صلح الحديبية

قوله {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا} فإنها نزلت في أشجع وبني ضمرة, وهما قبيلتان, وكان من خبرهما أنه لما خرج رسول الله (ص) إلى غزاة الحديبية مر قريبا من بلادهم, وقد كان رسول الله (ص) هادن بني ضمرة ووادعهم قبل ذلك، فقال أصحاب رسول الله (ص): يا رسول الله هذه بنو ضمرة قريباً منا ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة أو يعينوا علينا قريشاً، فلو بدأنا بهم؟ فقال رسول الله (ص): كلا إنهم أبر العرب بالوالدين وأوصلهم للرحم وأوفاهم بالعهد. وكان أشجع بلادهم قريباً من بلاد بني ضمرة وهم بطن من كنانة، وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف في المراعاة والأمان، فأجدبت بلاد أشجع وأخصبت بلاد بني ضمرة فصارت أشجع إلى بلاد بني ضمرة، فلما بلغ رسول الله (ص) مسيرهم إلى بني ضمرة تهيأ للمصير إلى أشجع فيغزوهم للموادعة التي كانت بينه وبين بني ضمرة، فأنزل الله{ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا} ثم استثنى‏ بأشجع فقال: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}. وكانت أشجع محالها البيضاء والجبل والمستباح، وقد كانوا قربوا من رسول الله (ص) فهابوا لقربهم من رسول الله (ص) أن يبعث إليهم من يغزوهم، وكان رسول الله (ص) قد خافهم أن يصيبوا من أطرافه شيئاً فهمَّ بالمسير إليهم، فبينما هو على ذلك إذ جاءت أشجع ورئيسها مسعود بن رجيلة وهم سبعمائة، فنزلوا شعب سلع، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ست. فدعا رسول الله (ص) أسيد بن حصين فقال له: إذهب في نفر من أصحابك حتى تنظر ما أقدم أشجع؟ فخرج أسيد ومعه ثلاثة نفر من أصحابه فوقف عليهم فقال: ما أقدمكم؟ فقام إليه مسعود بن رجيلة وهو رئيس أشجع، فسلم على أسيد وعلى أصحابه وقالوا: جئنا لنوادع محمداً، فرجع أسيد إلى رسول الله (ص) فأخبره فقال رسول الله (ص): خاف القوم أن أغزوهم فأرادوا الصلح بيني وبينهم، ثم بعث إليهم بعشرة أحمال تمر فقدمها أمامه ثم قال: نعم الشئ الهدية أمام الحاجة، ثم أتاهم فقال: يا معشر أشجع ما أقدمكم؟ قالوا: قربت دارنا منك وليس في قومنا أقل عدداً منا، فضقنا بحربك لقرب دارنا منك، وضقنا بحرب قومك لقلتنا فيهم، فجئنا لنوادعك . فقبل النبي (ص) ذلك منهم ووادعهم، فأقاموا يومهم ثم رجعوا إلى بلادهم، وفيهم نزلت هذه الآية: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} إلى قوله {فما جعل الله لكم عليهم سبيلا}.

---------------

تفسير القمي ج 1 ص 146, البرهان ج 2 ص 144, بحار الأنوار ج 20 ص 305, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 527, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 497

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن فائد مولى عبد الله بن سالم قال: لما خرج رسول الله (ص) في عمرة الحديبية نزل الجحفة, فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك بالروايا حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا, فقال: يا رسول الله, ما أستطيع أن أمضي, لقد وقفت قدماي رعبا من القوم, فقال له النبي (ص)‏ اجلس. ثم بعث رجلا آخر فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأول رجع, فقال له النبي (ص) لم رجعت؟ فقال: والذي بعثك بالحق ما استطعت أن أمضي رعبا. فدعا رسول الله (ص) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فأرسله بالروايا وخرج السقاة وهم لا يشكون في رجوعه لما رأوا من رجوع من تقدمه. فخرج علي (ع) بالروايا حتى ورد الحرار, فاستقى ثم أقبل بها إلى النبي (ص) ولها زجل. فكبر النبي (ص) ودعا له بخير.

-----------

الإرشاد ج 1 ص 121, كشف الغمة ج 1 ص 210, الدر النظيم ص 172, بحار الأنوار ج 20 ص 360, كشف اليقين ص 136 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الصادق (ع) قال: لما خرج رسول الله (ص) في غزوة الحديبية خرج في ذي القعدة، فلما انتهى إلى المكان الذي أحرم فيه، أحرموا ولبسوا السلاح، فلما بلغه أن المشركين قد أرسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده قال: إبغوني رجلا يأخذني على غير هذا الطريق، فأتي برجل من مزينة أو من جهينة، فسأله فلم يوافقه فقال: أبغوني رجلا غيره، فأتي برجل آخر، قال: فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة فقال: من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بني إسرائيل، فقال لهم: {أدخلوا الباب سجدا... نغفر لكم خطاياكم} قال: فابتدرها خيل الأنصار الأوس والخزرج، قال: وكانوا ألفا وثمانمائة فلما هبطوا إلى الحديبية إذ امرأة معها ابنها على القليب فسعى ابنها هاربا، فلما أثبتت أنه رسول الله صرخت به: هؤلاء الصابئون، ليس عليك منهم بأس، فأتاها رسول الله (ص) فأمرها فاستقت دلوا من ماء فأخذه رسول الله (ص) فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعادته في البئر، فلم تبرح حتى الساعة.

---------------

الكافي ج 8 ص 322, الوافي ج 26 ص 371, البرهان ج 5 ص 83, بحار الأنوار ج 20 ص 365, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 291

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله, والبراء بن عازب, وسلمة بن الأكوع, والمسور بن مخرمة فلما نزل النبي (ص) بالحديبية في ألف وخمسمائة, وذلك في حر شديد قالوا: يا رسول الله, ما بها من ماء والوادي يابس وقريش في بلدح في ماء كثير, فدعا بدلو من ماء فتوضأ من الدلو ومضمض فاه ثم مج فيه وأمر أن يصب في البئر, فجاشت, فسقينا واستقينا.

وفي رواية: فنزع (ص) سهما من كنانته فألقاه في البئر, ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتها.

وفي رواية: أنه (ص) دفعها إلى البراء بن عازب فقال: اغرز هذا السهم في بعض قلب, الحديبية فجاءت قريش ومعهم سهيل بن عمرو فأشرفوا على القليب والعيون تنبع تحت السهم, فقالت: ما رأينا كاليوم قط, وهذا من سحر محمد قليل, فلما أمر الناس بالرحيل قال: خذوا حاجتكم من الماء, ثم قال للبراء: اذهب فرد السهم, فلما فرغوا وارتحلوا أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء.

----------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 104, الدر النظيم ص 126, بحار الأنوار ج 18 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل {ليبلونكم الله بشي‏ء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم} قال: حشرت لرسول الله (ص) في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم.

------------

الكافي ج 4 ص 396, تفسير الصافي ج 2 ص 87, البرهان ج 2 ص 362, بحار الأنوار ج 20 ص 346, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 671, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 227

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الزهري: فلما صار بذي الحليفة قلَّدَ النبي (ص) الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة، فلما بلغ غدير الأشطاط عند عسفان أتاه عتبة الخزاعي فقال: إن كعب بن لؤي وعامر بن لؤي جمعوا لك الجموع، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال (ص): روحوا فراحوا حتى إذا كان ببعض الطريق قال (ص): إن خالد بن الوليد بالغميم طليعة فخذوا ذات اليمين وسار حتى إذا كان بالثنية بركت ناقته فقال: ما خلأت القصواء ولكن حبسها حابس الفيل, ثم قال: والله لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها, قال فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد القصة, فأتاهم بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، وكان عيبة نصح رسول الله (ص)، وقال كما قال الغير فقال النبي (ص): إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، في كلام له بين الصلح والحرب. فقال بديل: سأبلغهم ما تقول، فأتى قريشا وقال: إن هذا الرجل يقول كذا وكذا فقال عروة بن مسعود الثقفي: إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، فقالوا: إئته، فأتى النبي (ص) وسمع منه مثل مقالته لبديل ورأى تعظيم الصحابة له (ص).

-----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 1 ص 202, الدر النظيم ص 171

 تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل في صلح الحديبية: وخرج رسول الله (ص) فأرسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بإزائه، ثم أرسلوا الحليس فرأى البدن وهي تأكل بعضها أوبار بعض (كناية عن كثرتها) فرجع ولم يأت رسول الله (ص)، وقال لأبي سفيان: يا أبا سفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على أن تردوا الهدي عن محله, فقال: أسكت فإنما أنت أعرابي, فقال: أما والله لتخلين عن محمد وما أراد، أو لأنفردن في الأحابيش, فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد ولثا (العهد) فأرسلوا إليه عروة بن مسعود وقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة، وكان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا، فقتلهم وجاء بأموالهم إلى رسول الله (ص) فأبى رسول الله (ص) أن يقبلها وقال: هذا غدر ولا حاجة لنا فيه, فأرسلوا إلى رسول الله (ص) فقالوا: يا رسول الله هذا عروة بن مسعود، قد أتاكم وهو يعظم البدن، قال: فأقيموها فأقاموها. فقال: يا محمد مجئ من جئت؟ قال: جئت أطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الإبل، وأخلي عنكم عن لحمانها. قال: لا واللات والعزى فما رأيت مثلك رد عما جئت له، إن قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم، وأن تقطع أرحامهم، وأن تجرئ عليهم عدوهم. فقال رسول الله (ص): ما أنا بفاعل حتى أدخلها. قال وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله (ص) تناول لحيته، والمغيرة قائم على رأسه فضرب بيده فقال: من هذا يا محمد؟ فقال: هذا ابن أخيك المغيرة. فقال: يا غدر والله ما جئت إلا في غسل سلحتك (السلح: التغوط). قال: فرجع إليهم فقال لأبي سفيان وأصحابه: لا والله ما رأيت مثل محمد رد عما جاء له.

---------------

الكافي ج 8 ص 323, الوافي ج 26 ص 372, البرهان ج 5 ص 83, بحار الأنوار ج 20 ص 366, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 291

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما رجع - عروة بن مسعود - قال: أي قوم والله لقد وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا! يقتتلون على وضوئه، ويتبادرون لأمره، ويخفضون أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها, فقال رجل من بني كنانة: إئته، فلما أشرف عليهم قال النبي (ص): هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها، فبعثت له واستقبله القوم يلبون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت الحرام. ثم جاء مكرز بن حفص فجعل يكلم النبي إذ جاء سهيل بن عمرو فقال (ص): قد سهل عليكم أمركم.

-----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 1 ص 203, الدر النظيم ص 172

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل في صلح الحديبية: فأرسلوا إليه – إلى رسول الله ص - سهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، فأمر رسول الله (ص) فأثيرت في وجوههم البدن، فقالا: مجئ من جئت؟ قال: جئت لأطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر البدن وأخلي بينكم وبين لحمانها. فقالا: إن قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم وتقطع أرحامهم وتجري عليهم عدوهم. قال: فأبى عليهما رسول الله إلا أن يدخلها, وكان رسول الله (ص) أراد أن يبعث عمر فقال: يا رسول الله, إن عشيرتي قليل وإني فيهم على ما تعلم, ولكني أدلك على عثمان بن عفان, فأرسل إليه رسول الله (ص) فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة, فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرح, فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم, وكانت المناوشة, فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله (ص) وجلس عثمان في عسكر المشركين‏.

---------------

الكافي ج 8 ص 325, الوافي ج 26 ص 373, البرهان ج 5 ص 84, بحار الأنوار ج 20 ص 367, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 67, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وفي هذه الغزاة أقبل سهيل بن عمرو إلى النبي (ص) فقال له: يا محمد, إن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا, فغضب رسول الله (ص) حتى تبين الغضب في وجهه, ثم قال: لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله إليكم رجلا امتحن الله قلبه للإيمان, يضرب رقابكم على الدين, فقال بعض من حضر: يا رسول الله, أبو بكر ذلك الرجل؟ قال: لا, قيل: فعمر؟ قال: لا, ولكنه خاصف النعل في الحجرة, فتبادر الناس إلى الحجرة ينظرون من الرجل فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).

-----------

الإرشاد ج 1 ص 122, كشف الغمة ج 1 ص 211, الدر المظيم ص 173, بحار الأنوار ج 20 ص 360, كشف اليقين ص 136 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر عن أبيه (ع) قال: انقطع شسع نعل رسول الله (ص) فدفعها إلى علي (ع) يصلحها, ثم مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها, وأقبل على أصحابه فقال: إن منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل, فقال أبو بكر: أنا ذاك يا رسول الله؟ قال: لا, فقال عمر: فأنا يا رسول الله؟ قال: لا, فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض, فقال رسول الله (ص): لكنه خاصف النعل - وأومأ إلى علي بن أبي طالب (ع) - وإنه المقاتل على التأويل إذا تركت سنتي ونبذت, وحرف كتاب الله, وتكلم في الدين من ليس له ذلك, فيقاتلهم علي (ع) على إحياء دين الله عز وجل.

------------

الإرشاد ج 1 ص 121, كشف الغمة ج 1 ص 211, الدر النظيم ص 173, بحار الأنوار ج 32 ص 299, كشف اليقين ص 137 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ربعي بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب (ع) بالرحبة فقال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين, فقالوا: يا رسول الله, خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا, فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم، فقال النبي (ص): يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلوبهم على الايمان، قالوا من هو يا رسول الله؟ فقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل, وكان أعطى عليا (ع) نعله يخصفها.

قال (ربعي): ثم التفت إلينا علي (ع) فقال: إن رسول الله (ص) قال: من كذب على متعمدا فليتبوأ معقده من النار.

---------

سنن الترمذي ج 5 ص 298, الرياض النضرة ج 3 ص 156, أسد الغابة ج 4 ص 26, ينابيع المودة ج 2 ص 168, ذخائر العقبى ص 76, نهج الإيمان ص 521 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن أبي طالب (ع) قال: لما جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله (ص) فقال (ص): ما أنتم بمنتهين حتى أبعث إليكم رجلا يضرب رقابكم على الدين, فقال بعضهم: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا, وقال آخر: أنا هو؟ قال: لا, ولكن هو خاصف النعل, وكان علي (ع) يخصف النعل.

وقال علي (ع): سمعت رسول الله (ص) يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

------------

المعجم الأوسط ج 4 ص 158. نحوه: المناقب للخوارزمي ص 128, نهج الإيمان ص 523

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله (ص) وهو آخذ بضبع على (ع) يوم الحديبية وهو يقول: "هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله," مد بها صوته.

------------

تاريخ بغداد ج 4 ص 441, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 226, الإكمال في أسماء الرجال ص 33, نهج الإيمان ص 467

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فأقبل سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله (ص) مقبلا قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل, فلما انتهى سهيل إلى رسول الله (ص) تكلم فأطال الكلام وتراجعا.

------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 280. نجوه: البداية والنهاية ج 4 ص 192, عيون الأثر ج 2 ص 119, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 320, السيرة النبوة للحلبي ج 2 ص 705

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما لان بعضهم لبعض في الصلح, وهم على ذلك إذ رمى رجل من الفريقين رجلا من الفريق الاخر, فتصايح الفريقان وارتهن كل من الفريقين من عندهم, فارتهن المشركون عثمان ومن أتاهم

من المسلمين, وارتهن المسلمون سهيل بن عمرو ومن معه, ودعا رسول الله (ص) إلى البيعة, فبايعوه تحت الشجرة على أن لا يفروا, وبلغ ذلك المشركين فأرعبهم الله, فأرسلوا من كان

مرتهنا ودعوا إلى الموادعة.

-----------

فتح الباري ج 5 ص 253

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سلمة: نادى منادي رسول الله (ص): أيها الناس, البيعة البيعة! نزل روح القدس, قال: فثرنا إلى رسول الله (ص): وهو تحت شجرة سمرة, فبايعناه.

----------

المصنف ج 8 ص 512, الإستيعاب ج 2 ص 640, كنز العمال ج 1 ص 332, جامع البيان ج 26 ص 112, تفسير ابن أبي حاتم ج 10 ص 3300, زاد المسير ج 7 ص 167, تفسير ابن كثير ج 4 ص 205, الدر المنثور ج 6 ص 73, فتح القدير ج 5 ص 52, تاريخ الطبري ج 2 ص 279, سبل الهدى والرشد ج 5 ص 48, السيرة الحلبية ج 2 ص 701

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال (رسول الله ص): لأصحابه أتبايعوني على الموت؟ فبايعوه تحت الشجرة على أن لا يفروا منه أبدا.

-----------

إعلام الورى ص 96, بحار الأنوار ج 20 ص 361

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

نزلت في بيعة الرضوان {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}، واشترط عليهم ألا ينكروا بعد ذلك على رسول الله (ص) شيئا يفعله، ولا يخالفوه في شي‏ء يأمرهم به، فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}، وإنما رضي عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه، ولا ينقضوا عهده وعقده، فبهذا العقد رضي الله عنهم.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 315, تفسير الصافي ج 5 ص 40, البرهان ج 5 ص 87, بحار الأنوار ج 20 ص 354, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 61, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: أنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بمؤازرة رسول الله (ص)، وأنا أول من بايع رسول الله (ص) تحت الشجرة في قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}

------------

تفسير القمي ج 2 ص 268, البرهان ج 5 ص 88, حلية الأبرار ج 4 ص 27, مدينة المعاجز ج 3 ص 347, بحار الأنوار ج 33 ص 233. بعضه: تفسير الصافي ج 5 ص 42, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 288

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر, عن أبي جعفر (ع), قال: قلت له: قول الله عز وجل {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} كم كانوا؟ قال: ألفا ومائتين, قلت: هل كان فيهم علي (ع)؟ قال: نعم, علي (ع) سيدهم وشريفهم.

------------

تأويل الآيات ص 577, البرهان ج 5 ص 88, بحار الأنوار ج 24 ص 93, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 288

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قوله تعالى {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا النبي (ص): أنتم اليوم خيار أهل الأرض، فبايعنا تحت الشجرة على الموت, فما نكث الا جد بن قيس وكان منافقا، وأولى الناس بهذه الآية علي بن أبي طالب (ع) لأنه قال تعالى: {وأثابهم فتحا قريبا} يعنى فتح خيبر, وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب (ع)

----------------

المناقب للخوارزمي ص 276

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله.

-------------

شرح صحيح مسلم للنووي ج 13 ص 3 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وذلك بعد البيعة التي أخذها النبي (ص) على أصحابه, والعهود عليهم في الصبر, وكان أمير المؤمنين (ع) المبايع للنساء عن النبي (ص), وكانت بيعته لهن يومئذ أن طرح ثوبا بينه وبينهن, ثم مسحه بيده, فكانت مبايعتهن للنبي (ص) بمسح الثوب, ورسول الله (ص) يمسح ثوب علي بن أبي طالب (ع) مما يليه.

------------

الإرشاد ج 1 ص 119, بحار الأنوار ج 20 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فبايع رسول الله (ص) الناس ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها الا الجد بن قيس أخو بنى سلمة, كان جابر بن عبد الله يقول: لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقته قد ضبأ إليها يستتر بها من الناس.

-------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 280, جامع البيان ج 26 ص 112, تفسير الثعلبي ج 9 ص 47, تفسير البغوي ج 4 ص 194, البداية والنهاية ج 4 ص 191, السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 780, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 319, نهاية الأرب ج 17 ص 227

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الحديبية, وكان اللواء يومئذ إلى أمير المؤمنين (ع) كما كان إليه في المشاهد قبلها, وكان من بلائه في ذلك اليوم عند صف القوم في الحرب للقتال ما ظهر خبره واستفاض ذكره.

--------------

الإرشاد ج 1 ص 119, بحار الأنوار ج 20 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في إحتجاج طويل: يا أبا بكر! فهل تعلم أحدا أوثق من رسول الله (ص), وقد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن... وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة.

------------

إرشاد القلوب ج 2 ص 264, البرهان ج 2 ص 356, مدشنة المعاجز ج 3 ص 15, بحار الأنوار ج 29 ص 36

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: شعارنا... ويوم الحديبية: ألا لعنة الله على الظالمين‏.

-------------

الكافي ج 5 ص 47, الوافي ج 15 ص 117, وسائل الشيعة ج 15 ص 138, بحار الأنوار ج 19 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ولما رأى سهيل بن عمرو توجه الأمر عليهم ضرع إلى النبي (ص) في الصلح, ونزل عليه (ص) الوحي بالإجابة إلى ذلك, وأن يجعل أمير المؤمنين (ع) كاتبه يومئذ, والمتولي لعقد الصلح بخطه.

-----------

الإرشاد ج 1 ص 119, بحار الأنوار ج 20 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فجلس – سهيل بن عمرو - وضرع إلى النبي (ص) في الصلح, ونزل عليه الوحي بالإجابة إلى ذلك, وأن يكتب علي (ع).

-----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 1 ص 203, الدر النظيم ص 172

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال لعلي (ع): اكتب {بسم الله الرحمن الرحيم} فقال سهيل: ما أدري ما الرحمن الرحيم, إلا أني أظن هذا الذي باليمامة, ولكن اكتب كما نكتب: باسمك اللهم. قال (ص): واكتب هذا ما قاضى عليه رسول الله سهيل بن عمرو, فقال سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد؟ فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله, فقال الناس: أنت رسول الله, قال: اكتب, فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله, فقال الناس: أنت رسول الله.

---------------

الكافي ج 8 ص 326, الوافي ج 26 ص 374, البرهان ج 5 ص 84, بحار الأنوار ج 20 ص 368, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 68, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال النبي (ص): اكتب يا علي {بسم الله الرحمن الرحيم} فقال سهيل بن عمرو: هذا كتاب بيننا وبينك يا محمد, فافتتحه بما نعرفه واكتب: باسمك اللهم, فقال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع): امح ما كتبت. واكتب: باسمك اللهم, فقال له أمير المؤمنين (ع): لو لا طاعتك يا رسول الله لما محوت: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم محاها وكتب: باسمك اللهم, فقال له النبي (ص): اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو, فقال سهيل: لو أجبتك في الكتاب الذي بيننا إلى هذا لأقررت لك بالنبوة, فسواء شهدت على نفسي بالرضا بذلك أو أطلقته من لساني امح هذا الاسم, واكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله, فقال له أمير المؤمنين (ع): إنه والله لرسول الله على رغم أنفك! فقال سهيل: اكتب اسمه يمضي الشرط, فقال له أمير المؤمنين (ع): ويلك يا سهيل, كف عن عنادك! فقال له النبي (ص): امحها يا علي, فقال: يا رسول الله, إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة, قال له: فضع يدي عليها, فمحاها رسول الله (ص) بيده, وقال لأمير المؤمنين (ع: ستدعى إلى مثلها فتجيب, وأنت على مضض (يعني في معركة صفين).

-----------

الإرشاد ج 1 ص 119, كشف الغمة ج 1 ص 210, بحار الأنوار ج 20 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم قال رسول الله (ص): يا علي! إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة, فوالذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد, فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين, كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنك‏ أمير المؤمنين ما حاربناك, ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال أمير المؤمنين (ع): صدق الله وصدق رسوله (ص), أخبرني رسول الله (ص) بذلك‏.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 313, تفسير الصافي ج 5 ص 36, البرهان ج 5 ص 81, بحار الأنوار ج 20 ص 353, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 53, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم كتب: باسمك اللهم, هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ومن معه من المسلمين سهيل بن عمرو ومن معه من أهل مكة:

على أن الحرب مكفوفة فلا إغلال ولا إسلال ولا قتال.

وعلى أن لا يستكره أحد على دينه.

وعلى أن يعبد الله بمكة علانية.

وعلى أن محمدا ينحر الهدي مكانه, وعلى أن يخليها له في قابل ثلاثة أيام فيدخلها بسلاح الراكب, وتخرج قريش كلها من مكة إلا رجل واحد من قريش يخلفونه مع محمد وأصحابه.

ومن لحق محمدا وأصحابه من قريش فإن محمدا يرده إليهم.

ومن رجع من أصحاب محمد إلى قريش بمكة فإن قريشا لا ترده إلى محمد, وقال رسول الله (ص): إذا سمع‏ كلامي ثم جاءكم فلا حاجة لي فيه.

وأن قريشا لا تعين على محمد وأصحابه أحدا بنفس ولا سلاح.

-----------

إعلام الورى ص 97, بحار الأنوار ج 20 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم كتب: باسمك اللهم, واصطلحا على وضع الحرب عن الناس سبع سنين, يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض, ويأمن المجتازين من الفريقين.

وأن العهد بيننا عيبة مكفوفة.

وأنه لا إسلال ولا إغلال.

وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل, ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.

وعلى أن لا يُستكرَه أحد على دينه.

وعلى أن يعبد الله بمكة علانية.

وعلى أن محمدا ينحر الهدي مكانه.

وعلى أن يخليها له في قابل ثلاثة أيام, فيدخلها بسلاح الراكب, ويخرج قريشا كلها من مكة إلا رجل واحد من قريش يخلفونه مع محمد وأصحابه.

ومن لحق محمدا وأصحابه من قريش فإن محمدا يرده عليهم.

ومن رجع من أصحابه إلى قريش فلا يردون إليه.

فقال المسلمون في ذلك, فقال النبي (ص): من جاءهم منا فأبعده الله, ومن جاءنا منهم رددناه إليهم, فلو علم الله الإسلام من قلبه جعل له مخرجا. إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو ويرسف في قيوده, فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أفاوضك عليه أن ترده, فقال (ص): إنا لم نقض بالكتاب بعد, قال: والله لا أصالحك على شي‏ء أبدا, فقال النبي (ص): فأجره لي, قال: ما أنا بمجيره لك, قال مكرز: بلى أجرناه, فقال النبي (ص): إنه ليس عليه بأس, إنما يرجع إلى أبيه وأمه, فإني أريد أن أتم لقريش شرطها.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203, بحار الأنوار ج 20 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فجاء أبو جندل إلى النبي (ص) حتى جلس إلى جنبه فقال أبوه سهيل: رده علي, فقال المسلمون: لا نرده, فقام (ص) وأخذ بيده فقال: اللهم إن كنت تعلم أن أبا جندل لصادق فاجعل له فرجا ومخرجا. ثم أقبل على الناس وقال: إنه ليس عليه بأس, إنما يرجع إلى أبيه وأمه, وإني أريد أن أتم لقريش شرطها.

------------

إعلام الورى ص 98, بحار الأنوار ج 20 ص 363

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حين كتب القضية إذ قال - عمر - أنعطي الدنية في ديننا, ثم جعل يطوف في عسكر رسول الله (ص) يحرضهم ويقول: أنعطي الدنية في ديننا؟ فقال رسول الله (ص): أفرجوا عني، أتريدون أن أغدر بذمتي؟ ولأفي لهم بما كتبت لهم, خذ يا سهيل بيد أبي جندل‏.

------------

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 691, بحار الأنوار ج 30 ص 315

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فجاء عمر بن الخطاب, فاتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله, ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى, قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى, قال: ففيم نعطى الدنية في ديننا ونرجع؟ ولما يحكم الله بيننا وبينهم, فقال: يا ابن الخطاب, انا رسول الله ولن يضيعني الله ابدا, قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فاتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر, ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى, قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى, قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع؟ ولما يحكم الله بيننا وبينهم, فقال: يا ابن الخطاب, انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا, قال: فنزل القرآن على رسول الله (ص) بالفتح, فأرسل إلى عمر فاقرأه إياه فقال: يا رسول الله أو فتح هو قال نعم فطابت نفسه.

-------------

صحيح مسلم ج 5 ص 176, صحيح البخاري ج 4 ص 70, مسند أحمد ج 3 ص 486, المستدرك ج 2 ص 459, السنن الكبرى ج 9 ص 222, مجمع الزوائد ج 6 ص 237, فتح الباري ج 7 ص 340, عمدة القاري ج 15 ص 103, المصنف ج 8 ص 509, مسند أبي يعلي ج 1 ص 365, سنن الدارقطني ج 4 ص 59, دلائل النبوة للأصفهاني ج 3 ص 1132, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 391

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان ابن عباس يقول: قال لي عمر في خلافته وذكر القضية: ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت إلا يومئذ, ولو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج عنهم رغبة عن القضية لخرجت. ثم جعل الله تبارك وتعالى عاقبتها خيرا ورشدا, وكان رسول الله (ص) أعلم.

----------

المغازي ج 1 ص 606

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكتب بينه وبينهم كتابا على أن من خرج إليهم من قبله لم يردوه ومن خرج‏ من أهل مكة ردوه إليهم، فغضب الثاني وقال لصاحبه: يزعم أنه نبي وهو يرد الناس إلى المشركين. ثم أتى النبي (ص)، فقال: ألست برسول الله حقا؟ قال: بلى، قال: ونحن المسلمون حقا؟! قال: بلى، قال: وهم الكافرون؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا فقال له النبي (ص): إنما أعمل بما يأمرني به الله ربي، إنه من خرج منها إليهم راغبا! فلا خير لنا في مقامه بين أظهرنا ومن رغب فينا منهم، فسيجعل الله له مخرجا ومخرجا. فقال الثاني: والله ما شككت في الإسلام إلا حين سمعت رسول الله يقول ذلك!!. وقام من عند النبي متسخطا لأمر الله وأمر رسوله، غير راض بذلك ثم أقبل يمشي في الناس، ويؤلب على رسول الله (ص) ويعرض به – إلى أن قال -  وقد أعطيناه الدنية في ديننا!، والله لو أن معي أعوانا ما أعطيت الدنية أبدا فقد كان أعطي الأعوان، وقيل له يوم أحد قاتل، ويوم خيبر، ففر بأعوانه، وبلغ النبي (ص) ذلك، فقال له: إنه قد بلغني قولك!، فأين كنتم يوم أحد؟! وأنتم تصعدون ولا تلوون على أحد، وأنا أدعوكم في آخركم؟ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، وأستغفر الله مما كان مني يا رسول الله، قد كان الشيطان ركب عنقي في ذلك الوقت.

-------------

المسترشد ص 536

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد وعقده, وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله (ص) ونسخة عند سهيل بن عمرو.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 314, تفسير الصافي ج 5 ص 36, البرهان ج 5 ص 82, بحار الأنوار ج 20 ص 353, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث, قال: إن رسول الله (ص) حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم, أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون} فعلم رسول الله (ص) أن الله سيفي له بما أراه‏.

------------

الكافي ج 6 ص 486, الوافي ج 6 ص 653, بحار الأنوار ج 16 ص 189, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 74, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص) لأصحابه: انحروا بدنكم, واحلقوا رءوسكم, فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم رسول الله (ص) من ذلك وشكا ذلك إلى أم سلمة، فقالت: يا رسول الله, انحر أنت واحلق, فنحر رسول الله (ص) وحلق, ونحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله (ص) تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين, وقال قوم لم يسوقوا البدن: يا رسول الله, والمقصرين؟ لأن من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق, فقال رسول الله (ص) ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي، فقالوا: يا رسول الله, والمقصرين؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول الله (ص) نحو المدينة, فرجع إلى التنعيم ونزل تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم, وسألوا رسول الله (ص) أن يستغفر لهم, فنزلت آية الرضوان نزل بسم الله الرحمن الرحيم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.

-----------

تفسير القمي ج 2 ص 314, البرهان ج 5 ص 82, بحار الأنوار ج 20 ص 353, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 263, مستدرك الوسائل ج 9 ص 313

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ورجع رسول الله (ص) إلى المدينة, وأنزل الله في الطريق سورة الفتح {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}.

------------

إعلام الورى 98, بحار الأنوار ج 20 ص 363

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: وما كانت قضية أعظم بركة منها, لقد كاد أن يستولي على أهل مكة الإسلام.

---------------

الكافي ج 8 ص 326, الوافي ج 26 ص 374, البرهان ج 5 ص 84, بحار الأنوار ج 20 ص 368, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 68, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 295

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال ابن شهاب: فما كان في الاسلام فتح أعظم منه, كانت الحرب قد أجحرت الناس فلما أمنوا لم يكلم بالاسلام أحد يعقل الا قبله, فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك.

------------

السنن الكبرى للبيهقي ج 9 ص 223, كتاب الأم ج 4 ص 200, معرفة السنن والآثار ج 7 ص 146

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية