الهجرة الى الحبشة

عن أم سلمة زوج النبي (ص) أنها قالت: لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله (ص) وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله (ص) لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله (ص) في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شئ مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله (ص): إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالاً حتى اجتمعنا بها فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمناً على ديننا، ولم نخش منه ظلماً. فلما رأت قريش أن قد أصبنا داراً وأمناً أجمعوا على أن يبعثوا إليه فينا ليخرجنا من بلاده وليردنا عليهم، فبعثوا عمرو بن العاصي، وعبد الله بن أبي ربيعة، فجمعوا له هدايا ولبطارقته، فلم يدعوا منهم رجلاً إلا هيأوا له هدية على ذي حده، وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا فيهم، ثم ادفعوا إليه هداياه، وإن استطعتم أن يردهم عليكما قبل أن يكلمهم فافعلا. فقدما عليه، فلم يبق بطريق من بطارقته إلا قدموا له هديته وكلموه وقالوا له: إنا قدمنا على هذا الملك في سفهاء من سفهائنا فارقوا أقوامهم في دينهم ولم يدخلوا في دينكم، فبعثنا قومهم فيهم ليردهم الملك عليهم، فإذا نحن كلمناه فأشيروا عليه بأن يفعل، فقالوا: نفعل، ثم قدما إلى النجاشي هداياه، وكان أحب ما يهدى إليه من مكة الأدم، فلما أدخلوا عليه هداياه قالوا له: أيها الملك إن فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه، وقد لجأوا إلى بلادك، فبعنا إليك فيهم عشائرهم: آباؤهم، وأعمامهم، وقومهم لتردهم عليهم، فهم أعلى بهم عيناً، فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك لو رددتهم عليهم كانوا هم أعلى بهم عيناً، فإنهم لم يدخلوا في دينك فتمنعهم بذلك، فغضب ثم قال: لا لعمر الله لا أردهم عليهم حتى أدعوهم وأكلمهم وأنظر ما أمرهم، قوم لجأوا إلى بلادي واختاروا جواري على جوار غيري، فإن كانوا كما يقولون رددتهم عليهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم ولم أخل بينهم وبينهم، ولم أنعمهم عيناً. فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم ولم يكن شيء أبغض إلى عمرو بن العاصي وعبد الله بن أبي ربيعة من أن يسمع كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقالوا: ماذا تقولون؟ فقالوا: وماذا نقول، نقول والله ما نعرف، وما نحن عليه من أمر ديننا، وما جاء به نبينا كائن في ذلك ما كان، فلما دخلوا عليه كان الذي يكلمه منهم جعفر بن أبي طالب (ع)، فقال له النجاشي: ما هذا الدين الذي أنتم عليه، فارقتم دين قومكم، ولا تدخلوا في يهودية ولا نصرانية، فما هذا الدين؟ فقال جعفر: أيها الملك كنا قوماً على الشرك: نعبد الأوثان، ونأكل الميتة، ونسيء الجوار، ونستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها، لا نحل شيئاً ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبياً من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي ونصوم، ولا نعبد غيره، فقال: هل معك شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله, فقال جعفر: نعم، قال: هلم فاتل علي ما جاء به، فقرأ عليه صدراً من {كهيعص} فبكا والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة الذي جاء بها موسى، انطلقوا راشدين، لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عيناً، فخرجا من عنده، وكان أتقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة، فقال له عمرو بن العاصي: والله لآتينه غدا بما أستأصل به خضراءهم، لأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبد عيسى بن مريم عبد، فقال له عبد الله بن أبي ربيعة: لا تفعل فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحماً ولهم حقاً، فقال: والله لأفعلن. فلما كان الغد دخل عليه فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيماً، فأرسل إليهم فسلهم عنه، فبعث إليهم، ولم ينزل بنا مثلها، فقال بعضنا لبعض: ماذا تقولون له في عيسى (ع) إن هو سألكم عنه؟ فقالوا: نقول والله الذي قاله فيه، والذي أمرنا نبينا أن نقوله فيه، فدخلوا عليه، وعنده بطارقته، فقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر: نقول: هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويداً بين أصبعيه فقال: ما عدا عيسى ابن مريم مما قلت هذا العود فتنا خرت بطارقته، فقال: وإن تناحرتم والله، إذهبوا فأنتم شيوم بأرضي، والشيوم: الآمنون، ومن سبكم غرم، ومن سبكم غرم، ومن سبكم غرم، ثلاثاً، ما أحب أن لي دبيراً، وأني آذيت رجلاً منكم، والدبير بلسانهم الذهب، فو الله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه، ولا أطاع الناس في فأطيع الناس فيه، ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها، واخرجا من بلادي، فخرجا مقبوحين مردود عليهما ما جاءا به. فأقمنا مع خير جار في خير دار، فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فو الله ما علمنا حزناً قط كان أشد منه، فرقاً أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف، فجعلنا ندعوا الله ونستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائراً، فقال أصحاب رسول الله (ص) بعضهم لبعض: من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون؟ فقال الزبير وكان من أحدثهم سناً: أنا، فنفخوا له قربة، فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس، فحضر الوقعة، فهزم الله ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه، فجاءنا الزبير فجعل يليح إلينا بردائه ويقول: ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي، فوالله ما علمنا فرحنا بشئ قط فرحنا بظهور النجاشي، ثم أقمنا عنده حتى خرج من خرج منا راجعاً إلى مكة، وأقام من أقام.

--------------

سيرة ابن إسحاق ج 4 ص 193, إمتاع الأسماع ج 4 ص 363, دلائل النبوة ج 2 ص 301, البداية والنهاية ج 3 ص 91 نحوه, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 17 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

{لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى} فإنه كان سبب نزولها أنه لما اشتدت قريش في أذى رسول الله (ص) وأصحابه الذين آمنوا بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله (ص) أن يخرجوا إلى الحبشة, وأمر جعفر بن أبي طالب (ع) أن يخرج معهم, فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر, فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردهم إليهم, وكان عمرو وعمارة متعاديين, فقالت قريش: كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة وبرئت بنو سهم من جناية عمرو بن العاص, فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا, فأخرج عمرو بن العاص أهله معه - وساق الحديث - فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا فقبلها منهم, فقال عمرو بن العاص: أيها الملك إن قوما منا خالفونا في ديننا. وسبوا آلهتنا. وصاروا إليك فردهم إلينا. فبعث النجاشي إلى جعفر (ع) فجاء, فقال: يا جعفر, ما يقول هؤلاء؟ فقال جعفر: أيها الملك وما يقولون؟ قال: يسألون أن أردكم إليهم, قال: أيها الملك سلهم: أعبيد نحن لهم؟ قال عمرو: لا بل أحرار كرام, قال: فاسألهم ألهم علينا ديون يطالبوننا بها؟ فقال: لا ما لنا عليكم ديون, قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبوننا بذحول؟ فقال عمرو: لا, قال: فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم, فقال عمرو بن العاص: أيها الملك, خالفونا في ديننا, وسبوا آلهتنا, وأفسدوا شباننا وفرقوا جماعتنا, فردهم إلينا لنجمع أمرنا, فقال جعفر: نعم أيها الملك خالفناهم, بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام, وأمرنا بالصلاة والزكاة, وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها, والزنا والربا والميتة والدم, وأمرنا {بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} ونهانا {عن الفحشاء والمنكر والبغي}, فقال النجاشي: بهذا بعث الله عيسى ابن مريم (ع), ثم قال النجاشي: يا جعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال: نعم, فقرأ عليه سورة مريم, فلما بلغ إلى قوله {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا} فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاء شديدا, وقال: هذا والله هو الحق. وقال عمرو بن العاص: أيها الملك إن هذا مخالف لنا فرده إلينا, فرفع النجاشي يده فضرب بها وجه عمرو, ثم قال: اسكت والله لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك, فقام عمرو بن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول: إن كان هذا كما تقول أيها الملك فإنا لا نتعرض له - وساق الحديث - وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبد الله بن جعفر, وولد للنجاشي ابنا فسماه النجاشي محمدا.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 176, تفسير الصافي ج 2 ص 77, البرهان ج 2 ص 344, بحار الأنوار ج 18 ص 414

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن إسحاق: أن رسول الله (ص) بعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه, وكتب معه كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك‏ الحبشة, سلام عليك إني أحمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن, وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة, فحملت بعيسى, فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه فيه, وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته, وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فإني رسول الله, قد بعثت إليكم ابن عمي جعفر بن أبي طالب معه نفر من المسلمين, فإذا جاءوك فاقرهم ودع التجبر, فإني أدعوك وجنودك إلى الله تعالى, وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحت,ي والسلام على من اتبع الهدى. فكتب إليه النجاشي: بسم الله الرحمن الرحيم, إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم بن أبحر [أبجر], سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته, لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام, وقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى (ع), فو رب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت, وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقد قرينا ابن عمك وأصحابه, وأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا, وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين, وقد بعثت إليك يا رسول الله أريحا بن الأصحم بن أبحر [أبجر], فإني لا أملك إلا نفسي, إن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله, إني أشهد أن ما تقول حق. (1)

ثم بعث إلى رسول الله (ص) هدايا وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم, وبعث إليه بثياب وطيب كثير وفرس, وبعث إليه بثلاثين رجلا من القسيسين لينظروا إلى كلامه‏ ومقعده ومشربه, فوافوا المدينة ودعاهم رسول الله (ص) إلى الإسلام فآمنوا ورجعوا إلى النجاشي. (2)

-----------

(1) الى هنا في كتب السنة

 (2) من كتب الشيعة: إعلام الورى ص 45, القصص للراوندي ص 323, بحار الأنوار ج 18 ص 418.

من كتب السنة نحوه: دلائل النبوة ج 2 ص 309, سبل الهدى والرشاد ج 2 ص 394, الثقات ج 2 ص 8, أسد الغابة ج 1 ص 61, تاريخ الطبري ج 2 ص 294, البداية والنهاية ج 3 ص 104, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 42

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

وبعث - النجاشي الى رسول الله (ص) - إليه بمارية القبطية أم إبراهيم، وبعث إليه بثياب وطيب وفرس، وبعث ثلاثين رجلا من القسيسين، فقال لهم انظروا إلى كلامه وإلى مقعده ومشربه ومصلاه, فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله (ص) إلى الإسلام, وقرأ عليهم القرآن {إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك} إلى قوله {فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين} فلما سمعوا ذلك من رسول الله (ص) بكوا وآمنوا, ورجعوا إلى النجاشي فأخبروه خبر رسول الله (ص) وقرؤوا عليه ما قرأ عليهم، فبكى النجاشي وبكى القسيسون, وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة إسلامه, وخافهم على نفسه‏.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 179, تفسير الصافي ج 2 ص 78, البرهان ج 2 ص 346, بحار الأنوار ج 18 ص 416

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي طالب (ع) أنه قال يحض النجاشي على نصرة النبي (ص) وأتباعه وأشياعه‏:

تعلم مليك الحبش أن محمدا ... نبي كموسى والمسيح ابن مريم‏

أتى بالهدى مثل الذي أتيا به ... وكل بأمر الله يهدي ويعصم

وأنكم تتلونه في كتابكم ... بصدق حديث لا حديث المرجم

ولا تجعلوا لله ندا وأسلموا ... فإن طريق الحق ليس بمظلم

-----------

من كتب الشيعة: إعلام الورى ص 45, إيمان أبي طالب (ع) للمفيد ص 38, الصراط المستقيم ج 1 ص 332, القصص للراوندي ص 323, تفسير مجمع البيان ج 4 ص 32, الحجة على الذاهب ص 240, بحار الأنوار ج 18 ص 418

من كتب السنة: المستدرك ج 2 ص 623

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قيل: كتب النجاشي رحمه الله كتابا إلى النبي (ص) فقال رسول الله (ص) لعلي (ع): اكتب جوابا وأوجز, فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم, أما بعد, فكأنك من الرقة علينا منا, وكأنا من الثقة بك منك, لأنا لا نرجو شيئا منك إلا نلناه, ولا نخاف منك أمرا إلا أمناه, وبالله التوفيق. فقال النبي (ص): الحمد لله الذي جعل من أهلي مثلك وشد أزري بك.

---------

بحار الأنوار ج 20 ص 397

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن إسحاق قال وهذا كتاب النبي (ص) إلى النجاشي: بسم الله الرحمن الرحيم, هذا كتاب من محمد النبي إلى النجاشي الاصحم عظيم الحبشة, سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, لم يتخذ صاحبة ولا ولدا, وأن محمد عبده ورسوله, وأدعوك بدعاية الله فاني أنا رسوله فأسلم تسلم, و{يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله} فان أبيت فعليك اثم النصارى قومك.

-------------

سيرة ابن اسحاق ج 4 ص 210, البداية والنهاية ج 3 ص 104, المستدرك ج 2 ص 623, دلائل النبوة ج 2 ص 308, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 41, سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 366

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن مسعدة بن صدقة, عن جعفر, عن أبيه (ع) أنه قال: أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب قال: فقال جعفر بن أبي طالب (ع): فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال, فلما رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال: الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عيني به, ألا أبشركم؟ فقلت: بلى أيها الملك, فقال: إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك, وأخبرني أن الله قد نصر نبيه محمدا (ص) وأهلك عدوه, وأسر فلان وفلان وفلان, التقوا بواد يقال له: بدر, كثير الأراك, لكأني أنظر إليه (من كلام العين) حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل من بني ضمرة, فقال له جعفر: أيها الملك الصالح, ما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان؟ فقال: يا جعفر, إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى (ع) أن من حق الله على عباده أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة, فلما أحدث الله تعالى لي نعمة بنبيه‏ محمد (ص) أحدثت لله هذا التواضع, قال: فلما بلغ النبي (ص) ذلك قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة, فتصدقوا يرحمكم الله, وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله, وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله.

-------------

الكافي ج 2 ص 121, الأمالي للمفيد ص 238, الأمالي للطوسي ص 14, الوافي ج 4 ص 467, بحار الأنوار ج 18 ص 417, مستدرك الوسائل ج 11 ص 301

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن بسطام الزيات, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب (ع) من الحبشة قال لرسول الله (ص): أحدثك يا رسول الله, دخلت على النجاشي يوما من الأيام وهو في غير مجلس الملك, وفي غير رياشه وفي غير زيه, قال: فحييته بتحية الملك وقلت له: يا أيها الملك ما لي أراك في غير مجلس الملك, وفي غير رياشه وفي غير زيه؟ فقال: إنا نجد في الإنجيل من أنعم الله عليه بنعمة فليشكر الله, ونجد في الإنجيل أن ليس من الشكر لله شي‏ء يعدله مثل التواضع, وأنه ورد علي في ليلتي هذه أن ابن عمك محمدا (ص) قد أظفره الله بمشركي أهل بدر, فأحببت أن أشكر الله بما ترى.

------------

الزهد ص 57, مشكاة الأنوار ص 225, بحار الأنوار ج 18 ص 421, مستدرك الوسائل ج 11 ص 301

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب. قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال: إني أبشركم بما يسركم إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي، فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه (ص) وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان وفلان. التقوا بواد يقال له: بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه (من كلام العين) كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضمرة إبله، فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاط؟ قال: إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى: إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم أحدثت له هذا التواضع.

----------

البداية والنهاية ج 3 ص 374, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 476, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 113, دلائل النبوة ج 3 ص 133, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 68

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن رسول الله (ص) لما أتاه جبرئيل (ع) بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه, وقال: إن أخاكم أصحمة, وهو اسم النجاشي, مات, ثم خرج إلى الجبانة وكبر سبعا, فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة.

-----------

الخصال ج 2 ص 359, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 279, وسائل الشيعة ج 3 ص 107, بحار الأنوار ج 18 ص 418, مستدرك الوسائل ج 2 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن النبي (ص) قال يوما توفي (أسم النجاشي): رجل صالح من الحبشة فقوموا وصلوا عليه, فكان كذلك.

---------

الخرائج ج 1 ص 64, بحار الأنوار ج 18 ص 420

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر أن رسول الله (ص) صلى على النجاشي.

---------

مسند أحمد ج 3 ص 355, صحيح البخاري ج 2 ص 88, السنن الكبرى ج 4 ص 29, مسند أبي يعلي ج 3 ص 307, صحيح ابن حبان ج 7 ص 363, المعجم الأوسط ج 7 ص 359, نصب الراية ج 2 ص 335, تاريخ مدينة دمشق ج 36 ص 276. عن ابن عمر: صحيح ابن ماجة ج 1 ص 491, مجمع الزوائد ج 3 ص 38, التمهيد ج 6 ص 326, تاريخ بغداد ج 9 ص 119, سير أعلام النبلاء ج 9 ص 551. عن أبي هريرة: سنن الترمذي ج 2 ص 243, المصنف ج 8 ص 367, موارد الظمآن ج 2 ص 38, كنز العمال ج 15 ص 716, ميزان الأعتدال ج 3 ص 473. عن أنس: فتح الباري ج 3 ص 151, مسند الشامين ج 1 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية