غزوة أحد

لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان ابن أمية، في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثارا. ففعلوا. قال ابن إسحاق: ففيهم كما ذكر لي بعض أهل العلم أنزل الله تعالى: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}. قالوا: فاجتمعت قريش لحرب رسول الله (ص) حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة. وكان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي قد من عليه رسول الله (ص) يوم بدر، وكان فقيرا ذا عيال وحاجة، وكان في الأسارى، فقال له صفوان بن أمية: يا أبا عزة، إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك واخرج معنا. فقال: إن محمدا قد من على فلا أريد أن أظاهر عليه. قال: بلى، فأعنا بنفسك، فلك الله إن رجعت أن أغنيك، وإن قتلت أن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر. فخرج أبو عزة يسير في تهامة ويدعو بني كنانة ويقول:

أيا بني عبد مناة الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام

لا يعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلموني لا يحل إسلام

قال: وخرج نافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح إلى بني مالك بن كنانة يحرضهم ويقول:

يا مال مال الحسب المقدم ... أنشد ذا القربى وذا التذمم

من كان ذا رحم ومن لم يرحم ... الحلف وسط البلد المحرم

عند حطيم الكعبة المعظم

قال: ودعا جبير بن مطعم غلاما له حبشيا يقال له وحشي يقذف بحربة له قذف الحبشة، قلما يخطئ بها، فقال له: اخرج مع الناس، فإن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمى طعيمة بن عدي فأنت عتيق. قال: فخرجت قريش بحدها وحديدها وجدها وأحابيشها، ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة، وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة وألا يفروا. وخرج أبو سفيان صخر بن حرب، وهو قائد الناس، ومعه زوجته هند بنت عتبة بن ربيعة. وخرج عكرمة بن أبي جهل بزوجته ابنة عمه أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة. وخرج عمه الحارث بن هشام بزوجته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة. وخرج صفوان بن أمية ببرزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفية، وخرج عمرو ابن العاص بربطة بنت منبه بن الحجاج، وهي أم ابنه عبد الله بن عمرو. وذكر غيرهم ممن خرج بامرأته. قال: وكان وحشي كلما مر بهند بنت عتبة أو مرت به تقول: ويها أبا دسمة اشف واشتف. يعنى تحرضه على قتل حمزة بن عبد المطلب. قال: فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مقابل المدينة.

-----------

السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 103, البداية والنهاية ج 4 ص 11, السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 581

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان سبب غزوة أحد أن قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر لأنه قتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون، فلما رجعوا إلى مكة قال أبو سفيان: يا معشر قريش لا تدعوا النساء تبكي على قتلاكم, فإن البكاء والدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمد ويشمت بنا محمد وأصحابه، فلما غزوا رسول الله (ص) يوم أحد أذنوا لنسائهم بعد ذلك في البكاء والنوح, فلما أرادوا أن يغزوا رسول الله (ص) إلى أحد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها فجمعوا الجموع والسلاح وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس وألفي راجل. وأخرجوا معهم النساء يذكرنهم ويحثنهم [يحثثنهم‏] على حرب رسول الله (ص), وأخرج أبو سفيان هند بنت عتبة, وخرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 110, تفسير الصافي ج 1 ص 374, البرهان ج 1 ص 679, بحار الأنوار ج 20 ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وخرج النساء معهن الدفوف يحرضن الرجال ويذكرنهم قتلى بدر في كل منزل, وجعلت قريش ينزلون كل منهل ينحرون ما نحروا من الجزر مما كانوا جمعوا من العير ويتقوون به في مسيرهم ويأكلون من أزوادهم مما جمعوا من الأموال. وكانت قريش لما مرت بالأبواء قالت: إنكم قد خرجتم بالظعن معكم ونحن نخاف على نسائنا  فتعالوا ننبش قبر أم محمد فإن النساء عورة, فإن يصب من نسائكم أحداً قلتم هذه رمة أمك, فإن كان برا بأمه كما يزعم فلعمري ليفادينكم برمة أمه, وإن لم يظفر بأحد من نسائكم فلعمري ليفدين رمة أمه بمال كثير إن كان بها برا. واستشار أبو سفيان بن حرب أهل الرأي من قريش في ذلك فقالوا: لا تذكر من هذا شيئا, فلو فعلنا نبشت بنو بكر وخزاعة موتانا.

----------

المغازي ص 206, شره نهج البلاغة ج 14 ص 219

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما سمع بهم رسول الله (ص) والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا، قال رسول الله (ص) للمسلمين: إني قد رأيت والله خيرا، رأيت بقرا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلما، ورأيت أنى أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة. قال ابن هشام: وحدثني بعض أهل العلم، أن رسول الله (ص) قال: رأيت بقرا لي تذبح؟ قال: فأما البقر فهي ناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في ذباب سيفي، فهو رجل من أهل بيتي يقتل. قال ابن إسحاق: فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها، وكان رأى عبد الله ابن أبي بن سلول مع رأى رسول الله (ص)، يرى رأيه في ذلك، وألا يخرج إليهم، وكان رسول الله (ص) يكره الخروج، فقال رجال من المسلمين، ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد وغيره، ممن كان فاته بدر: يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنه وضعفنا؟ فقال عبد الله بن أبي [بن سلول]: يا رسول الله، أقم بالمدينة لا تخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا.

----------------

السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 583, جامع البيان ج 4 ص 94, الدر المنثور ج 2 ص 67 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال الذين لم يشهدوا بدرا: كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله، فقد ساقه الله إلينا وقرب المسير. وقال رجل من الأنصار: متى نقاتلهم يا رسول الله إذا لم نقاتلهم عند شعبنا؟ وقال رجال: ماذا نمنع إذا لم نمنع الحرب بروع؟ وقال رجال قولا صدقوا به ومضوا عليه، منهم حمزة بن عبد المطلب، قال: والذي أنزل عليك الكتاب لنجادلهم. وقال نعيم بن مالك بن ثعلبة، وهو أحد بني سالم: يا نبي الله لا تحرمنا الجنة، فوالذي نفسي بيده لأدخلنها. فقال له رسول الله (ص): بم؟ قال: بأني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف. فقال له رسول الله (ص): صدقت. واستشهد يومئذ. وأبى كثير من الناس إلا الخروج إلى العدو، ولم يتناهوا إلى قول رسول الله (ص) ورأيه، ولو رضوا بالذي أمرهم كان ذلك، ولكن غلب القضاء والقدر. وعامة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا، قد علموا الذي سبق لأصحاب بدر من الفضيلة. فلما صلى رسول الله (ص) الجمعة وعظ الناس وذكرهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ثم انصرف من خطبته وصلاته، فدعا بلامته فلبسها، ثم أذن في الناس بالخروج. فلما رأى ذلك رجال من ذوي الرأي قالوا: أمرنا رسول الله (ص) أن نمكث بالمدينة وهو أعلم بالله وما يريد ويأتيه الوحي من السماء. فقالوا: يا رسول الله امكث كما أمرتنا. فقال: ما ينبغي لنبي إذا أخذ لامة الحرب وأذن بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج، فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدو وانظروا ماذا أمركم الله به فافعلوا. قال: فخرج رسول الله (ص) والمسلمون، فسلكوا على البدائع وهم ألف رجل، والمشركون ثلاثة آلاف، فمضى رسول الله (ص) حتى نزل بأحد. ورجع عنه عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائة، فبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة.

-------

السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 24, البداية والنهاية ج 4 ص 14, دلائل النبوة ج 3 ص 207

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ونزلت قريش منزلها من أحد يوم الأربعاء, فأقاموا به ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة, وراح رسول الله (ص) حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد, فالتقوا يوم السبت للنصف من شوال

-------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 188, جامع البيان ج 4 ص 95, الأغاني ج 15 ص 122, سيرة ابن إسحاق ج 3 ص 303, دلائل النبوة ج 3 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فضرب رسول الله (ص) معسكره مما يلي من طريق العراق وقعد عبد الله بن أبي وقومه من الخزرج اتبعوا رأيه، ووافت قريش إلى أحد, وكان رسول الله (ص) عد أصحابه وكانوا سبعمائة رجل‏، فوضع عبد الله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب وأشفق أن يأتي كمينهم في ذلك المكان, فقال رسول الله (ص) لعبد الله‏ بن جبير وأصحابه: إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تخرجوا من هذا المكان, وإن رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا، والزموا مراكزكم. ووضع أبو سفيان خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا، وقال لهم: إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم. فلما أقبلت الخيل واصطفوا، وعبأ رسول الله (ص) أصحابه، ودفع الراية إلى أمير المؤمنين (ع).

------------

تفسير القمي ج 1 ص 111, تفسير الصافي ج 1 ص 375, البرهان ج 1 ص 680, بحار الأنوار ج 20 ص 49

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: شعار المسلمين يوم أحد: يا نصر الله اقترب‏!

-----------

الكافي ج 5 ص 47, الوافي ج 15 ص 117, وسائل الشيعة ج 15 ص 138, هداية الأمة ج 5 ص 534, بحار الأنوار ج 19 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ودنا القوم بعضهم من بعض, والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل, فتولى هواز فصاح طلحة بن أبي طلحة صاحب اللواء: من يبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب (ع), فالتقيا بين الصفين فبدره علي (ع) فضربه على رأسه حتى فلق هامته, فوقع وهو كبش الكتيبة, فسر رسول الله (ص) بذلك وأظهر التكبير, وكبر المسلمون وشدوا على كتائب المشركين يضربونهم حتى نغضت صفوفهم.

-------------

الطبقات الكبرى ج 2 ص 40, غووات الرسول لابن سعد ص 40, نهاية الأرب ج 17 ص 91, المنتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 164 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قد كانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار, فبرز ونادى: يا محمد, تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار, ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة, فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي، فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) يقول:

يا طلح إن كنت كما تقول ... لنا خيول ولكم نصول‏

فاثبت لننظر أينا المقتول ... وأينا أولى بما تقول‏

فقد أتاك الأسد الصئول ... بصارم ليس به فلول‏

بنصرة القاهر والرسول‏

فقال طلحة: من أنت يا غلام؟ قال: أنا علي بن أبي طالب, قال: قد علمت‏ يا قضيم أنه لا يجسر علي أحد غيرك، فشد عليه طلحة فضربه فاتقاه أمير المؤمنين (ع) بالجحفة (الترس) ثم ضربه أمير المؤمنين (ع) على فخذيه فقطعهما جميعا فسقط على ظهره، وسقطت الراية، فذهب علي (ع) ليجهز عليه, فحلفه بالرحم فانصرف عنه, فقال المسلمون: ألا أجهزت عليه؟ قال: قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا، وأخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي (ع) وسقطت الراية على الأرض، فأخذها شافع (مسافع‏) بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها عثمان بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقط الراية إلى الأرض, فأخذها الحارث بن أبي طلحة فقتله علي (ع) فسقطت الراية إلى الأرض، وأخذها أبو عذير بن عثمان فقتله علي (ع) وسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فقتله علي (ع) وسقطت الراية إلى الأرض، فقتل أمير المؤمنين (ع) التاسع من بني عبد الدار، وهو أرطاة بن شرحبيل مبارزة وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذها مولاهم صواب فضربه أمير المؤمنين (ع) على يمينه فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض, فأخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين (ع) على شماله فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض، فاحتضنها بيديه المقطوعتين ثم قال: يا بني عبد الدار, هل أعذرت فيما بيني وبينكم؟ فضربه أمير المؤمنين (ع) على رأسه فقتله، وسقطت الراية إلى الأرض، فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية فقبضتها.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 112, البرهان ج 1 ص 680, بحار الأنوار ج 20 ص 50

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام, عن أبي عبد الله (ع) أنه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي (ع): يا قضيم. قال: إن رسول الله (ص) كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب فأغروا به الصبيان، وكانوا إذا خرج رسول الله (ص) يرمونه بالحجارة والتراب، فشكا ذلك إلى علي (ع)، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إذا خرجت فأخرجني معك. فخرج رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين (ع) فتعرض الصبيان لرسول الله (ص) كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين (ع)، وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون: قضمنا علي، قضمنا علي، فسمي لذلك: القضيم.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 114, البرهان ج 1 ص 682, بحار الأنوار ج 20 ص 52

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم شد الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزماهم, وحمل النبي (ص) وأصحابه فهزموا أبا سفيان, فلما رأى ذلك خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين حمل فرمته الرماة فانقمع.

---------

تاريخ الطبري ج 2 ص 194, جامع البيان ج 4 ص 149, الأغاني ج 15 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأخذ رسول الله (ص) سيفا بيده فهزه، وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقال الزبير بن العوام: أنا يا رسول الله. فأعرض عنه رسول الله (ص). وقال: من يأخذ بحقه؟ فقام إليه أبو دجانة الأنصاري وكان من أبطال الأنصار فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: ألا يقف به في الكبول (يعني أواخر الصفوف) وأن يضرب به في العدو حتى ينحني. فقال: أنا آخذه يا رسول الله. فدفعه إليه. فأخذه أبو دجانة وهو مالك بن حرشة (سماك بن خرشة) أخو بني سعدة من الأنصار, ثم أخرج عصابة معه حمراء، فتعصب بها, فقالت الأنصار: تعصب أبو دجانة عصابته قد نزل الموت، وكان إذا تعصب بها قبل، كان ذلك من فعله. ثم خرج يتبختر بين الصفين، وقول:

اني امرؤ عاهدني خليلي ... ونحن بالسفح لذي النخيل‏

ألا أقوم الدهر في الكبول ... أضرب بسيف الله والرسول

 فقال رسول الله (ص): إنها مشية يبغضها الله عز وجل إلا في مثل هذا المقام. قال الزبير: فقلت: منعني رسول الله السيف وأعطاه أبا دجانة، والله لأتبعنه حتى لأنظر ما يصنع، فاتبعته حتى هجم في المشركين فجعل لا يلقى منهم أحدا إلا قتله، فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: وكان في المشركين رجل قد أبلى ولم يدع منا جريحا إلا دق عليه- أي قتله- فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما، فالتقيا واختلفا بضربتين، فضرب المشرك أبا دجانة ضربة بسيفه، فاتقاها أبو دجانة بدرقته، فعضب السيف، وضربه أبو دجانة فرمى برأسه، ثم رأيته حمل السيف على مفرق رأس هند ابنة عتبة ثم عدله عنها. فقيل: لأبي دجانة في ذلك, فقال: رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا- يعني يحركهم القتال-، فصدرت إليه- يعني قصدته- فلما حملت السيف على رأسه لأضربه ولول، فإذا به امراة، فأكرمت سيف رسول الله (ص) من أن أضرب به امرأة.

---------------

شرح الأخبار ج 1 ص 273

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): أن أبا دجانة الأنصاري اعتم يوم أحد بعمامة له وأرخى عذبة العمامة بين كتفيه حتى جعل يتبختر, فقال رسول الله (ص) إن هذه لمشية يبغضها الله عز وجل إلا عند القتال في سبيل الله.

--------------

الكافي ج 5 ص 8, الوافي ج 15 ص 50, وسائل الشيعة ج 15 ص 15, بحار الأنوار ج 20 ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن علي. عن آبائه (ع) كسرت زند علي (ع) يوم أحد وفي يده لواء رسول الله (ص), فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه, فقال رسول الله (ص): فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.

وفي رواية غيره: فرفعه المقداد وأعطاه عليا (ع), وقال (ص): أنت صاحب رايتي في الدنيا والآخرة.

---------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 299, بحار الأنوار ج 42 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ونظر أصحاب عبد الله بن جبير إلى أصحاب رسول الله (ص) ينهبون سواد القوم، قالوا لعبد الله بن جبير: تقيمنا هاهنا وقد غنم أصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة, فقال لهم عبد الله: اتقوا الله, فإن رسول الله (ص) قد تقدم إلينا أن لا نبرح, فلم يقبلوا منه, وأقبل ينسل رجل فرجل حتى أخلوا من مركزهم, وبقي عبد الله بن جبير في اثني عشر رجلا.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 112, تفسير الصافي ج 1 ص 375, البرهان ج 1 ص 680, بحار الأنوار ج 20 ص 48, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 385, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 211

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما نظر الرماة إلى رسول الله (ص) وأصحابه في جوف عسكر المشركين ينتهبونه, بادروا بالغنيمة, فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول الله (ص), وانطلق عامتهم فلحقوا بالعسكر, فلما رأى خالد قلة الرماة, صاح في خيله, ثم حمل فقتل الرماة, وحمل على أصحاب النبي (ص), فلما رأى المشركون أن خيلهم تقاتل تنادوا فشدوا على المسلمين, فهزموهم وقتلوهم.

------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 194, جامع البيان ج 4 ص 149, الأغاني ج 15 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

بينا المسلمون قد شغلوا بالنهب والغنائم، إذ دخلت الخيول تنادي فرسانها بشعارهم: يا للعزى يا لهبل، ووضعوا في المسلمين السيوف وهم آمنون، وكل منهم في يده أو حضنه شئ قد أخذه، فقتلوا فيهم قتلا ذريعا، وتفرق المسلمون في كل وجه، وتركوا ما انتهبوا، وخلوا من أسروا، وكر خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل في الخيل إلى موضع الرماة، فرماهم عبد الله بن جبير بمن معه حتى قتل، فجردوه ومثل به أقبح المثل، وكانت الرماح قد شرعت في بطنه حتى خرقت ما بين سرته إلى خاصرته إلى عانته وخرجت حشوته. وجرح عامة من كان معه، وانتقضت صفوف المسلمين.

----------

إمتاع الأسماع ج 1 ص 145, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 195

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أتى ابن قميئة الحارثي, أحد بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة, فرمى رسول الله (ص) بحجر... وشجه في وجهه فأثقله, وتفرق عنه أصحابه, ودخل بعضهم المدينة, وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة.

------------

تاريخ الطبري ج 2 ص 201, البداية والنهاية ج 4 ص 26, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 44, تخريج الأحاديث والآثار ج 1 ص 231

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته (ص)، وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، ووقع رسول الله (ص) في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون، وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب (ص) بيد رسول الله (ص).

------------

السيرة البنوية ابن هشام ج 3 ص 598, تخريج الحديث والآثار ج 1 ص 222, تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 193, البداية والنهاية ج 4 ص 27, عيون الأثر ج 1 ص 417, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فرماه (ص) ابن قمئة بقذافة فأصاب كفه, ورماه عبد الله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه, وضربه عتبة بن أبي وقاص أخو سعد على وجهه فشج رأسه, فنزل من فرسه ونهبه ابن قمئة وقد ضربه على جنبه, وصاح إبليس (لع) من جبل أحد: ألا إن محمدا قد قتل! فصاحت فاطمة (ع) ووضعت يدها على رأسها وخرجت تصرخ وكل هاشمية وقرشية, فلما حمله علي (ع) إلى أحد نادى العباس - وكان جهوري الصوت - فقال: يا أصحاب سورة البقرة! أين تفرون؟ إلى النار تهربون‏!

------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 192, بحار الأنوار ج 20 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ورمى رسول الله (ص) ابن قميئة بقذافة فأصاب كفه حتى ندر السيف من يده, وقال: خذها مني وأنا ابن قميئة, فقال رسول الله (ص): أذلك الله وأقمأك, وضربه عتبة بن أبي وقاص بالسيف حتى أدمى فاه, ورماه عبد الله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه. وليس أحد من هؤلاء مات ميتة سوية, فأما ابن قميئة فأتاه تيس وهو نائم بنجد فوضع قرنه في مراقه فدعسه, فجعل ينادي: واذلاه! حتى أخرج قرنيه من ترقوته.

-------------

إعلام الورى ص 83, بحار الأنوار ج 20 ص 96

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل, فقلنا له: وروي لنا أنه كسرت رباعيته (ص)؟ فقال: لا, قبضه الله سليما, ولكنه شج في وجهه.

-------------

معاني الأخبار ص 406, بحار الأنوار ج 20 ص 74

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الصباح بن سيابة قال: قلت: كسرت رباعيته (ص) كما يقول هؤلاء؟ قال (أبو عبد الله ع): لا, والله ما قبضه الله إلا سليما ولكنه شج في وجهه, قلت: فالغار في أحد الذي يزعمون أن رسول الله (ص) صار إليه؟ قال: والله ما برح مكانه, وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

--------------

إعلام الورى ص 83, بحار الأنوار ج 20 ص 74

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وذهبت صيحة إبليس (لع) حتى دخلت بيوت المدينة, فصاحت فاطمة (ع) ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا وضعت يدها على رأسها وخرجت فاطمة (ع) تصرخ.

------------

إعلام الورى ص 81, بحار الأنوار ج 20 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ونادى إبليس (لع) عند جبل عينين, وقد تصور في صورة جعال بن سراقة: إن محمدا قد قتل! ثلاث صرخات، فما كانت دولة أسرع من دولة المشركين.

-----------

إمتاع الأسماع ج 1 ص 145, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل عن صاحب الزمان (ع): إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق, يكون عليه قميص رسول الله (ص) الذي عليه يوم أحد, وعمامته السحاب, ودرعه درع رسول الله (ص) السابغة, وسيفه سيف رسول الله (ص): ذو الفقار.

-----------

الغيبة للنعماني ص 308, إثبات الهداة ج 5 ص 168, حلية الأبرار ج 5 ص 332, بحار الأنوار ج 52 ص 361

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل: ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله (ص) وعليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله (ص) يوم شج جبينه وكسرت رباعيته‏.

----------

بحار الأنوار ج 53 ص 32, حلية الأبرار ج 5 ص 399, رياض الأبرار ج 3 ص 236

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة: فلما رأى رسول الله (ص) ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي: أيها الناس! أنا لم أمت ولم أقتل! وجعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون [يألون‏] على رسول الله (ص) ولا يلتفتون إليه, فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة, فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجل في أنفسهم: قتل رسول الله (ص), فلما أيس رسول الله (ص) من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه.

--------------

تفسير فرات ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يعقوب بن شعيب, عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: ألا أريك قميص القائم (ع) الذي يقوم عليه؟ فقلت: بلى, قال: فدعا بقمطر, ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس, فنشره ,فإذا في كمه الأيسر دم, فقال: هذا قميص رسول الله (ص) الذي عليه يوم ضربت رباعيته, وفيه يقوم القائم (ع), فقبلت الدم ووضعته على وجهي, ثم طواه أبو عبد الله (ع) ورفعه.

-----------

الغيبة للنعماني ص 243, إثبات الهداة ج 5 ص 165, حلية الأبرار ج 5 ص 237, بحار الأنوار ج 52 ص 355, رياض الأبرار ج 3 ص 198

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي (ص)، انصرف إليهم بوجهه وهو يقول: أنا محمد، أنا رسول الله، لم أقتل ولم أمت، فالتفت إليه فلان وفلان، فقالا: الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا.

---------------

الكافي ج 8 ص 318, الوافي ج 26 ص 376, تفسير الصافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 20 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع)، قال : لما انهزم الناس عن النبي (ص) يوم احد، نادى رسول الله (ص): إن الله قد وعدني أن يظهرني على الدين كله. فقال له بعض المنافقين، وسماهما: فقد هزمنا وتسخر بنا.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 201, البرهان ج 1 ص 704, بحار الأنوار ج 20 ص 92

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن وهب قال: قلت لابن مسعود: انهزم الناس عن رسول الله (ص) حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (ع) وأبو دجانة وسهل بن حنيف؟ قال: انهزم الناس إلا علي بن أبي طالب (ع) وحده, وثاب إلى رسول الله (ص) نفر, وكان أولهم عاصم بن ثابت, وأبو دجانة, وسهل‏ بن حنيف, ولحقهم طلحة بن عبيد الله.

-------------

الإرشاد ج 1 ص 83, كشف الغمة ج 1 ص 193, بحار الأنوار ج 20 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس, قال: ما في القرآن آية {يا أيها الذين آمنوا} إلا وعلي (ع) أميرها وشريفها ومقدمها, ولقد عاتب الله أصحاب النبي (ص) وما ذكر عليا (ع) إلا بخير. قال: قلت: وأين عاتبهم؟ قال: قوله {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان} لم يبق معه أحد غير علي وجبرئيل (ع).

----------------

تفسير فرات ص 50, بحار الأنوار ج 36 ص 137

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}: يعني بالشاكرين صاحبك علي بن أبي طالب (ع)، والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 120, شرح الأخبار ج 2 ص 263, بحار الأنوار ج 41 ص 3

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة بن اليمان قال: لما التقوا مع رسول الله (ص) بأحد وانهزم أصحاب رسول الله (ص) وأقبل علي (ع) يضرب بسيفه بين يدي رسول الله (ص) مع أبي دجانة الأنصاري حتى كشف المشركين عن رسول الله (ص)، فأنزل الله: {ولقد كنتم تمنون الموت} إلى {وسيجزي الله الشاكرين}. عليا (ع) وأبا دجانة, وأنزل تبارك وتعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} والكثير عشرة آلاف. إلى قوله: {والله يحب الصابرين} عليا (ع) وأبا دجانة.

--------------

شواهد التنزيل ج 1 ص 176

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ولم يبق مع رسول الله (ص) إلا أبو دجانة الأنصاري، وسماك بن خرشة (1) وأمير المؤمنين (ع)، فكلما حملت طائفة على رسول الله (ص) استقبلهم أمير المؤمنين (ع) فيدفعهم عن رسول الله (ص) ويقتلهم حتى انقطع سيفه. (2)

------------

(1) في الأصل: "أبو دجانة الأنصاري، وسماك بن خرشة" وهو تصحيف لأن أبو دجانة هو سماك بن خرشة

(2) تفسير القمي ج 1 ص 115, البرهان ج 1 ص 683, بحار الأنوار ج 20 ص 53

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وبقيت مع رسول الله (ص) نسيبة بنت كعب المازنية، وكانت تخرج مع رسول الله (ص) في غزواته تداوي الجرحى، وكان ابنها معها فأراد أن ينهزم ويتراجع، فحملت عليه فقالت: يا بني, إلى أين تفر عن الله وعن رسوله؟ فردته، فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل, فضربته على فخذه فقتلته، فقال رسول الله (ص): بارك الله عليك يا نسيبة, وكانت تقي رسول الله (ص) بصدرها وثدييها ويديها حتى أصابتها جراحات كثيرة, وحمل ابن قميئة على رسول الله (ص) فقال: أروني محمدا, لا نجوت إن نجا محمد، فضربه على حبل‏ عاتقه، ونادى: قتلت محمدا واللات والعزى! ونظر رسول الله (ص) إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة، فناداه: يا صاحب الترس ألق ترسك ومر إلى النار! فرمى بترسه، فقال رسول الله (ص): يا نسيبة خذي الترس, فأخذت الترس وكانت تقاتل المشركين، فقال رسول الله (ص): لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 115, البرهان ج 1 ص 683, بحار الأنوار ج 20 ص 53

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعيد بن أبي زيد الأنصاري: أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة، فقلت لها: يا خالة، أخبريني خبرك، فقالت: خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله (ص)، وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله (ص)، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمى عن القوس، حتى خلصت الجراح إلى، قالت: فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة، أقمأه الله! لما ولى الناس عن رسول الله (ص) أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله (ص)، فضربني هذه الضربة فلقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان.

----------

السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 599, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 67, عيون الأثر ج 1 ص 418, البداية والنهاية ج 4 ص 38, شرح النهج ج 14 ص 265, الإصابة ج 8 ص 334 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن مسعود: ثبت أمير المؤمنين (ع) وأبو دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي (ص), وكثر عليهم المشركون, ففتح رسول الله (ص) عينيه فنظر إلى أمير المؤمنين (ع) وقد كان أغمي عليه مما ناله, فقال: يا علي, ما فعل الناس؟ قال: نقضوا العهد وولوا الدبر, فقال له: فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي, فحمل عليهم أمير المؤمنين (ع) فكشفهم, ثم عاد إليه, وقد حملوا عليه من ناحية أخرى فكر عليهم فكشفهم, وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه بيد كل واحد منهما سيفه ليذب عنه.

--------------

الإرشاد ج 1 ص 82, كشف الغمة ج 1 ص 192, بحار الأنوار ج 20 ص 83

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس يقول: حين انجفل عنه يوم أحد في قوله تعالى: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم} فلم يبق معه من الناس غير علي بن أبي طالب (ع) ورجل من الأنصار, فقال النبي (ص): يا علي قد صنع الناس ما ترى! فقال: لا والله يا رسول الله لا أسأل عنك الخبر من وراء, فقال له النبي (ص) أما لا فاحمل على هذه الكتيبة، فحمل عليها ففضها، فقال جبرئيل (ع) يا رسول الله إن هذه لهي المواساة, فقال النبي (ص): إني منه وهو مني. فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما.

---------------

تفسير فرات ص 96, بحار الأنوار ج 20 ص 113

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة في حديث طويل عن غزوة أحد: قال رسول الله (ص) يا أبا دجانة, ذهب الناس فالحق بقومك, فقال أبو دجانة: يا رسول الله, ما على هذا بايعناك وبايعنا الله, ولا على هذا خرجنا, يقول الله {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} فقال رسول الله (ص): يا أبا دجانة, أنت في حل من بيعتك, فارجع, فقال أبو دجانة: يا رسول الله, لا تحدث نساء الأنصار في الخدور أني أسلمتك ورغبت نفسي عن نفسك, يا رسول الله لا خير في العيش بعدك, قال: فلما سمع رسول الله (ص) كلامه ورغبته في الجهاد‏ انتهى رسول الله (ص) إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام, سهام المشركين, فلم يلبث أبو دجانة إلا يسيرا حتى أثخن جراحة, فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله (ص) فجلس إلى جنبه مثخنا لا حراك به‏.

--------------

تفسير فرات ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي (ص) – إلى أن قال - وبقي معه علي (ع) وسماك بن خرشة أبو دجانة، فدعاه النبي (ص) فقال: يا أبا دجانة, انصرف وأنت في حل من بيعتك، فأما علي فأنا هو وهو أنا، فتحول وجلس بين يدي النبي (ص) وبكى، وقال: لاوالله، ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا والله، لاجعلت نفسي في‏ حل من بيعتي، إني بايعتك، فإلى من أنصرف يا رسول الله: إلى زوجة تموت، أو ولد يموت، أو دار تخرب، ومال يفنى، وأجل قد اقترب، فرق له النبي (ص)، فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه، وعلي (ع) في وجه. فلما أسقط احتمله علي (ع)، فجاء به إلى النبي (ص)، فوضعه عنده، فقال: يا رسول الله، أوفيت ببيعتي؟ قال: نعم، وقال له النبي (ص) خيرا.

---------------

الكافي ج 8 ص 318, الوافي ج 26 ص 376, تفسير الصافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 20 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله (ع) قال: يخرج القائم (ع) من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا: خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا {يهدون بالحق  به يعدلون} وسبعة من أهل الكهف, ويوشع بن نون, وسلمان, وأبا دجانة الأنصاري, والمقداد, ومالكا الأشتر, فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما.

--------------

الإرشاد ج 2 ص 386, روضة الواعظين ج 2 ص 266, إعلام الورى ص 464, كشف الغمة ج 2 ص 466, نوادر الأخبار ص 283, الوافي ج 2 ص 469, تفسير الصافي ج 3 ص 237, الإيقاظ من الهجعة ص 249, البرهان ج 3 ص 620, بحار الأنوار ج 53 ص 90, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 252, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 43. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 32, رياض الأبرار ج 3 ص 194

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن وهب عن ابن مسعود في حديث طويل عن عزوة أحد: فقلت له: فأين كان أبو بكر وعمر؟ قال: كانا ممن تنحى, قال: قلت: فأين كان عثمان؟ قال: جاء بعد ثلاثة من الوقعة, فقال له رسول الله (ص): لقد ذهبت فيها عريضة. قال: فقلت له: فأين كنت أنت؟ قال: كنت ممن تنحى, قال: فقلت له: فمن حدثك بهذا؟ قال: عاصم وسهل بن حنيف.

--------------

الإرشاد ج 1 ص 84, كشف الغمة ج 1 ص 193, بحار الأنوار ج 20 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كنت اماشي عمر بن الخطاب إذ سمعت منه همهمة، فقلت له: مه، ماذا يا عمر؟ فقال: ويحك، أما ترى الهزبر القضم بن القضم، والضارب بالبهم، الشديد على من طغى وبغى بالسيفين والراية؟ فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب (ع). فقلت له: يا عمر، هو علي بن أبي طالب. فقال: ادن مني حتى أحدثك من شجاعته وبطولته: بايعنا النبي (ص) يوم احد على أن لا نفر، ومن فر منا فهو ضال، ومن قتل منا فهو شهيد، والنبي زعيمه، إذ حمل علينا مئة صنديد تحت كل صنديد مئة رجل أو يزيدون، فأزعجونا عن طاحونتنا، فرأيت علنا كالليث يتقي الذر، إذا حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا، ثم قال: شاهت الوجوه وقطعت وبطت ولطت، إلى أين تفرون، إلى النار؟! فلم نرجع، ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت، فقال: بايعتم ثم نكثتم، فو الله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل, فنظرت إلى عينيه كأنهما سليطان يتوقدان نارا، أو كالقدحين المملوءين دما، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي، فقلت: يا أبا الحسن، الله الله، فإن العرب تكر وتفر، فإن الكرة تنفي الفرة. فكأنه استحيا فولى وجهه عني، فما زلت اسكن روعة فؤادي، فو الله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة.

------------

البرهان ج 1 ص 682, تفسير القمي ج 1 ص 114, بحار الأنوار ج 20 ص 52

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

انتهى أنس بن النضر إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم, فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله (ص), قال: فما تظنون بالحياة بعد؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله (ص), ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل.

----------

سيرة ابن إسحاق ج 3 ص 309

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال بعض أصحاب الصخرة: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي، فنأخذ لنا أمنة من أبي سفيان! يا قوم إن محمدا قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم! قال أنس بن النضر: يا قوم إن كان محمد قد قتل، فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد (ص)! اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء. ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل.

----------

جامع البيان ج 4 ص 149, تاريخ الطبري ج 2 ص 201, الدر المنثور ج 2 ص 80, البداية والنهاية ج 4 ص 26, السيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فر عثمان بن عفان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان - رجلان من الأنصار - حتى بلغوا الجلعب، جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص. فأقاموا به ثلاثا، ثم رجعوا إلى رسول الله (ص)، فقال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة.

----------

جامع البيان ج 4 ص 194

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن وهب عن ابن مسعود في حديث طويل عن عزوة أحد, قال لابن مسعود: إن ثبوت علي (ع) في ذلك المقام لعجب. فقال إن تعجبت من ذلك لقد تعجبت منه الملائكة, أما علمت أن جبرئيل (ع) قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي! فقلت له: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟ فقال: سمع الناس صائحا يصيح في السماء بذلك, فسألوا النبي‏ (ص) عنه فقال: ذاك جبرئيل.

-------------

الإرشاد ج 1 ص 83, كشف الغمة ج 1 ص 193, بحار الأنوار ج 20 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن عزوة أحد: وكان الناس يحملون على النبي (ص) الميمنة، فيكشفهم علي (ع)، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي (ص)، فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع، فجاء إلى النبي (ص) فطرحه بين يديه، وقال: هذا سيفي قد تقطع، فيومئذ أعطاه النبي (ص) ذا الفقار. ولما رأى النبي (ص) اختلاج ساقيه من كثرة القتال، رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي، وقال: يا رب، وعدتني أن تظهر دينك، وإن شئت لم يعيك، فأقبل علي (ع) إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله، أسمع دويا شديدا، وأسمع أقدم حيزوم، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه، فقال: هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة. ثم جاء جبرئيل (ع)، فوقف إلى جنب رسول الله (ص)، فقال: يا محمد، إن هذه لهي المواساة، فقال: إن عليا مني وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما.

---------------

الكافي ج 8 ص 318, الوافي ج 26 ص 376, تفسير الصافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 20 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عكرمة قال سمعت عليا (ع) يقول: لما انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (ص) لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي, وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره, فقلت: ما كان رسول الله (ص) ليفر, وما رأيته في القتلى وأظنه رفع من بيننا إلى السماء, فكسرت جفن سيفي وقلت في نفسي: لأقاتلن به عنه حتى أقتل, وحملت على القوم فأفرجوا, فإذا أنا برسول الله (ص) قد وقع على الأرض مغشيا عليه, فقمت على رأسه فنظر إلي وقال: ما صنع الناس يا علي؟ فقلت: كفروا يا رسول الله وولوا الدبر من العدو وأسلموك, فنظر النبي (ص) إلى كتيبة قد أقبلت إليه فقال لي: رد عني يا علي هذه الكتيبة, فحملت عليها بسيفي أضربها يمينا وشمالا حتى ولوا الأدبار, فقال لي النبي (ص): أما تسمع يا علي مديحك في السماء؟ إن ملكا يقال له رضوان ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي! فبكيت سرورا وحمدت الله سبحانه على نعمته.

--------------

الإرشاد ج 1 ص 86, إعلام الورى ص 193, كشف الغمة ج 1 ص 194, إرشاد القلوب ج 2 ص 242, حلية الأبرار ج 2 ص 430, بحار الأنوار ج 20 ص 86

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي رافع قال: ما زلنا نسمع أصحاب رسول الله (ص) يقولون: نادى في يوم أحد مناد من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي!

------------

الإرشاد ج 1 ص 87, بحار الأنوار ج 20 ص 86

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (ص)، فغضب غضبا شديد قال: وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلو من العرق. قال: فنظر فإذا علي (ع) إلى جنبه، فقال له: الحق ببني أبيك مع من انهزم عن‏ رسول الله، فقال: يا رسول الله، لي بك أسوة, فقال: فاكفني هؤلاء، فحمل فضرب أول من لقي منهم، فقال جبرئيل (ع): إن هذه لهي المواساة يا محمد، فقال: إنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما يا محمد. فقال أبو عبد الله (ع): فنظر رسول الله (ص) إلى جبرئيل (ع) على كرسي من ذهب بين السماء والأرض وهو يقول: لاسيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي!

--------------

الكافي ج 8 ص 110, الوافي ج 3 ص 731 , بحار الأنوار ج 20 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أن رسول الله (ص) لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين, وقصدته كتيبة من بني كنانة, ثم من بني عبد مناة بن كنانة فيها بنو سفيان بن عويف وهم خالد بن سفيان, وأبو الشعثاء بن سفيان, وأبو الحمراء بن سفيان, وغراب بن سفيان فقال رسول الله (ص): يا علي, اكفني هذه الكتيبة, فحمل عليها وإنها لتقارب خمسين فارسا وهو (ع) راجل فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه, ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرف بأسمائهم, فقال جبرئيل (ع)‏ لرسول الله (ص): يا محمد, إن هذه المواساة, لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى, فقال رسول الله (ص): وما يمنعه وهو مني وأنا منه, فقال جبرائيل (ع): وأنا منكما, قال: وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار, ولا فتى إلا علي‏. فسئل رسول الله (ص) عنه فقال: هذا جبرائيل.

---------------

شرح النهج ج 14 ص 250

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة: وعلي (ع) لا يبارز فارسا ولا راجلا إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه, فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله, انقطع سيفي ولا سيف لي, فخلع رسول الله (ص) سيفه ذا الفقار فقلد عليا (ع) ومشى إلى جمع المشركين, فكان لا يبرز له أحد إلا قتله, فلم يزل على ذلك حتى وهنت ذراعه, فعرف رسول الله (ص) ذلك فيه, فنظر رسول الله (ص) إلى السماء وقال: اللهم إن محمدا عبدك ورسولك جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده وتشركه في أمره, وجعلت لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي, فنعم الأخ ونعم الوزير, اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين, اللهم وعدك وعدك إنك لا تخلف الميعاد, وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله ولو كره المشركون, قال فبينما رسول الله (ص) يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء, فرفع رأسه فإذا جبرئيل (ع) على كرسي من ذهب ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين وهو يقول: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار! فهبط جبرئيل (ع) على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله (ص) فسلموا عليه, فقال جبرئيل (ع): يا رسول الله, بالذي أكرمك بالهدى, لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه, فقال: يا جبرئيل, وما يمنعه يواسيني بنفسه وهو مني وأنا منه, فقال جبرئيل (ع): وأنا منكما, حتى قالها ثلاثا.

------------

تفسير فرات ص 95, بحار الأنوار ج 20 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعيد بن المسيب قال: لو رأيت مقام علي (ع) يوم أحد لوجدته قائما على ميمنة رسول الله (ص) يذب عنه بالسيف وقد ولى غيره الأدبار.

------------

الإرشاد ج 1 ص 88, بحار الأنوار ج 20 ص 87

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعيد بن المسيب قال: أصاب عليا (ع) يوم أحد ست عشرة ضربة وهو بين يدي رسول الله (ص) يذب عنه في كل ضربة يسقط إلى الأرض فإذا سقط رفعه جبرئيل (ع).

-----------

شرح الأخبار ج 2 ص 415, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 240, مدينة المعاجز ج 2 ص 308, بحار الأنوار ج 20 ص 93

نحوه بمصادر العامة: أسد الغابة ج 4 ص 20

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة, سقطت إلى الأرض في أربع منهن, فأتاني رجل حسن الوجه حسن اللمة طيب الريح فأخذ بضبعي فأقامني, ثم قال: أقبل عليهم فإنك في طاعة الله وطاعة رسول الله وهما عنك راضيان, قال علي (ع): فأتيت النبي (ص) فأخبرته, فقال: يا علي, أقر الله عينك, ذاك جبرئيل.

-----------

مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 240, كشف الغمة  ج 1 ص 197, مدينة المعاجز ج 2 ص 308, بحار الأنوار ج 20 ص 93

نحوه بمصادر العامة: الفصول المهمة ج 1 ص 333, السيرة الحلبية ج 2 ص 517

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان حمزة بن عبد المطلب (ع) يحمل على القوم فإذا رأوه انهزموا، ولم يثبت له أحد، وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا: لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لأعطينك رضاك. وكان وحشي عبدا لجبير بن مطعم، حبشيا، فقال وحشي: أما محمد فلا أقدر عليه، وأما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات، فلم أطمع فيه، فكمنت‏ لحمزة، فرأيته يهد الناس هدا، فمر بي فوطئ على جرف نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتها، ورميته فوقعت في خاصرته، فخرجت من مثانته مغمسة بالدم، فسقط، فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده، وأتيت بها إلى هند، فقلت لها: هذه كبد حمزة. فأخذتها في فيها فلاكتها، فجعلها الله في فيها مثل الداغصة فلفظتها ورمت بها، فبعث الله ملكا فحملها وردها إلى موضعها, قال أبو عبد الله (ع): أبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار, فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره، وقطعت أذنيه وجعلتهما خرصين وشدتهما في عنقها، وقطعت يديه ورجليه.

-------------

تفسير القمي ج 1 ص 116, تفسير الصافي ج 1 ص 376, البرهان ج 1 ص 683, بحار الأنوار ج 20 ص 55, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 386, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال وحشي: رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ما يقوم له أحد، فاستترت بشجرة- أو قال: بحجر- منه ليدنو إلي فأرميه بالحربة من حيث لا يراني إذ لم أكن أقدر على مواجهته, فاني على ذلك إذ بسباع بن عبد العزى قد سبقني إليه يريد نزاله، فلما رآه حمزة مقبلا إليه قال: هلم إلي يا بن مقطعة البظور، - وكانت أمه تخفص الجواري - ثم حمل عليه حمزة حملة أسد، فضربه بالسيف فكأنما أخطى رأسه ووقف عليه وقد خر ميتا وهو لا يراني، وأرسلت الحربة إليه، فأصبته في مقتل، فسقط ميتا.

-------------

شرح الأخبار ج 1 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان مخرنبق (مخيريق) أحد بني النضير حبرا عالما, أسلم وقاتل مع رسول الله (ص) وأوصى بماله لرسول الله (ص), وهو سبع حوائط وهي المينب والصائفة والحسيني ويرقد والعواف والكلاء ومشربة أم إبراهيم.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 169, بحار الأنوار ج 16 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان عمرو بن قيس (1) قد تأخر إسلامه، فلما بلغه أن رسول الله (ص) في الحرب أخذ سيفه وترسه وأقبل كالليث العادي، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. ثم خالط القوم فاستشهد، فمر به رجل من الأنصار فرآه صريعا بين القتلى، فقال: يا عمرو، أنت على دينك الأول؟ فقال: معاذ الله, والله إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله, ثم مات، فقال رجل من أصحاب رسول الله: يا رسول الله، إن عمرو بن قيس قد أسلم وقتل، فهو شهيد؟ فقال: إي والله شهيد، ما رجل لم يصل لله ركعة ودخل الجنة غيره. (2)

-------------

(1) الظاهر اسمه: عمرو بن ثابت

(2) تفسير القمي ج 1 ص 117, البرهان ج 1 ص 684, بحار الأنوار ج 20 ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان حنظلة بن أبي عامر رجل من الخزرج، قد تزوج في تلك الليلة التي كانت صبيحتها حرب احد، بنت عبد الله بن أبي سلول، ودخل بها في تلك الليلة، واستأذن رسول الله (ص) أن يقيم عندها، فأنزل الله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} فأذن له رسول الله (ص)... فدخل حنظلة بأهله وواقع عليها، فأصبح وخرج وهو جنب، فحضر القتال فبعثت امرأته إلى أربعة نفر من الأنصار، لما أراد حنظلة أن يخرج من عندها، وأشهدت عليه أنه قد واقعها، فقيل لها: لم فعلت ذلك؟ قال: رأيت في هذه الليلة في نومي كأن السماء قد انفرجت فرفع فيها حنظلة، ثم انضمت، فعلمت أنها الشهادة، فكرهت أن لا اشهد عليه. فحملت منه. فلما حضر حنظلة القتال نظر إلى أبي سفيان على فرس يجول بين الصفين، فحمل عليه فضرب عرقوب (الوتر الذي خلف الكعبين‏)، فرسه، فاكتسعت الفرس، وسقط أبو سفيان إلى الأرض، وصاح: يا معشر قريش، أنا أبو سفيان وهذا حنظلة يريد قتلي. وعدا أبو سفيان، ومر حنظلة في طلبه، فعرض له رجل من المشركين فطعنه، فمشى إلى المشرك في طعنته فضربه فقتله، وسقط حنظلة إلى الأرض بين حمزة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن حزام وجماعة من الأنصار، فقال رسول الله (ص): رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض، بماء المزن في صحاف من ذهب, فكان يسمى غسيل الملائكة.

-------------

تفسير القمي ج 1 ص 118, البرهان ج 1 ص 684, بحار الأنوار ج 20 ص 57, مستدرك الوسائل ج 2 ص 195

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته قال: فجئت إلى النبي (ص) فقلت: يا رسول الله, إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني, وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني, فأخذها رسول الله (ص) فردها فأبصرت وعادت كما كانت, لم‏ تؤلمه ساعة من ليل أو نهار, فكان يقول بعد أن أسن: هي أقوى عيني, وكانت أحسنهما.

------------

كشف الغمة ج 14 ص 249, بحار الأنوار ج 20 ص 101

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة: ثم حمل علي بن أبي طالب (ع) وحمل جبرئيل والملائكة, ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين وتشتت أمرهم, فمضى رسول الله (ص) وعلي بن أبي‏ طالب (ع) بين يديه ومعه اللواء قد خضبه بالدم, وأبو دجانة خلفه‏.

-----------

تفسير فرات ص 95, بحار الأنوار ج 20 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل عن غزوة أحد: ثم انهزم الناس (قريش)، فقال رسول الله (ص) لعلي (ع): يا علي، امض بسيفك حتى تعارضهم، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة، فأتاهم علي (ع)، فكانوا على القلاص، فقال أبو سفيان لعلي (ع): يا علي، ما تريد؟ هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك، فأتبعهم جبرئيل (ع)، فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في‏ السير وكان يتلوهم، فإذا ارتحلوا قالوا: هو ذا عسكر محمد قد أقبل، فدخل أبو سفيان مكة، فأخبرهم الخبر. وجاء الرعاة والحطابون، فدخلوا مكة، فقالوا: رأينا عسكر محمد، كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه.

---------------

الكافي ج 8 ص 321, الوافي ج 26 ص 377, تفسير الصافي ج 1 ص 388, بحار الأنوار ج 20 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 398, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي رافع: لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء قالوا: لا للكواعب أردفتم ولا محمدا (ص) قتلتم, ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله (ص) فبعث في آثارهم عليا (ع) في نفر من الخزرج, فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلا نزله علي (ع) فأنزل الله تعالى: {الذين استجابوا الله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} وفي خبر أبي رافع: ان النبي (ص) تفل على جراحه ودعا له, وبعثه خلف المشركين, فنزلت فيه الآية.

--------------

مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 316, غاية المرام ج 4 ص 226, البرهان ج 1 ص 713, بحار الأنوار ج 41 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما ارتحل أبو سفيان والمشركين يوم أحد متوجهين إلى مكة قالوا: ما صنعنا؟ قتلناهم حتى لم يبق منهم إلا الشريد وتركناهم, إذ هموا وقالوا: ارجعوا فاستأصلوهم, فلما عزموا على ذلك ألقى الله في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا.

وروي أن الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون له الكرة عليهم‏.

--------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 126, بحار الأنوار ج 20 ص 29

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وخرجت فاطمة بنت رسول الله (ص) تعدو على قدميها حتى وافت رسول الله (ص) وقعدت بين يديه, فكان إذا بكى رسول الله (ص) بكت لبكائه, وإذا انتحب انتحبت.

--------------

تفسير القمي ج 1 ص 124, بحار الأنوار ج 20 ص 63, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 396

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأقبل يومئذ أُبي بن خلف وهو على فرس له وهو يقول: هذا ابن أبي كبشة بوء بذنبك, لا نجوت إن نجوت, ورسول الله (ص) بين الحارث بن الصمة وسهل بن حنيف يعتمد عليهما, فحمل عليه فوقاه مصعب بن عمير بنفسه فطعن مصعبا فقتله. فأخذ رسول الله (ص) عنزة كانت في يد سهل بن حنيف ثم طعن أُبيا في جربان الدرع, فاعتنق فرسه فانتهى إلى عسكره وهو يخور خوار الثور, فقال أبو سفيان: ويلك ما أجزعك, إنما هو خدش ليس بشي‏ء, فقال: ويلك يا ابن حرب, أتدري من طعنني؟ إنما طعنني محمد, وهو قال لي بمكة: إني سأقتلك, فعلمت أنه قاتلي, والله لو أن ما بي كان بجميع أهل الحجاز لقضت عليهم, فلم يزل يخور الملعون حتى صار إلى النار.

---------------

إعلام الورى ص 82, بحار الأنوار ج 20 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو عبد الله (ص) في حديث: وطعن – رسولُ الله ص - ابن أبي خلف فمات بعد ذلك.

-------------

التهذيب ج 6 ص 173, الوافي ج 15 ص 98, وسائل الشيعة ج 15 ص 148

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبان بن عثمان أنه لما انتهت فاطمة (ع) وصفية إلى رسول الله (ص) ونظرتا إليه قال (ص) لعلي (ع): أما عمتي فاحبسها عني, وأما فاطمة فدعها, فلما دنت فاطمة (ع) من رسول الله (ص) ورأته قد شج في وجهه, وأدمي فوه إدماء, صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول: اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله, وكان يتناول رسول الله (ص) ما يسيل من الدم ويرمي به في الهواء فلا يتراجع منه شي‏ء. قال الصادق (ع): والله لو نزل منه شي‏ء على الأرض لنزل العذاب.

------------

إعلام الورى ص 82, بحار الأنوار ج 20 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص) من له علم بعمي حمزة، فقال الحارث بن سمية أنا أعرف موضعه, فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله (ص) فيخبره, فقال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع): يا علي, اطلب عمك, فجاء علي (ع) فوقف على حمزة (ع) فكره أن يرجع إليه، فجاء رسول الله (ص) حتى وقف عليه, فلما رأى ما فعل به بكى ثم قال: والله ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا المكان... فألقى رسول الله (ص) على حمزة (ع) بردة كانت عليه, فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه, وإذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش... وأمر رسول الله (ص) بالقتلى فجمعوا فصلى عليهم ودفنهم في مضاجعهم,‏ وكبر على حمزة (ع) سبعين تكبيرة.

-------------

تفسير القمي ج 1 ص 123, تفسير الصافي ج 3 ص 164, بحار الأنوار ج 20 ص 62, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 96 بعضه, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 292 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): لما رأى رسول الله (ص) ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، وانت المستعان على ما أرى‏.

-----------

تفسير العياشي ج 2 ص 274, تفسير الصافي ج 3 ص 165, البرهان ج 3 ص 465, بحار الأنوار ج 20 ص 93, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 96, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس، قال: أمر رسول الله (ص) بحمزة (ع) فسجى ببردة ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى فيوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة. قال ابن إسحاق: وقد أقبلت - فيما بلغني - صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه، وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال رسول الله (ص) لابنها الزبير بن العوام: القها فارجعها، لا ترى ما بأخيها، فقال لها: يا أمه، إن رسول الله (ص) يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد بلغني أن قد مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فلما جاء الزبير إلى رسول الله (ص) فأخبره بذلك، قال: خل سبيلها، فأتته، فنظرت إليه، فصلت عليه، واسترجعت، واستغفرت له، ثم أمر به رسول (ص) فدفن.

-----------

السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 611, نهاية الأرب ج 17 ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} قال: علي، وحمزة، وجعفر، {فمنهم من قضى نحبه}، قال: عهده، وهو حمزة وجعفر, {ومنهم من ينتظر}، قال: علي بن أبي طالب (ع).

---------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 92, البرهان ج 4 ص 431, بحار الأنوار ج 35 ص 408

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن الحسن، عن آبائه (ع)، قال: وعاهد الله علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب (عليهم السلام) أن لا يفروا في زحف أبدا.

----------

تأويل الآيات ص 442, البرهان ج 4 ص 429, بحار الأنوار ج 35 ص 411, تفسير كز الدقائق ج 10 ص 356

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ثابت بن أبي صفية: نظر سيد العابدين علي بن الحسين (ع) إلى عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، فاستعبر ثم قال: ما من يوم أشد على رسول الله (ص) من يوم احد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة، قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب. ثم قال (ع): ولا يوم كيوم الحسين (ع)، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الامة، كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه، وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا.

-------------

الأمالي للصدوق ص 462, بحار الأنوار ج 22 ص 274, رياض الأبرار ج 1 ص 193, العوالم ج 17 ص 348

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل عن عزوة أحد: ورحل النبي (ص) والراية مع علي (ع) وهو بين يديه. فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس، نادى علي (ع): أيها الناس، هذا محمد لم يمت ولم يقتل، فقال صاحب الكلام الذي قال: الآن يسخر بنا وقد هزمنا: هذا علي والراية بيده حتى هجم عليهم النبي (ص) ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون إليه، والنساء نساء الأنصار قد خدشن الوجوه، ونشرن الشعور، وجززن النواصي، وخرقن الجيوب، وحزمن البطون على النبي (ص)، فلما رأينه قال لهن خيرا، وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن، وقال: إن الله- عز وجل- وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها، وأنزل الله على محمد (ص): {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا} الآية.

---------------

الكافي ج 8 ص 321, الوافي ج 26 ص 377, تفسير الصافي ج 1 ص 388, بحار الأنوار ج 20 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 398, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

انصرف النبي (ص) إلى المدينة, فاستقبلته فاطمة (ع) ومعها إناء فيه ماء فغسل به وجهه, ولحقه أمير المؤمنين (ع) وقد خضب الدم يده إلى كتفه ومعه ذو الفقار, فناوله فاطمة (ع) وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم, وأنشأ يقول:‏

أفاطم هاك السيف غير ذميم ... فلست برعديد ولا بمليم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ... وطاعة رب بالعباد عليم

أميطي دماء القوم عنه فإنه ... سقى آل عبد الدار كأس حميم‏

وقال رسول الله (ص): خذيه يا فاطمة, فقد أدى بعلك ما عليه, وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش.

------------

الإرشاد ج 1 ص 89, إعلام الورى ص 193, كشف الغمة ج 1 ص 195, حلية الأبرار ج 2 ص 432, بحار الأنوار ج 20 ص 88, الدر النظيم ص 161 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم أحد حاص أهل‏ المدينة حيصة, فقالوا: قتل محمد, حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة, فخرجت امرأة من الأنصار متحزنة, فاستقبلت بابنها وأبيها وزوجها وأخيها, لا تدري أيهم استقبلت أولا, فلما مرت على آخرهم قالت: من هذا؟ قالوا: أخوك وأبوك وزوجك وابنك, قالت: ما فعل النبي (ص)؟ قالوا: أمامك, فمشت حتى جاءت إليه وأخذت بناحية ثوبه وجعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, لا أبالي إذا سلمت من عطب.

---------

مصادر الشيعة: مسكن الفوائد ص 71, حلية الأبرار ج 1 ص 318

نحوه بمصادر العامة: المعجم الأوسط ج 7 ص 280, سبل الهدى والرشاد ج 4 ص 228, المنتظم من تاريخ الأمم ج 3 ص 172, التذكرة الحمدونية ج 4 ص 313

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قتل علي بن أبي طالب (ع) يوم أحد أربعة عشر رجلا، وقتل سائر الناس سبعة، وأصابه يومئذ ثمانون جراحة، فمسحها رسول الله (ص)، فلم ينفح منها شي‏ء.

-----------

الثاقب في المناقب ص 63

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أبان بن عثمان أنه أصاب عليا (ع) يوم أحد ستون جراحة.

تفسير القشيري قال‏ أنس بن مالك إنه أتي رسول الله (ص) بعلي (ع) وعليه نيف وستون جراحة.

قال أبان: أمر النبي (ص) أم سليم وأم عطية أن تداوياه (ع), فقالتا: قد خفنا عليه, فدخل النبي (ص) والمسلمون يعودونه وهو قرحة. وأخذه فجعل النبي (ص) يمسحه بيده ويقول: إن رجلا لقي هذا في الله, لقد أبلي وأعذر, فكان يلتئم, فقال علي (ع): الحمد لله الذي لم أفر ولم أول الدبر.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 119, حلية الأبرار ج 2 ص 428, بحار الأنوار ج 41 ص 3

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم ترك – أمير المؤمنين ع - الوهن والاستكانة، إنه انصرف من احد وبه ثمانون جراحة، تدخل الفتائل من موضع وتخرج من موضع، فدخل عليه رسول الله (ص) عائدا وهو مثل المضغة على نطع، فلما رآه رسول الله (ص) بكى وقال له: إن رجلا يصيبه هذا في الله تعالى لحق على الله أن يفعل به ويفعل, فقال (ع) مجيبا له وبكى: بأبي أنت وأمي، الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت، بأبي أنت وأمي كيف حرمت الشهادة, قال: إنها من ورائك إن شاء الله.

-------------

الإختصاص ص 158, حلية الأبرار ج 2 ص 434, بحار الأنوار ج 40 ص 114

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وانصرف رسول الله (ص) إلى المدينة حين دفن القتلى, فمر بدور بني الأشهل وبني ظفر فسمع بكاء النوائح على قتلاهن, فترقرقت عينا رسول الله (ص) وبكى ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له اليوم, فلما سمعها سعد بن معاذ وأسيد بن حضير قالوا: لا تبكين امرأة جميعها حتى تأتي فاطمة فتسعدها, فلما سمع رسول الله (ص) الواعية على حمزة وهو عند فاطمة على باب المسجد قال: ارجعن رحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن.

-------------

إعلام الورى ص 85, بحار الأنوار ج 20 ص 98

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ولما انصرف رسول الله (ص) من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كل دار قتل من أهلها قتيل نوحا وبكاء ولم يسمع من دار حمزة عمه (ع), فقال (ص): لكن حمزة لا بواكي له, فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتى يبدءوا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه‏.

-----------

الفقيه ج 1 ص 183, وسائل الشيعة ج 3 ص 284, بحار الأنوار ج 79 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد الثقفي, عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال: إن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت (ع) تديرها بيدها تكبر وتسبح، حتى قتل حمزة بن عبد المطلب (ع)، فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين (ع) وجدد على قاتله العذاب عدل بالأمر إليه؛ فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.

----------

المزار الكبير ص 316, بحار الأنوار ج 98 ص 133, مستدرك الوسائل ج 4 ص 12, مكارم الأخلاق ص 281, وسائل الشيعة ج 6 ص 455, هداية الأمة ج 3 ص 189

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن فاطمة (ع) كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت, فتأتي قبر حمزة (ع) وتترحم عليه وتستغفر له.

------------

التهذيب ج 1 ص 465, دعوات الراوندي ص 273, الوافي ج 25 ص 579, وسائل الشيعة ج 3 ص 224, هداية الأمة ج 1 ص 322, بجار الأنوار ج 43 ص 90, العوالم ج 11 ص 269, الفقيه ج 1 ص 180 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* غزوة حمراء الأسد

فلما دخل رسول الله (ص) المدينة نزل عليه جبرئيل (ع) فقال: يا محمد, إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (ص) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والأنصار, من كانت به جراحة فليخرج, ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها, فأنزل الله على نبيه {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون...  قال عز وجل {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح, فلما بلغ رسول الله (ص) بحمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن عاص وخالد بن الوليد: نرجع فنغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم وكبشهم يعني حمزة, فوافاهم رجل خرج من المدينة فسألوه الخبر فقال: تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب, فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي, قد ظفرنا بالقوم وبغينا, والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي فقال أبو سفيان: أين تريد؟ قال: المدينة لأمتار لأهلي طعاما، قال: هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم أن خلفاءنا وموالينا قد وافونا من الأحابيش حتى يرجعوا عنا, ولك عندي عشرة قلائص أملؤها تمرا وزبيبا, قال: نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد، فقال لأصحاب محمد (ص): أين تريدون؟ قالوا: قريش، قال: ارجعوا فإن قريشا قد أجنحت إليهم خلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم, وما أظن إلا وأوائل القوم قد طلعوا عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل, ونزل جبرئيل على رسول الله (ص) فقال: ارجع يا محمد, فإن الله قد أرهب قريشا، ومروا لا يلوون على شي‏ء, ورجع رسول الله (ص) إلى المدينة وأنزل الله {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس} يعنى نعيم بن مسعود {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}

---------------

تفسير القمي ج 1 ص 124, تفسير الصافي ج 1 ص 401, البرهان ج 1 ص 694, بحار الأنوار ج 20 ص 64, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 410, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم كانت غزوة حمراء الأسد. قال أبان بن عثمان: لما كان من الغد من يوم احد نادى رسول الله (ص) في المسلمين فأجابوه، فخرجوا على علتهم وعلى ما أصابهم من القرح، وقدم عليا (ع) بين يديه براية المهاجرين حتى انتهى إلى حمراء الأسد ثم رجع إلى المدينة، فهم {الذين استجابوا لله} والرسول {من بعد ما أصابهم القرح}. وخرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحاء، فأقام بها وهو يهم بالرجعة على رسول الله (ص) ويقول: قد قلنا صناديد القوم فلو رجعنا استأصلناهم. فلقي معبد الخزاعي فقال: ما وراءك يا معبد؟ قال: قد والله تركت محمدا وأصحابه وهم يحرقون عليكم، وهذا علي ابن أبي طالب قد أقبل على مقدمته في الناس، وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه، وقد دعاني ذلك إلى أن قلت شعرا. قال أبو سفيان: وما ذا قلت؟ قال: قلت:

كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل‏

تردي باسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا خرق معازيل‏

- الأبيات-

فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه، ثم مر به ركب من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة، فقال لهم: أبلغوا محمدا أني قد أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم وأوقر لكم ركابكم زبيبا إذا وافيتم عكاظ. فأبلغوا ذلك إليه وهو بحمراء الأسد، فقال (ع) والمسلمون معه: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. ورجع رسول الله (ص) من حمراء الأسد إلى المدينة يوم الجمعة قال: ولما غزا رسول الله (ص)‏ حمراء الأسد وثبت فاسقة من بني خطمة يقال لها: العصماء أم المنذر بن المنذر تمشي في مجالس الأوس والخزرج وتقول شعرا تحرض على النبي (ص) وليس في بني خطمة يومئذ مسلم إلا واحد يقال له: عمير بن عدي، فلما رجع رسول الله (ص) غدا عليها عمير فقتلها، ثم أتى رسول الله (ص) فقال: إني قتلت أم المنذر لما قالته من هجر. فضرب رسول الله (ص) على كتفيه وقال: هذا رجل نصر الله ورسوله بالغيب، أما إنه لا ينتطح فيها عنزان. قال عمير بن عدي: فأصبحت فمررت ببنيها  وهم يدفنونها فلم يعرض لي أحد منهم ولم يكلمني.

--------------

إعلام الورى ص 85, بحار الأنوار ج 20 ص 99

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لرسول الله (ص) قبل غزوة حمراء الأسد: بأبي أنت وأمي، والله لو حملت على أيدي الرجال ما تخلفت عنك, قال: فنزل القرآن: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} ونزلت الآية فيه قبلها: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين}. ثم ترك الشكاية من ألم الجراحات، وشكت المرأتان (أم عطية نسيبة الأنصارية, وأم سلمة بنت ملحان) إلى رسول الله (ص) ما يلقى، وقالتا: يا رسول الله، قد خشينا عليه مما تدخل الفتائل في موضع الجراحات من موضع إلى موضع، وكتمانه ما يجد من الألم.

---------------

الإختصاص ص 158, حلية الأبرار ج 2 ص 434, بحار الأنوار ج 40 ص 114, تأويل الآيات ج 1 ص 123 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان أبو عزة الشاعر حضر مع قريش يوم بدر يحرض قريشا بشعره على القتال, فأسر في السبعين الذين أسروا. فلما وقع الفداء على القوم قال أبو عزة: يا أبا القاسم, تعلم أني رجل فقير فامنن على بناتي, فقال (ص): إن أطلقتك بغير فداء, أتكثر علينا بعدها, قال: لا والله, فعاهده أن لا يعود, فلما كانت حرب أحد دعته قريش إلى الخروج معها ليحرض الناس بشعره على القتال, فقال: إني عاهدت محمدا ألا أكثر عليه بعد ما من علي. قالوا: ليس هذا من ذاك, إن محمدا لا يسلم منا في هذه الدفعة, فقلبوه عن رأيه, فلم يؤسر يوم أحد من قريش غيره. (1) فقال رسول الله (ص): ألم تعاهدني؟ قال: إنما غلبوني على رأيي فامنن على بناتي. قال: لا تمشي بمكة وتحرك كتفيك فتقول: سخرت من محمد مرتين, المؤمن لا يلسع من جحر مرتين, يا علي اضرب عنقه. (2)

--------------

(1) الظاهر في حمراء الأسد, وحمراء الأسد إمتداد ليوم أحد

(2) الخرائج ج 1 ص 149, بحار الأنوار ج 20 ص 79

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية