رسائل رسول الله (ص) إلى الملوك

* رسل رسول الله (ص) إلى الملوك:

رسله: بعث خاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس, وشجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن شمر, ودحية الكلبي إلى قيصر, وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي, وعبد الله بن حذاقة السهمي إلى كسرى, وعمر بن أمية الضمري إلى النجاشي.

---------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 164, بحار الأنوار ج 22 ص 250

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

بعث رسول الله (ص) ستة نفر مصطحبين: حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. وشجاع بن وهب بن أسد بن جذيمة شهد بدرا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني, يعني ملك عرب النصارى. ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر وهو هرقل ملك الروم. وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس. وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي. وعمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك النصارى بالحبشة, وهو أصحمة ابن الحر.

----------

البداية والنهاية ج 4 ص 206, عمدة القاري ج 18 ص 58 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى المقوس:

قال رسول الله (ص): أيها الناس, أيكم ينطلق بكتابي هذا إلى صاحب مصر, وأجره على الله؟ فوثب إليه حاطب وقال: انا يا رسول الله, قال: بارك الله فيك يا حاطب, قال حاطب: فأخذت الكتاب وودعته (ص) وسرت إلى منزلي, وشددت على راحلتي وودعت أهلي, وسرت زاد السهيلي.

------------

السيرة الحلبية ج 3 ص 295, فتوح الشام ج 2 ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس, فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف

على البحر, فركب البحر, فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه, فلما رآه أمر به فأوصل إليه.

----------

الإصابة ج 6 ص 296, فتوح مصر ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كتاب النبي (ص) إلى المقوقس, مع حاطب بن أبي بلتعة: "بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط, سلام على من اتبع الهدى, أما بعد فانى أدعوك بداعية الاسلام أسلم, تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين, فان توليت فان عليك إثم القبط. وإيا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}.

----------

عيون الأثر ج 2 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما قرأه (المقوقس كتاب رسول الله ص) قال: ما منعه إن كان نبيا أن يدعو علي؟ فيسلط علي, فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء؟ قال: فوجم لها, ثم قال له: أعد, فأعاد, ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الاعلى, فانتقم الله منه فاعتبر به, وإن لك دينا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه, وهو الاسلام, وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد (ص), ولسنا ننهاك عن دين عيسى بل نأمرك به.

----------

الإصابة ج 6 ص 296, فتوح مصر ص 116 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال المقوقس إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه, ولا ينهى إلا عن مرغوب عنه, ولم أجده بالساحر الضال, ولا الكاهن الكاذب, ووجدت معه آلة النبوة باخراج الخبى

والاخبار بالنجوى وسأنظر. وأخذ كتاب النبي (ص) فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له, ثم دعا كاتبا له يكتب بالعربية, فكتب إلى النبي (ص): "بسم الله الرحمن الرحيم, لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط, سلام, أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه, وقد علمت أن نبيا بقى وكنت أظن أنه يخرج بالشام, وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك

بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم, وبكسوة, وأهديت لك بغلة لتركبها, والسلام عليك."

-----------

عيون الأثر ج 2 ص 331, السيرة الحلبية ج 3 ص 296 نحوه, نصب الراية ج 6 ص 564 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ودفع (المفوفس) الكتاب إلى حاطب, وأمر له بمائة دينار وخمسة أثواب, وقال له: ارجع إلى صاحبك, ولا تسمع منك القبط حرفا واحدا, فإن القبط لا يطاوعوني في اتباعه, وأنا أضن بملكي أن أفارقه, وسيظهر صاحبك في البلاد وينزل بساحتنا هذه أصحابه من بعده, فارحل من عندي, قال: فرحلت من عنده ولم أقم عنده إلا خمسة أيام, فلما قدمت على رسول الله (ص) ذكرت له ما قال لي, فقال (ص): ضن الخبيث بملكه, ولا بقاء لملكه.

----------

نصب الراية ج 6 ص 564

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فإن المقوقس صاحب الإسكندرية أهدى إليه – رسول الله ص – جاريتين, إحداهما مارية القبطية ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس سنين, سنة ستة عشر. ووهب الأخرى لحسان بن ثابت.

------------

إعلام الورى ص 147, بحار الأنوار ج 22 ص 263

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى الحارث بن أبي شمر:

ذكر الواقدي أن رسول الله (ص) بعث شجاعا إلى الحارث بن أبي شمر وهو بغوطة دمشق, فكتب إليه مرجعه من الحديبية: "بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر, سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق, وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له, يبقى لك ملكك." وختم الكتاب ودفعه إلى شجاع بن وهب.

--------

نصب الراية ج 6 ص 566. نحوه: تاريخ مدينة دمشق ج 57 ص 367, سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 358, السيرة الحلبية ج 3 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وبعث رسول الله (ص) شجاع بن وهب الأسدي, إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى الاسلام, وكتب معه كتابا, قال شجاع: فأتيت إليه وهو بغوطة دمشق, وهو مشغول بتهيئة الانزال والالطاف لقيصر, وهو جاء من حمص إلى إيلياء, فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة, فقلت لحاجبه: إني رسول رسول الله (ص) إليه, فقال: لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا, وجعل حاجبه, وكان روميا أسمه مري, يسألني عن رسول الله (ص), فكنت أحدثه عن صفة رسول الله (ص) وما يدعو إليه, فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول: إني قد قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي (ص) بعينه, فأنا أومن به وأصدقه, وأخاف من الحارث أن يقتلني, وكان يكرمني ويحسن ضيافتي. وخرج الحارث يوما فجلس ووضع التاج على رأسه, فأذن لي عليه فدفعت إليه كتاب رسول الله (ص) فقرأه ثم رمى به, وقال: من ينتزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه, ولو كان باليمن جئته, علي بالناس, فلم يزل يفرض حتى قام وأمر بالخيول تنعل, ثم قال: أخبر صاحبك ما ترى, وكتب إلى قيصر يخبره خبري وما عزم عليه, فكتب إليه قيصر: ألا تسير إليه واله عنه, ووافني بايلياء, فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت: غدا, فأمر لي بمائة مثقال ذهب ووصلني مري, وأمر لي بنفقة وكسوة, وقال: أقرئ رسول الله (ص) مني السلام, فقدمت على النبي (ص) فأخبرته, فقال: باد ملكه, وأقرأته من مري السلام وأخبرته بما قال, فقال رسول الله (ص): صدق.

--------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 261, كفاية الطالب اللبيب ج 2 ص 11, نهاية الأرب ج 18 ص 165. نحوه: عيون الأثر ج 2 ص 338 نحوه, سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 359, السيرة الحلبية ج 3 ص 305

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى قيصر:

ووجه دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بداعية الإسلام فأسلم تسلم، ويؤتك الله أجرك مرتين، {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين (وهم قوم ظالون).

------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 77

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن دحية الكلبي قال: بعثني رسول الله (ص) بكتاب إلى قيصر, فأرسل إلى الأسقف فأخبره بمحمد وكتابه, فقال: هذا النبي الذي كنا ننتظره,‏ بشرنا به عيسى ابن مريم, وقال الأسقف: أما أنا فمصدقه ومتبعه, فقال قيصر: أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي, ثم قال قيصر: التمسوا لي من قومه هاهنا أحدا أسأله عنه, وكان أبو سفيان وجماعة من قريش دخلوا الشام تجارا, فأحضرهم وقال: ليدن مني أقربكم نسبا به, فأتاه أبو سفيان فقال: أنا سائل عن هذا الرجل الذي يقول إنه نبي, ثم قال لأصحابه: إن كذب فكذبوه, قال أبو سفيان: لو لا حيائي أن يأثر أصحابي عني الكذب لأخبرته بخلاف ما هو عليه, فقال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: ذو نسب, قال: هل قال هذا القول (النبوة) منكم أحد؟ قلت: لا, قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل؟ قلت: لا, قال: فأشراف الناس اتبعوه أو ضعفاؤهم؟ قلت: ضعفاؤهم, قال: فهل يزيدون أو ينقصون؟ قلت: يزيدون, قال: يرتد أحد منهم سخطا لدينه؟ قلت: لا, قال: فهل يغدر؟ قلت: لا, قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم, قال: فكيف حربكم وحربه؟ قلت: ذو سجال, مرة له ومرة عليه, قال: هذا آية النبوة, قال: فما يأمركم؟ قلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا, وينهانا عما كان يعبد آباؤنا, ويأمرنا بالصلاة والصوم والعفاف والصدق وأداء الأمانة والوفاء بالعهد, قال: هذه صفة نبي, وقد كنت أعلم أنه يخرج ولم أظن أنه منكم, فإنه يوشك أن يملك ما تحت قدمي هاتين, ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقياه, ولو كنت عنده لغسلت قدميه, وإن النصارى اجتمعوا على الأسقف ليقتلوه, فقال: اذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله, وأن النصارى أنكروا ذلك‏ علي, ثم خرج إليهم فقتلوه.

--------------

الخرائج ج 1 ص 131, بحار الأنوار ج 20 ص 378

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فكتب هرقل: إلى أحمد رسول الله الذي بشر به عيسى من قيصر ملك الروم: إنه جاءني كتابك مع رسولك, وإني أشهد أنك رسول الله نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك عيسى ابن مريم, وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا، ولو أطاعوني لكان خيرا لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك وأغسل قدميك."

فقال رسول الله (ص): يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم.

---------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 77

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة:

سليط بن عمرو العامري... بعثه رسول الله (ص) إلى هوذة بن علي الحنفي، فلما قدم سليط على هوذة أكرمه وأنزله، وقرأ كتاب رسول الله (ص) وكان فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي, سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم واجعل لك ما تحت يديك." فلما قرأه رد ردا دون رد وأجاز سليطا بجائزة، وكساه ثوبا من نسج هجر، وكتب إلى رسول الله (ص): "ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الامر أتبعك." فقدم سليط إلى النبي (ص) وأخبره بمال قال، وقرأ كتابه، وقال (ص): لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت. باد وباد ما في يديه. فلما انصرف من عام الفتح جاءه جبريل فأخبره أنه قد مات.

------------

سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 357, السيرة الحلبية ج 3 ص 303 نحوه, عيون الأثر ج 2 ص 337 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى كسرى:

عن يزيد بن حبيب قال: وبعث عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم إلى كسرى بن هرمز ملك فارس وكتب معه: "بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس, سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, وأدعوك بدعاء الله, فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة, لا نذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين, فأسلم تسلم, فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك." فلما قرأه مزقه وقال: يكتب إلى هذا وهو عبدي.

---------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 295, المنتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 282

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال عبد الله: فدفعت إليه كتاب رسول الله (ص), فقرئ عليه, ثم أخذه فمزقه, فلما بلغ ذلك رسول الله (ص) قال: اللهم مزق ملكه.

------------

الطبقات الكبرى ج 1 ص 260, تاريخ مدينة دمشق ج 27 ص 357, نهاية الأرب ج 18 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الزهري أنه قال: كتب كسرى إلى باذان: إنه بلغني أن رجلا من قريش يزعم أنه نبي، فسر إليه فاستتبه، فإن تاب وإلا فابعث إلي برأسه. فبعث باذان بكتابه إلى رسول الله (ص)، فكتب إليه رسول الله (ص): إن الله وعدني بقتل كسرى في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا, فلما أتى باذان الكتاب قال: إن كان نبيا سيكون ما قال, فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله (ص), قال الزهري: فلما بلغ باذان بعث بإسلامه وإسلام من معه من الفرس.

------------

عمدة القاري ج 2 ص 28, البداية والنهاية ج 2 ص 226, السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 45, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 48 بعشه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الماوردي في أعلام النبوة: إن كسرى كتب في الوقت إلى عامله باليمن: باذان ويكنى أبا مهران, أن احمل إلي هذا الذي يذكر أنه نبي, وبدأ باسمه قبل اسمي, ودعاني إلى غير ديني. فبعث إليه فيروز الديلمي في جماعة مع كتاب يذكر فيه ما كتب به كسرى, فأتاه فيروز بمن معه فقال له: إن كسرى أمرني أحملك إليه‏, فاستنظره ليلة, فلما كان من الغد حضر فيروز مستحثا, فقال النبي (ص): أخبرني ربي أنه قتل ربك البارحة, سلط الله عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات من الليل, فأمسك حتى يأتيك الخبر. فراع ذلك فيروز وهاله وعاد إلى باذان فأخبره, فقال له باذان: كيف وجدت نفسك حين دخلت عليه؟ فقال: والله ما هبت أحدا كهيبة هذا الرجل, فوصل الخبر بقتله في تلك الليلة من تلك الساعة, فأسلما جميعا.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 79, بحار الأنوار ج 20 ص 381

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* رسالة رسول الله (ص) إلى النجاشي:

قال ابن إسحاق: بعث رسول الله (ص) عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه, وكتب معه كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى النجاشي الاصحم ملك الحبشة, سلم أنت, فانى أحمد إليك الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن, وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة, فحملت بعيسى, فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه, وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له, والموالاة على طاعته, وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني, فإني رسول الله, وقد بعثت إليك ابن عمى جعفرا ونفرا معه من المسلمين, فإذا جاءك فأقرهم ودع التجبر, فانى أدعوك وجنودك إلى الله, فقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي والسلام على من اتبع الهدى."

---------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 294, أسد الغابة ج 1 ص 62, المنتظم في تاريخ الأمم ج 3 ص 287, البداية والنهاية ج 3 ص 104, دلائل النبوة ج 2 ص 309, سبل الهدى والرشاد ج 2 ص 394, عيون الأثر ج 2 ص 329, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 42, السيرة الحلبية ج 3 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما وصل إليه (النجاشي) الكتاب, وضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض, ثم أسلم ودعا بحق من عاج, أي وهو عظم الفيل, وجعل فيه كتاب رسول الله (ص) وقال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذا الكتاب بين أظهرهم.

-----------------

السيرة الحلبية ج 3 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فكتب النجاشي إلى رسول الله (ص): "بسم الله الرحمن الرحيم, إلى محمد رسول الله من النجاشي الأصحم ابن أبجر, سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الاسلام. أما بعد, فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى, فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا إنه كما قلت, وقد عرفنا ما بعثت به إلينا, وقد قرينا ابن عمك وأصحابه, فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا, وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين, وقد بعثت إليك بابني أرها بن الاصحم بن أبجر, فإني لا أملك إلا نفسي, وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله, فإني أشهد أن ما تقول حق, والسلام عليك يا رسول الله."

---------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 294, أسد الغابة ج 1 ص 62, المنتظم في تاريخ الأمم ج 3 ص 288, البداية والنهاية ج 3 ص 105, دلائل النبوة ج 2 ص 309, سبل الهدى والرشاد ج 2 ص 394, عيون الأثر ج 2 ص 330, السيرة النبوية لابن كثير ج 2 ص 42, السيرة الحلبية ج 3 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال ابن إسحاق: وذكر لي أن النجاشي بعث ابنه في ستين من الحبشة في سفينة, فإذا كانوا في وسط من البحر غرقت بهم السفينة فهلكوا.

------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 294, الممتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 288, تاريخ ابن خلدون ج 2 ق 2 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 نقل من خط الشهيد رحمه الله:‏ قيل: كتب النجاشي رحمه الله كتابا إلى النبي (ص), فقال رسول الله (ص) لعلي (ع): اكتب جوابا وأوجز, فكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم, أما بعد فكأنك من الرقة علينا منا, وكأنا من الثقة بك منك, لأنا لا نرجو شيئا منك إلا نلناه, ولا نخاف منك أمرا إلا أمناه, وبالله التوفيق." فقال النبي (ص): الحمد لله الذي جعل من أهلي مثلك وشد أزري بك‏.

------------

بحار الأنوار ج 20 ص 397

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية