية بنت عبد المطلب، والعباس، وضرار، أمهما نتيلة بنت جناب بن كليب بن النمر بن قاسط، وأبو لهب وهو عبد العزى، وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر الخزاعي، والغيداق وهو جحل وإنما سمى الغيداق لأنه كان أجود قريش وأطعمهم للطعام، وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك بن نوفل الخزاعي. فهؤلاء أعمام رسول الله وعماته. وكان لكل واحد من ولد عبد المطلب شرف وذكر وفضل وقدر ومجد. وحج عامر بن مالك ملاعب الأسنة البيت فقال: رجال كأنهم جمال جون، فقال: بهؤلاء تمنع مكة. وحج أكثم بن صيفي في ناس من بني تميم فرآهم يخترقون البطحاء كأنهم أبرجة الفضة يلحقون الأرض جيرانهم. فقال: يا بني تميم إذا أحب الله أن ينشئ دولة نبت لها مثل هؤلاء. هؤلاء غرس الله لا غرس الرجال. وكان يفرش لعبد المطلب بفناء الكعبة، فلا يقرب فراشه حتى يأتي رسول الله، وهو غلام، فيتخطى رقاب عمومته، فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني، إن لابني هذا لشأنا.

----------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان لعبد المطلب من الولد الذكور عشرة ومن الإناث أربع: عبد لله أبو رسول الله، وأبو طالب وهو عبد مناف، والزبير وهو أبو الطاهر، وعبد الكعبة وهو المقوم، وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهي أم أم حكيم البيضاء. وعاتكة وبرة وأروى وأميمة بنات عبد المطلب، والحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب وبه كان يكنى، وقثم وأمهما صفية بنت جندب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سوأة بن عامر بن صعصعة، وحمزة وهو أبو يعلى أسد الله وأسد رسول الله، وأمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وهي أم صفية بنت عبد المطلب، والعباس، وضرار، أمهما نتيلة بنت جناب بن كليب بن النمر بن قاسط، وأبو لهب وهو عبد العزى، وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر الخزاعي، والغيداق وهو جحل وإنما سمى الغيداق لأنه كان أجود قريش وأطعمهم للطعام، وأمه ممنعة بنت عمرو بن مالك بن نوفل الخزاعي.

-------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أنه كان في الكعبة غزالان من ذهب وخمسة أسياف, فلما غلبت خزاعة جرهم على الحرم ألقت جرهم الأسياف والغزالين في بئر زمزم وألقوا فيها الحجارة وطموها وعموا أثرها, فلما غلب قصي على خزاعة لم يعرفوا موضع زمزم وعمي عليهم موضعها, فلما غلب عبد المطلب وكان يفرش له في فناء الكعبة ولم يكن يفرش لأحد هناك غيره, فبينما هو نائم في ظل الكعبة فرأى في منامه أتاه آت فقال له: احفر برة, قال: وما برة؟ ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: احفر طيبة, ثم أتاه في اليوم الثالث فقال: احفر المصونة, قال: وما المصونة؟ ثم أتاه في اليوم الرابع فقال: احفر زمزم لا تنزح ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم عند الغراب الأعصم عند قرية النمل, وكان عند زمزم حجر يخرج منه النمل فيقع عليه الغراب الأعصم في كل يوم يلتقط النمل, فلما رأى عبد المطلب هذا عرف موضع زمزم فقال لقريش: إني أمرت في أربع ليال في حفر زمزم وهي مأثرتنا وعزنا فهلموا نحفرها, فلم يجيبوه إلى ذلك فأقبل يحفرها هو بنفسه وكان له ابن واحد وهو الحارث وكان يعينه على الحفر, - وساق الحديث - فلما حفر وبلغ الطوي طوي إسماعيل وعلم أنه قد وقع على الماء كبر وكبرت قريش, وقالوا: يا أبا الحارث هذه مأثرتنا ولنا فيها نصيب, قال لهم: لم تعينوني على حفرها, هي لي ولولدي إلى آخر الأبد.

-------

الكافي ج 4 ص 219, الوافي ج 12 ص 73, بحار الأنوار ج 15 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن راشد قال: سمعت أبا إبراهيم (ع) يقول: لما احتفر عبد المطلب زمزم وانتهى إلى قعرها خرجت عليه من إحدى جوانب البئر رائحة منتنة أفظعته, فأبى أن ينثني وخرج ابنه الحارث عنه, ثم حفر حتى أمعن فوجد في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك, ثم احتفر فلم يحفر إلا ذراعا حتى تجلاه النوم, فرأى رجلا طويل الباع حسن الشعر جميل الوجه جيد الثوب طيب الرائحة وهو يقول: احفر تغنم وجد تسلم ولا تدخرها للمقسم, الأسياف لغيرك والبئر لك, أنت أعظم العرب قدرا ومنك يخرج نبيها ووليها والأسباط النجباء الحكماء العلماء البصراء, والسيوف لهم وليسوا اليوم منك ولا لك ولكن في القرن الثاني منك, بهم ينير الله الأرض ويخرج الشياطين من أقطارها ويذلها في عزها ويهلكها بعد قوتها ويذل الأوثان ويقتل عبادها حيث كانوا, ثم يبقى بعده نسل من نسلك هو أخوه ووزيره ودونه في السن, وقد كان القادر على الأوثان, لا يعصيه حرفا ولا يكتمه شيئا ويشاوره في كل أمر هجم عليه واستعيا عنها عبد المطلب, فوجد ثلاثة عشر سيفا مسندة إلى جنبه فأخذها وأراد أن يبث فقال: وكيف ولم أبلغ الماء, ثم حفر فلم يحفر شبرا حتى بدا له قرن الغزال ورأسه فاستخرجه وفيه طبع: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فلان خليفة الله, فسألته فقلت: فلان متى كان قبله أو بعده؟ قال: لم يجئ بعد ولا جاء شي‏ء من أشراطه (علاماته), فخرج عبد المطلب وقد استخرج الماء

---------

الكافي ج 4 ص 220, الوافي ج 12 ص 75, بحار الأنوار ج 15 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام علي بن أبي طالب (ع) في حديث زمزم حين أمر عبد المطلب بحفرها، قال: قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال: احفر طيبة. قال: قلت: وما طيبة؟ قال: ثم ذهب عنى، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر برة. قال: فقلت: وما برة؟ قال: ثم ذهب عنى. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر المضنونة. قال: فقلت: وما المضنونة؟ قال: ثم ذهب عنى. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر زمزم، قال: قلت: وما زمزم؟ قال: لا تنزف أبدا ولا تذم، تسقى الحجيج الأعظم،

وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، عند قرية النمل. قال ابن إسحاق: فلما بين له شأنها، ودل على موضعها، وعرف أنه قد صدق، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب، ليس له يومئذ ولد غيره فحفر فلما بدا لعبد المطلب الطي كبر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب، إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقا، فأشركنا معك فيها، قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الامر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من بينكم، فقالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهنة بنى

سعد هذيم، قال: نعم، قال: وكانت بأشراف الشام. فركب عبد المطلب ومعه نفر من بنى أبيه من بنى عبد مناف، وركب من كل قبيلة من قريش نفر، قال: والأرض إذ ذاك مفاوز. قال: فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام، فنى ماء عبد المطلب وأصحابه، فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة فاستسقوا من معهم من قبائل قريش، فأبوا عليهم، وقالوا: إنا بمفازة، ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه، قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك، فمرنا بما شئت، قال: فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا، قالوا: نعم ما أمرت به، فقام كل واحد منهم فحفر حفرته، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا، ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت، لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا، لعجز، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد، ارتحلوا، فارتحلوا. إذا فرغوا، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجرت من تحت خفها عين من ماء عذب، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم، ثم دعا القبائل من قريش فقال: هلم إلى الماء، فقد سقانا الله، فاشربوا واستقوا، فجاءوا فشربوا واستقوا، ثم قالوا: قد والله قضى لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه، ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلوا بينه وبينها.

-------------

السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 92, الدر المنثور ج 3 ص 220, أخبار مكة ج 2 ص 44, البداية والنهاية ج 2 ص 303, تاريخ مكة ص 136, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 168, السيرة الحلبية ج 1 ص 52

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هارون بن خارجة, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه (ع) قال: لما ظهرت الحبشة باليمن وجه يكسوم ملك الحبشة بقائدين من قواده يقال لأحدهما: أبرهة, والآخر: أرباط, في عشرة من الفيلة كل فيل في عشرة آلاف لهدم بيت الله الحرام, فلما صاروا ببعض الطريق وقع بأسهم بينهم واختلفوا فقتل أبرهة أرباط واستولى على الجيش, فلما قارب مكة طرد أصحابه عيرا لعبد المطلب بن هاشم, فصار عبد المطلب إلى أبرهة وكان ترجمان أبرهة والمستولي عليه ابن داية لعبد المطلب, فقال الترجمان لأبرهة: هذا سيد العرب وديانها فأجله وأعظمه, ثم قال لكاتبه: سله ما حاجته, فسأله فقال: إن أصحاب الملك طردوا لي نعما, فأمر بردها, ثم أقبل على الترجمان فقال: قل له: عجبا لقوم سودوك ورأسوك عليهم حيث تسألني في عير لك وقد جئت لأهدم شرفك ومجدك, ولو سألتني الرجوع عنه لفعلت, فقال: أيها الملك إن هذه العير لي وأنا ربها فسألتك إطلاقها, وإن لهذه البنية ربا يدفع عنها, قال: فإني غاد لهدمها حتى أنظر ما ذا يفعل, فلما انصرف عبد المطلب رحل أبرهة بجيشه, فإذا هاتف يهتف في السحر الأكبر: يا أهل مكة أتاكم أهل عكة بجحفل جرار يملأ الأندار مل‏ء الجفار, فعليهم لعنة الجبار, فأنشأ عبد المطلب يقول:‏

أيها الداعي لقد أسمعتني... كلما قلت وما بي من صمم‏

إن للبيت لربا مانعا... من يرده بأثام يصطلم‏

رامه تبع في أجناده... حمير والحي من آل إرم

هلكت بالبغي فيهم جرهم... بعد طسم وجديس وجثم

وكذاك الأمر فيمن جاده... ليس أمر الله بالأمر الأمم

نحن آل الله فيما قد خلا... لم يزل ذاك على عهد إبرهم

نعرف الله وفينا شيمة... صلة الرحم ونوفي بالذمم‏

لم يزل لله فينا حجة... يدفع الله بها عنها النقم

ولنا في كل دور كرة... نعرف الدين وطورا في العجم‏

فإذا ما بلغ الدور إلى... منتهى الوقت أتى الطين قدم‏

بكتاب فصلت آياته... فيه تبيان أحاديث الأمم

 فلما أصبح عبد المطلب جمع بنيه‏ وأرسل الحرث ابنه الأكبر إلى أعلى جبل أبي قبيس فقال: انظر ماذا يأتيك من قبل البحر, فرجع فلم ير شيئا, فأرسل واحدا بعد آخر من ولده فلم يأته أحد منهم عن البحر بخبر, فدعا ولده عبد الله وإنه لغلام حين أيفع وعليه ذؤابة تضرب إلى عجزه فقال له: اذهب فداك أبي وأمي فاعل أبا قبيس وانظر ما ذا ترى يجي‏ء من البحر, فنزل مسرعا فقال: يا سيد النادي رأيت سحابا من قبل البحر مقبلا يسفل تارة ويرتفع أخرى, إن قلت غيما قلته, وإن قلت جهاما (سحاب لا ماء فيه) خلته, يرتفع تارة وينحدر أخرى, فنادى عبد المطلب: يا معشر قريش ادخلوا منازلكم فقد أتاكم الله بالنصر من عنده,‏ فأقبلت الطير الأبابيل في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران, فكان الطائر الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة, كان يلقي الحجر في قمة رأس الرجل فيخرج من دبره.

----------

كنز الفوائد ج 1 ص 184, بحار الأنوار ج 15 ص 139, مرآة العقول ج 5 شرح ص 247

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن حمران وهشام بن سالم, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بإبل لعبد المطلب فاستاقوها, فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد إبله عليه, فاستأذن عليه فأذن له وقيل له: إن هذا شريف قريش - أو عظيم قريش - وهو رجل له عقل ومروة, فأكرمه وأدناه, ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك, فقال له: إن أصحابك مروا بإبل لي فاستاقوها فأحببت أن تردها علي, قال: فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم أنه عظيم قريش؟ وذكرتم عقله يدع أن يسألني أن أنصرف عن بيته الذي يعبده, أما لو سألني أن أنصرف عن هده لانصرفت له عنه, فأخبره الترجمان بمقالة الملك, فقال له عبد المطلب: إن لذلك البيت ربا يمنعه, وإنما سألتك رد إبلي لحاجتي إليها, فأمر بردها عليه ومضى عبد المطلب حتى لقي الفيل على طرف الحرم, فقال له: محمود, فحرك رأسه, فقال له: أتدري لما جي‏ء بك؟ فقال برأسه لا, فقال: جاءوا بك لتهدم بيت ربك, أفتفعل؟ فقال برأسه لا, قال: فانصرف عنه عبد المطلب وجاءوا بالفيل ليدخل الحرم, فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع, فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم فلم يدخل, وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما رأى إذا طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها, وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

----------

الكافي ج 4 ص 216, الوافي ج 12 ص 55, وسائل الشيعة ج 13 ص 238, البرهان ج 5 ص 761, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 671, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 440

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال ابن إسحاق: فلما نزل أبرهة بالمغمس، بعث رجلا من الحبشة يقال له: الأسود بن مفصود، على خيل له حتى انتهى إلى مكة. فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم، وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم - وهو يومئذ كبير قريش وسيدها - فهمَّت قريش وكنانة وهذيل، ومن كان بذلك الحرم من سائر الناس بقتاله، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به فتركوا ذلك. وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة وقال له: سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفهم، ثم قل له: إن الملك يقول: إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا لنا دونه بحرب، فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يرد حربي فائتني به. فلما دخل حناطة مكة، سأل عن سيد قريش وشريفها، فقيل له: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة، فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام - أو كما قال - فإن يمنعه منه فهو حرمه وبيته، وإن يخل بينه وبينه، فوالله ما عندنا دفع عنه، فقال له حناطة: فانطلق معي إليه، فإنه قد أمرني أن آتيه بك. فانطلق معه عبد المطلب، ومعه بعض بنيه، حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نفر، وكان له صديقا، حتى دخل عليه وهو في محبسه، فقال له: يا ذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا؟ فقال له ذو نفر: وما غناء رجل أسير بيدي ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا؟ ما عندي غناء في شيء مما نزل بك، إلا أن أنيسا سائس الفيل صديق لي. فسأرسل إليه، وأوصيه بك وأعظم عليه حقك، وأسأله أن يستأذن لك على الملك، فتكلمه بما بدا لك، ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك، فقال: حسبي. فبعث ذو نفر إلى أنيس فقال له: إن عبد المطلب سيد قريش وصاحب عين مكة، يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فاستأذن له عليه وأنفعه عنده بما استطعت. قال: أفعل. فكلم أنيس أبرهة، فقال له: أيها الملك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك، وهو صاحب عين مكة، وهو الذي يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال، فائذن له عليك فليكلمك في حاجته وأحسن إليه. فأذن له أبرهة. قال: وكان عبد المطلب أوسم الناس، وأعظمهم، وأجملهم، فلما رآه أبرهة أجلَّه وأكرمه عن أن يجلسه تحته، وكره أن تراه الحبشة يجلسه معه على سرير ملكه، فنزل أبرهة عن سريره، فجلس على بساطه، وأجلسه معه عليه إلى جانبه، ثم قال لترجمانه: قل له حاجتك؟ فقال له ذلك الترجمان. فقال: حاجتي أن يرد على الملك مائتي بعير أصابها لي، فلما قال له ذلك، قال أبرهة لترجمانه: قل له لقد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني؛ أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك، قد جئت لأهدمه لا تكلمني فيه؟ فقال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه، فقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك. فرد على عبد المطلب إبله. – وساق الحديث - انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في رؤوس الجبال، خوفا عليهم من معرة الجيش. ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده. وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة: لا هم إن العبد يمنع... رحله فامنع رحالك

لا يغلبن صليبهم... ومحالهم غدوا محالك

إن كنت تاركهم... وقبلتنا فأمر ما بدا لك

قال ابن هشام: هذا ما صح له منها. وقال ابن إسحاق: ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبى جيشه – وساق الحديث - وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك

----------

البداية والنهاية ج 2 ص 213, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 32, المنتظم في تاريخ الأمم ج 2 ص 123 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان سبب حلف خزاعة لعبد المطلب أن نفرا من خزاعة قالوا فيما بينهم: والله ما رأينا في هذا الورى أحدا أحسن وجها ولا أتم خلقا ولا أعظم حلما من عبد المطلب / وقد ظلمه عمه حتى استنصر أخواله، وقد ولدناه كما ولده بنو النجار فلو أنا بذلنا له نصرتنا وحالفناه! فأجمع رأيهم على ذلك فأتوا عبد المطلب فقالوا: يا أبا الحارث! إن كان بنو النجار ولدوك فقد ولدناك ونحن بعد وأنت متجاورون في الدار فهلم فلنحالفك! فأجابهم فأقبل بديل أبو ورقاء بن بديل العدوي وسفيان بن عمرو، وأبو بشر القميري وهاجر ابن عمير بن عبد العزى القميري وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر وعبد العزى ابن قطن المصطلقي وخلف بن أسعد الملحي وعمرو بن مالك بن مؤمل الحبتري في جماعة من قومهم، فدخلوا دار الندوة فكتبوا بينهم كتابا، وأقبل عبد المطلب في سبعة نفر من بني المطلب والأرقم بن نضلة بن هاشم وكان من رجال قريش والضحاك وعمرو ابنا صيفي بن هاشم ولم يحضره أحد من بني عبد شمس ولا نوفل لليد التي منهم، وعلقوا الكتاب في الكعبة، فقال هاجر حين بعثوا عبد المطلب: والله لئن قلتم ذلك لقد رأيت رؤيا بيثرب ليكونن لولده شأن! قالوا: وما رأيت ؟ قال: رأيت كان بني عبد المطلب يمشون فوق رؤس نخل يثرب ويطرحون التمر إلى الناس، فليكونن لهم شأن وليكونن ذلك من يثرب، قال هاجر فقلت: والله ما لعبد المطلب إلا غلام يقال له الحارث! قال: فحالفوه، وتزوج عبد المطلب يومئذ لبنى بنت هاجر بن ضاطر فولدت له أبا لهب، وتزوج ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل الحبتري فولدت له الغيداق، قال: وكتبوا كتابا كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة، وكان بنو زهرة يكرمون عبد المطلب لصهره فكان الكتاب هذا ما تحالف عليه عبد المطلب ورجالات بني عمرو من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك، تحالفوا على التناصر والمؤاساة حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ والأصاغر على الأكابر والشاهد على الغائب، تعاهدوا وتعاقدوا ما شرقت الشمس على ثبير، وما حن بفلاة بعير، وما قام الأخشبان وما عمر بمكة إنسان لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شدا وظلم الليل مدا، عقده عبد المطلب بن هاشم ورجال بني عمرو، فصاروا يدا دون بني النضر، فعلى عبد المطلب النصرة لهم على كل طالب وتر في بر أو بحر أو سهل أو وعر، وعلى بني عمرو النصرة لعبد المطلب وولده على جميع العرب في الشرق أو الغرب أو الحزن أو السهب، وجعلوا الله على ذلك كفيلا وكفى بالله حميلا، ثم علقوا الكتاب في الكعبة، فقال عبد المطلب:

سأوصي زبيرا إن توافت منيتي... بامساك ما بيني وبين بني عمرو

وأن يحفظ الحلف الذي سن شيخه... ولا يلحدن فيه بظلم ولا غدر

هم حفظوا الإل القديم وحالفوا... أباك فكانوا دون قومك من فهر

---------------

المنمق ص 86, أنساب الأئراف ج 1 ص 70

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما سمعت بذلك – حلف عبد المطلب مع خزاعة - بنو سهم ذبحوا بقرة، وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه، فهو منا! فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فسموا اللعقة

-----------

تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 248

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

مات عبد المطلب بالطائف.

-----------

العدد القوية ص 140, الدر النظيم ص 43, بحار الأنوار ج 15 ص 161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب:

عن أبي عبد الله (ع) قال: نزل جبرئيل (ع) على النبي (ص) فقال: يا محمد, إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك, وبطن حملك, وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب, والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب, وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب.

---------------

الكافي ج 1 ص 446, الأمالي للصدوق ص 606, معاني الأخبار ص 136, كنز الفوائد ج 1 ص 164, الحجة على الذاهب ص 49, الوافي ج 3 ص 702, تفسير الصافي ج 4 ص 96, الجواهر السنية  434, روضة الواعظين ج 1 ص 67, بحار لأنوار ج 15 ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله (ص) فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة! قالوا: وما رأيت البارحة؟ قال: رأيت رسول الله (ص) ببابه فخرج ليلا فأخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) وخرجا إلى البقيع, فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكة فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين فإذا بالقبر قد انشق وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله, فقال له: من وليك يا أبة؟ فقال: وما الولي يابني؟ فقال: هو هذا علي, فقال: وأن عليا وليي, قال: فارجع إلى روضتك, ثم عدل إلى قبر أمه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه, فإذا بالقبر قد انشق وإذا هي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله ورسوله, فقال لها: من وليك يا أماه؟ فقالت: وما الولاية يا بني؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب, فقالت: وأن عليا وليي, فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك, فكذبوه ولببوه وقالوا: يا رسول الله كذب عليك اليوم! فقال: وما كان من ذلك؟ قالوا إن جندب حكى عنك كيت وكيت! فقال النبي (ص) ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, قال عبد السلام بن محمد: فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الاعلى فقال: أما علمت أن النبي (ص) قال: أتاني جبرئيل (ع) فقال: إن الله عز وجل حرم النار على ظهر أنزلك، وبطن حملك، وثدي أرضعك، وحجر كفلك. 

-------

معاني الأخبار ص 178, علل الشرائع ج 1 ص 176, بحار الأنوار ج 15 ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: أول من سوهم عليه مريم بنت عمران, وهو قول الله عز وجل {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} والسهام ستة, ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم فوقفت‏ السفينة في اللجة فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات, قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه, ثم كان عبد المطلب (ع) ولد له تسعة فنذر في العاشر إن يرزقه الله غلاما أن يذبحه قال: فلما ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله (ص) في صلبه, فجاء بعشر من الإبل وساهم عليها وعلى عبد الله فخرج السهام على عبد الله, فزاد عشرا فلم تزل السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشرا, فلما أن بلغت مائة خرجت السهام على الإبل فقال عبد المطلب (ع): ما أنصفت ربي, فأعاد السهام ثلاثا فخرجت على الإبل فقال: الآن علمت أن ربي قد رضي فنحرها.

-----------

الفقيه ج 3 ص 89, الخصال ج 1 ص 156, الوافي ج 16 ص 1126, وسائل الشيعة ج 27 ص 260, البرهان ج 4 ص 630, بحار الأنوار ج 15 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن علي بن فضال قال: سألت أبا الحسن علي‏ بن موسى الرضا (ع) عن معنى قول النبي (ص): أنا ابن الذبيحين, قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل (ع) وعبد الله بن عبد المطلب (ع), - وساق الحديث - فإن عبد المطلب (ع) كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عز وجل أن يرزقه عشرة بنين ونذر لله عز وجل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته, فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لي فلأفين لله عز وجل, فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله (ص) وكان أحب ولده إليه, ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله, ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله, فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه, فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك, واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن, فقالت له ابنته عاتكة: يا أبتاه أعذر فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك, قال: فكيف أعذر يا بنية؟ فإنك مباركة, قالت: اعمد إلى تلك السوائم (مال الراعي) التي لك في الحرم, فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل وأعط ربك حتى يرضى, فبعث عبد المطلب (ع) إلى إبله, فأحضرها وعزل منها عشرا وضرب السهام‏ فخرج سهم عبد الله, فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة, فضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة, فقال عبد المطلب: لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات, فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل, فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كان على الأرض وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب, وأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة ولا يمنع أحد منها, وكانت مائة.

-----------

الخصال ج 1 ص 55, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 210, البرهان ج 4 ص 619, بحار لأنوار ج 15 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن

زهرة, فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله (ص) فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب.

-------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

خرج عبد الله بن عبد المطلب إلى الشام إلى غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات, ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا, فمروا بالمدينة وعبد الله بن عبد المطلب يومئذ مريض فقال: أنا أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار, فأقام عندهم مريضا شهرا ومضى أصحابه, فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن عبد الله فقالوا: خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار وهو مريض, فبعث إليه عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة, وهو رجل من بني عدي بن النجار في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك, وأخبره أخواله بمرضه وبقيامهم عليه وما ولوا من امره وانهم قبروه, فرجع إلى أبيه فأخبره فوجد عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته وجدا شديدا, ورسول الله (ص) يومئذ حمل ولعبد الله يوم توفي خمس وعشرون سنة.

------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 99, تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 77, المنتظم من تاريخ الأمم ج 2 ص 244, البداية والنهاية ج 2 ص 322, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 205, سبل الهدى والرشد ج 1 ص 331, السيرة الحلبية ج 1 ص 81

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ترك عبد الله بن عبد المطلب أم أيمن وخمسة أجمال أوارك - يعني تأكل الأراك - وقطعة غنم, فورث ذلك رسول الله (ص), فكانت أم أيمن تحضنه واسمها بركة.

-------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 100, المحاضرات والمحاورات ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالت آمنة بنت وهب ترثي زوجها عبد الله بن عبد المطلب:

عفا جانب البطحاء من بن هاشم وجاور لحدا خارجا في الغماغم

دعته المنايا دعوة فأجابها وما تركت في الناس مثل بن هاشم

عشية راحوا يحملون سريره تعاوره أصحابه في التزاحم

فان يك غالته المنايا وريبها فقد كان معطاء كثير التراحم

-------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 100, المحاضرات والمحاورات ص 56, أنساب الأشراف ج 1 ص 92, البدء والتاريخ ج 4 ص 116, سبل الهدى والرشاد ج 1 ص 332

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان رسول الله (ص) مع أمه آمنة بنت وهب, فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار تزورهم به ومعه أم أيمن تحضنه، وهم على بعيرين، فنزلت به في دار النابغة فأقامت به عندهم شهرا – وساق الحديث- ثم رجعت به أمه إلى مكة، فلما كانت بالأبواء توفيت أمه آمنة بنت وهب، فقبرها هناك فرجعت به أم أيمن إلى مكة وكانت تحضنه.

---------

سبل الهدى والرشاد ج 2 ص 120, الطبقات الكبرى ج 1 ص 116, المنتظم من تاريخ الأمم ج 2 ص 272, إمتاع الأسماع ج 4 ص 93, كفاية الطالب اللبيب ص 79, شبل الهدى والرشاد ج 2 ص 120

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عز وجل أيتم نبيه (ص) لئلا يكون لاحد عليه طاعة.

----------

علل الشرائع ج 1 ص 131, الفقيه ج 3 ص 494, معاني الأخبار ص 53, الوافي ج 23 ص 1434, بحار الأنوار ج 16 ص 141

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية