الإمام الحسين (ع) في مكة

عن عقبة سمعان: خرجنا (من المدينة) فلزمنا الطريق الأعظم، فقال للحسين (ع) أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير، لا يلحقك الطلب. قال: لا والله، لا افارقه حتى‏ يقضي الله ما هو أحب إليه، قال: فاستقبلنا عبد الله بن مطيع، فقال للحسين (ع): جعلت فداك، أين تريد؟ قال: أما الآن فإني اريد مكة، وأما بعدها فإني أستخير الله. قال: خار الله لك، وجعلنا فداك, فإذا أنت أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة؛ فإنها بلدة مشؤومة، بها قتل أبوك وخذل أخوك، واغتيل بطعنة كادت تأتي على‏ نفسه، الزم الحرم فإنك سيد العرب، لا يعدل بك والله أهل الحجاز أحدا، ويتداعى‏ إليك الناس من كل جانب، لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي, فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك. فأقبل حتى‏ نزل مكة.

-----------------

مقتل الإمام الحسين (ع) لأبي مخنف ص 13, تاريخ الطبري ج 4 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما دخل الحسين (ع) مكة كان دخوله إليها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان, دخلها وهو يقرأ {ولما توجه تلقاء مدين قال‏ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} ثم نزلها وأقبل أهلها يختلفون إليه, ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق, وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة فهو قائم يصلي عندها ويطوف, ويأتي الحسين (ع) فيمن يأتيه, فيأتيه اليومين المتواليين, ويأتيه بين كل يومين مرة, وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير, قد عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين (ع) في البلد, وأن الحسين (ع) أطوع في الناس منه وأجل.

-----------------

الإرشاد ج 2 ص 36, بحار الأنوار ج 44 ص 332

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ابن أعثم: لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وأن الحسين (ع) بمكة, اجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي, فلما تكاملوا في منزله قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (ص) وعلى أهل بيته، ثم ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فترحم عليه وذكر مناقبه الشريفة، ثم قال: يا معشر الشيعة! إنكم قد علمتم بأن معاوية قد صار إلى ربه وقدم على عمله وسيجزيه الله تبارك وتعالى بما قدم من خير أو شر، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد زاده الله خزيا, وهذا الحسين بن علي (ع) قد خالفه وصار إلى مكة خائفا من طواغيت آل أبي سفيان, وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهي والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه. فقال القوم: بل ننصره ونقاتل عدوه، ونقتل أنفسنا دونه حتى ينال حاجته. فأخذ عليهم سليمان بن صرد بذلك ميثاقا وعهدا أنهم لا يغدرون ولا ينكثون. ثم قال: اكتبوا إليه الآن كتابا من جماعتكم أنكم له كما ذكرتم، وسلوه القدوم عليكم. قالوا: أفلا تكفينا أنت الكتاب إليه؟ قال: لا، بل يكتب جماعتكم. قال: فكتب القوم إلى الحسين بن علي (ع): بسم الله الرحمن الرحيم، إلى الحسين بن علي (ع)، من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة وحبيب بن مظاهر ورفاعة بن شداد وعبد الله بن وال وجماعة شيعته من المؤمنين، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك وعدو أبيك من قبلك الجبار العنيد الغشوم الظلوم الذي أبتر هذه الأمة وعضاها وتأمر عليها بغير رضاها، ثم قتل خيارها واستبقى أشرارها، فبعدا له كما بعدت ثمود! ثم إنه قد بلغنا أن ولده اللعين قد تأمر على هذه الأمة بلا مشورة ولا إجماع ولا علم من الأخبار، ونحن مقاتلون معك وباذلون أنفسنا من دونك, فاقبل إلينا فرحا مسرورا مأمونا مباركا سديدا وسيدا أميرا مطاعا إماما خليفة علينا مهديا، فإنه ليس عليك إمام ولا أمير إلا النعمان بن بشير وهو في قصر الإمارة وحيد طريد، ليس يجتمع معه في جمعه ولا يخرج معه إلى عيد ولا يؤدى إليه الخراج، يدعو فلا يجاب ويأمر فلا يطاع، ولو بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه عنا حتى يلحق بالشام، فاقدم إلينا فلعل الله عز وجل أن يجمعنا بك على الحق، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته يا بن رسول الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن مسمع البكري، ووجهوا بهما إلى الحسين بن علي (ع). فقرأ الحسين (ع) كتاب أهل الكوفة فسكت ولم يجبهم بشيء. ثم قدم عليه بعد ذلك قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي وعبد الله بن وال التميمي، ومعهم جماعة نحو خمسين ومائة، كل كتاب من رجلين وثلاثة وأربعة، ويسألوه القدوم عليهم، والحسين (ع) يتأنى في أمره فلا يجيبهم بشيء. ثم قدم عليه بعد ذلك هانئ بن  هانئ السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي بهذا الكتاب، وهو آخر ما ورد على الحسين (ع) من أهل الكوفة: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه، أما بعد فحيهلا فإن الناس منتظرون لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل يا بن بنت رسول الله (ص), قد اخضرت الجنات وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار، فاقدم إذا شئت, فإنما تقدم إلى جند لك مجند والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبلك. فقال الحسين (ع) لهانئ وسعيد بن عبد الله الحنفي: خبراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إلي؟ فقالا: يا أمير المؤمنين, اجتمع عليه شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجاج ومحمد بن عمير بن عطارد. قال: فعندها قام الحسين (ع) فتطهر وصلى ركعتين بين الركن والمقام، ثم انفتل من صلاته وسأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة، ثم جمع الرسل فقال لهم: إني رأيت جدي رسول الله (ص) في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره، فعزم الله لي بالخير، إنه ولي ذلك والقادر عليه إن شاء الله تعالى.
-----------------

كتاب الفتوح ج 5 ص 27, مثير الاحزان ص 25 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال الحسين (ع) لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي: خبراني من أجتمع على هذا الكتاب الذي كتب به إلى معكما؟ فقالا: يا بن رسول الله شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير بن عطارد. قال: فعندها قال الحسين (ع), فصلى ركعتين بين الركن والمقام وسأل الله الخيرة في ذلك, ثم طلب مسلم بن عقيل (ع) وأطلعه على الحال, وكتب معه جواب كتبهم يعدهم بالقبول ويقول ما معناه: قد نفذت إليكم ابن عمى مسلم بن عقيل (ع) ليعرفني ما أنتم عليه من رأى جميل.

-----------------

اللهوف ص 24

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم كتب (الإمام الحسين ع) مع هانئ بن هانئ وسعيد بن عبد الله وكانا آخر الرسل‏: بسم الله الرحمن الرحيم, من الحسين بن علي إلى الملإ من المسلمين والمؤمنين, أما بعد فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم, وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم, ومقالة جلكم أنه ليس علينا إمام, فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق, وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي, فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله, فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب, القائم بالقسط, الدائن بدين الحق, الحابس نفسه على ذات الله, والسلام.

-----------------

الإرشاد ج 2 ص 38, بحار الأنوار ج 44 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 173 نحوه, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 90 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو مخنف: حدثني الصقعب بن زهير, عن أبي عثمان النهدي: كتب حسين (ع) مع مولى لهم يقال له سليمان، وكتب بنسخة إلى‏ رؤوس الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف، فكتب إلى‏ مالك بن مسمع البكري، وإلى الأحنف بن قيس، وإلى المنذر بن الجارود، وإلى‏ مسعود بن عمرو، وإلى‏ قيس بن الهيثم، وإلى‏ عمرو بن عبيد الله بن معمر، فجاءت منه نسخة واحدة إلى‏ جميع أشرافها: أما بعد، فإن الله اصطفى‏ محمدا (ص) على‏ خلقه وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته، ثم قبضه الله إليه، وقد نصح لعباده وبلغ ما ارسل به (ص)، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا، وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله وغفر لنا ولهم، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى‏ كتاب الله وسنة نبيه (ص)، فإن السنة قد اميتت، وإن البدعة قد احييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله. فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه، غير المنذر بن الجارود فإنه خشي بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد الله، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد صبيحتها أن يسبق إلى الكوفة وأقرأه كتابه، فقدم الرسول فضرب عنقه، وصعد عبيد الله منبر البصرة، فحمد الله وأثنى‏ عليه، ثم قال: أما بعد، فوالله ما تقرن بي الصعبة ولا يقعقع لي بالشنان، وإني لنكل لمن عاداني، وسم لمن حاربني، أنصف القارة من راماها. يا أهل البصرة! إن أمير المؤمنين ولاني الكوفة وأنا غاد إليها الغداة، وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان، وإياكم والخلاف والإرجاف، فوالذي لا إله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه وعريفه ووليه، ولآخذن الأدنى‏ بالأقصى‏، حتى‏ تستمعوا لي، ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق، أنا ابن زياد أشبهته من بين من وطئ الحصى‏، ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم. ثم خرج من البصرة واستخلف أخاه عثمان بن زياد، وأقبل إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي وشريك بن الأعور.

-----------------

مقتل الإمام الحسين (ع) لابي مخنف ص 23, تاريخ الطبري ج 4 ص 265

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كتب يزيد إلى‏ عبيد الله بن زياد وكان واليا على البصرة بأنه قد ولاه الكوفة وضمها إليه، ويعرفه أمر مسلم بن عقيل وأمر الحسين (ع)، ويشدد عليه في تحصيل مسلم وقتله، فتأهب عبيد الله للمسير إلى الكوفة. وكان الحسين (ع) قد كتب إلى‏ جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان ويكنى‏ أبا رزين، يدعوهم فيه إلى‏ نصرته ولزوم طاعته، منهم: يزيد بن مسعود النهشلي، والمنذر بن الجارود العبدي. فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم! كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم؟ فقالوا: بخ بخ، أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا. قال: فإني قد جمعتكم لأمر اريد أن اشاوركم فيه وأستعين بكم عليه. فقالوا: والله إنا نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي، فقل نسمع. فقال: إن معاوية قد مات فأهون به والله هالكا ومفقودا، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا وظن أنه قد أحكمه، وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم بغير رضى منهم، مع قصر حلم وقلة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه، فاقسم بالله قسما مبرورا، لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين. وهذا الحسين بن علي ابن بنت رسول الله (ص) ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف، وهو أولى‏ بهذا الأمر لسابقته وسنه وقدمه وقرابته، يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم، وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة. فلا تعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا  في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس قد انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله (ص) ونصرته، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده، والقلة في عشيرته، وها أنا قد لبست للحرب لأمتها، وادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب. فتكلمت بنو حنظلة، فقالوا: يا أبا خالد! نحن نبل كنانتك وفارس عشيرتك، إن رميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله غمرة إلا خضناها، ولا تلقى‏ والله شدة إلا لقيناها، ننصرك بأسيافنا، ونقيك بأبداننا، فانهض لما شئت. وتكلمت بنو سعد بن يزيد، فقالوا: يا أبا خالد! إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال، فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا. وتكلمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد! نحن بنو أبيك وحلفاؤك، لا نرضى‏ إن غضبت، ولا نقطن إن ظعنت، والأمر إليك، فادعنا نجبك، ومرنا نطعك، والأمر إليك إذا شئت. فقال: والله يا بني سعد، لئن فعلتموها لا يرفع الله عنكم السيف أبدا، ولا يزال سيفكم فيكم. ثم كتب إلى الحسين (ع): بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فقد وصل إلي كتابك، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك، وأن الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير ودليل على‏ سبيل النجاة، وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته في أرضه، تفرعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشد تتابعا لك من الإبل الظماء يوم خمسها لورود الماء، وقد ذللت لك رقاب بني سعد وغسلت لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتى استهل برقها فلمع. فلما قرأ الحسين (ع) الكتاب قال: آمنك الله يوم الخوف، وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر. فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين (ع) بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه. وأما المنذر بن الجارود فإنه جاء بالكتاب والرسول إلى‏ عبيد الله بن زياد؛ لأن المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد الله بن زياد، وكانت بحرية بنت المنذر زوجة لعبيد الله بن زياد، فأخذ عبيد الله بن زياد الرسول فصلبه، ثم صعد المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف، ثم بات تلك الليلة، فلما أصبح استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد، وأسرع هو إلى‏ قصد الكوفة.

-----------------

اللهوف ص 25, بحار الأنوار ج 44 ص 337

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي المخارق الراسبي: اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية ابنة سعد أو منقذ أياما، وكانت تشيع، وكان منزلها لهم مألفا يتحدثون فيه، وقد بلغ ابن زياد إقبال الحسين (ع)، فكتب إلى‏ عامله بالبصرة أن يضع المناظر ويأخذ بالطريق. قال: فأجمع يزيد بن نبيط الخروج - وهو من عبد القيس - إلى الحسين (ع)، وكان له بنون عشرة، فقال: أيكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان له: عبد الله وعبيد الله، فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة: إني قد أزمعت على الخروج، وأنا خارج، فقالوا له: إنا نخاف عليك أصحاب ابن زياد، فقال: إني والله لو قد استوت أخفافهما بالجدد لهان علي طلب من طلبني. قال: ثم خرج فتقدى‏ في الطريق حتى انتهى‏ إلى‏ حسين (ع)، فدخل في رحله بالأبطح، وبلغ الحسين (ع) مجيؤه، فجعل يطلبه، وجاء الرجل إلى‏ رحل الحسين (ع)، فقيل له: قد خرج إلى‏ منزلك. فأقبل في أثره، ولما لم يجده الحسين (ع) جلس في رحله ينتظره، وجاء البصري فوجده في رحله جالسا، فقال: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}. قال: فسلم عليه، وجلس إليه، فخبره بالذي جاء له، فدعا له بخير، ثم أقبل معه حتى‏ أتى‏ فقاتل معه، فقتل معه هو وابناه.

-----------------

مقتل الإمام الحسين (ع) لابي مخنف ص 17, تاريخ الطبري ج 4 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

جاءه (الإمام الحسين ع) أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله، إني لكم ناصح، وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة، يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج، فإني سمعت أباك رحمه الله يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملوني وأبغضوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات، ولا عزم أمر، ولا صبر على السيف.

-----------------

ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن عساكر ص 288, ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن سعد ص 54, تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 205

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

جاء إليه (الإمام الحسين ع) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فأشار إليه بترك ما عزم عليه، وبالغ في نصحه، وذكره بما فعل بأبيه وأخيه، فشكر له وقال: قد اجتهدت رأيك، ومهما يقض الله يكن. فقال: إنا عند الله نحتسبك. ثم دخل أبو بكر على الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، وهو يقول: كم ترى‏ ناصحا يقول فيعصى‏وظنين المغيب يلفى‏ نصيحا قال: فما ذاك؟ فأخبره بما قال للحسين (ع)، قال: نصحت له ورب الكعبة.

-----------------

مثير الأحزان ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: لقينا الحسين بن علي (ع) قبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام, فأخبرناه بهوى الناس بالكوفة، وأن قلوبهم معه، وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى، فقال (ع): لولا تقارب الأشياء، وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي، ولا ينجو منهم إلا ولدي علي (ع).

-----------------

دلائل الإمامة ص 182, نوادر المعجزات ص 241, الدر النظيم ص 530, تسلية المجالس ج 2 ص 229, مدينة المعاجز ج 3 ص 450, مرآة العقول ج 3 ص 200, بحار الأنوار ج 44 ص 364

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

إنه (ع) لما أراد العراق قالت له ام سلمة: لا تخرج إلى العراق، فقد سمعت رسول الله (ص) يقول: يقتل ابني الحسين بأرض العراق. وعندي تربة دفعها إلي في قارورة. فقال (ع): إني والله مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا, وإن أحببت أن أريك مضجعي ومصرع أصحابي, ثم مسح بيده على وجهها, ففسح الله في بصرها حتى أراها ذلك كله, وأخذ تربة فأعطاها  من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى, وقال (ع): فإذا فاضتا دما فاعلمي أني قد قتلت, فقالت أم سلمة: فلما كان يوم عاشوراء نظرت إلى القارورتين بعد الظهر فإذا هما قد فاضتا دما, فصاحت ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط.

-----------------

الخرائج ج 1 ص 253, بحار الأنوار ج 45 ص 89

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

انتقل الخبر بأهل المدينة أن الحسين بن علي (ع) يريد الخروج إلى العراق، فكتب إليه عبد الله بن جعفر: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، من عبد الله بن جعفر، أما بعد, أنشدك الله أن لا تخرج عن مكة، فإني خائف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه أن يكون فيه هلاكك وأهل بيتك، فإنك إن قتلت أخاف أن يطفئ نور الأرض، وأنت روح الهدى وأمير المؤمنين، فلا تعجل بالمسير إلى العراق فإني آخذ لك الأمان من يزيد وجميع بني أمية على نفسك ومالك وولدك وأهل بيتك والسلام. قال: فكتب إليه الحسين بن عل (ع): أما بعد, فإن كتابك ورد علي فقرأته وفهمت ما ذكرت، وأعلمك أني رأيت جدي رسول الله (ص) في منامي فخبرني بأمر وأنا ماض له، لي كان أو علي، والله يا بن عمي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني و يقتلوني، والله يا بن عمي ليعدين علي كما عدت اليهود على السبت, والسلام.

------------------

الفتوح ج 5 ص 67

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو مخنف: حدثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرماح بن عدي: أنه دنا من الحسين (ع) فقال له: والله، إني لأنظر فما أرى‏ معك أحدا، ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى‏ بهم، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة، وفيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثم يسرحون إلى الحسين، فأنشدك الله إن قدرت على‏ ألا تقدم عليهم شبرا إلا فعلت. فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتى‏ ترى‏ من رأيك، ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى‏ انزلك مناع جبلنا الذي يدعى‏ أجأ، امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر، والله إن دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتى‏ انزلك القرية، ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى‏ من طيئ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى‏ يأتيك طيئ رجالا وركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم، والله لا يوصل إليك أبدا ومنهم عين تطرف. فقال له: جزاك الله وقومك خيرا، إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري علام تنصرف بنا وبهم الامور في عاقبه.

-----------------

مقتل الإمام الحسين (ع) لأبي مخنف ص 88, تاريخ الطبري ج 4 ص 306

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عتبة بن سمعان أن حسينا (ع) لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عباس فقال: يا ابن عم إنك قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق فبين لي ما أنت صانع, قال: إني قد أجمعت المسير في أحد يومى هذين إن شاء الله تعالى, فقال له ابن عباس: فإني أعيذك بالله من ذلك, أخبرني رحمك الله أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم, وضبطوا بلادهم, ونفوا عدوهم؟ فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم, وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر لهم, وعماله تجبى بلادهم, فإنهم إنما دعوك إلى الحرب والقتال, ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك, وأن يستنفروا إليك فيكونوا أشد الناس عليك, فقال له حسين (ع): وإني أستخير الله وأنظر ما يكون.

---------------

تاريخ الطبري ج 4 ص 287, مقتل الحسين (ع) لابي مخنف الازدي ص 63

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس قال: لقيت الحسين بن علي (ع) وهو يخرج إلى العراق، فقلت له: يا بن رسول الله، لا تخرج, قال: فقال لي: يا بن عباس، أما علمت أن منيتي من هناك، أن مصارع‏ أصحابي هناك؟ فقلت له: فأنى لك ذلك؟ قال: بسر سر لي، و علم أعطيته.

----------

دلائل الإمامة ص 181, الدر النظيم ص 530, إثبات الهداة ج 4 ص 54, مدينة المعاجز ج 3 ص 449

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وجاء الإمام الحسين (ع) عبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير فأشارا عليه بالامساك فقال لهما: إن رسول الله (ص) قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه، قال: فخرج ابن العباس وهو يقول: وا حسيناه، ثم جاء عبد الله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال، فقال (ع): يا أبا عبد الرحمان, أما علمت أن من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا (ع) أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل؟ أما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا؟ ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئا, فلم يعجل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام, اتق الله يا أبا عبد الرحمان، ولا تدع نصرتي

------------------

اللهوف ص 22, بحار الأنوار ج 44 ص 364

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزومي قال: لما قدمت كتب أهل العراق إلى الحسين (ع) وتهيأ للمسير إلى العراق, أتيته فدخلت عليه وهو بمكة, فحمدت الله وأثنيت عليه, ثم قلت: أما بعد فإني أتيتك يا ابن عم لحاجة أريد ذكرها لك نصيحة, فإن كنت ترى أنك تستنصحني وإلا كففت عما أريد أن أقول, فقال: قل, فوالله ما أظنك بسيئ الرأي, ولا هوى القبيح من الامر والفعل, قال: قلت له: إنه قد بلغني أنك تريد المسير إلى العراق, وإني مشفق عليك من مسيرك, إنك تأتى بلدا فيه عماله وأمراؤه, ومعهم بيوت الأموال, وإنما الناس عبيد لهذا الدرهم والدينار, ولا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره, ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه, فقال الحسين (ع): جزاك الله خيرا يا ابن عم, فقد والله علمت أنك مشيت بنصح, وتكلمت بعقل, ومهما يقض من أمر يكن أخذت برأيك أو تركته فأنت عندي أحمد مشير وأنصح ناصح, قال: فانصرفت من عنده, فدخلت على الحارث بن خالد بن العاص بن هشام, فسألني: هل لقيت حسينا (ع)؟ فقلت له: نعم, قال: فما قال لك؟ وما قلت له؟ قال: فقلت له: قلت كذا وكذا, وقال كذا وكذا, فقال: نصحته ورب المروة الشهباء, أما ورب البنية إن الرأي لما رأيته قبله أو تركه, ثم قال:

رب مستنصح يغش ويردى... وظنين بالغيب يلفي نصيحا

------------

تاريخ الطبري ج 4 ص 286, مقتل الحسين (ع) لابو مخنف الازدي ص 62

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سعيد عقيصي عن بعض أصحابه قال: سمعت الحسين بن علي (ع) وهو بمكة وهو واقف مع عبد الله بن الزبير فقال له ابن الزبير: إلي يا بن فاطمة (ع) فأصغى إليه فساره، قال: ثم التفت إلينا الحسين (ع) فقال: أتدرون ما يقول ابن الزبير؟ فقلنا: لا ندري جعلنا الله فداك، فقال: قال: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس، ثم قال الحسين (ع): والله لان اقتل خارجا منها بشبر أحب إلى من أن اقتل داخلا منها بشبر، وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم، ووالله ليعتدن على كما اعتدت اليهود في السبت.

---------------

مقتل الحسين (ع) لابو مخنف الازدي ص 67, تاريخ الطبري ج 4 ص 289

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سعيد عقيصا، قال: سمعت الحسين بن علي (ع) وخلا به عبد الله بن الزبير وناجاه طويلا، قال: ثم اقبل الحسين (ع) بوجهه إليهم وقال: ان هذا يقول لي: كن حماما من حمام الحرم، ولان اقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إلى من أن اقتل وبيني وبينه شبر، ولان اقتل بالطف أحب إلى من أن اقتل بالحرم

---------------

كامل الزيارات ص 150, بحار الأنوار ج 45 ص 85, العوالم ص 313

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كتاب يزيد بن معاوية قد أقبل من الشام إلى أهل المدينة على البريد من قريش وغيرهم من بني هاشم، وفيه هذه الأبيات:

يا أيها الراكب الغادي لطيته... على عذافرة في سيرة قحم

أبلغ قريشا على نأي المزار بها... بيني وبين الحسين الله والرحم

وموقف بفناء البيت ينشده... عهد الإله وما توفي به الذمم

غنيتم قومكم فخرا بأمكم... أم لعمري حصان برة كرم

هي التي لا يداني فضلها أحد... بنت الرسول وخير الناس قد علموا

وفضلها لكم فضل وغيركم... من يومكم لهم في فضلها قسم

إني لأعلم حقا غير ما كذب... والطرف يصدق أحيانا ويقتصم

إن سوف يدرككم ما تدعون بها... قتلى تهاداكم العقبان والرخم

يا قومنا لا تشبوا الحرب إذ سكنت... تمسكوا بحبال الخير واعتصموا

قد غرت الحرب من قد كان قبلكم... من القرون وقد بادت بها الأمم

فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا... فرب ذي بذخ زلت به القدم

قال: فنظر أهل المدينة إلى هذه الأبيات, ثم وجهوا بها وبالكتاب إلى الحسين بن علي (ع)، فلما نظر فيه علم أنه كتاب يزيد بن معاوية، فكتب الحسين (ع) الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، {وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون} والسلام.

---------------

الفتوح ج 5 ص 68

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أحمد بن داود القمي، عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء محمد ابن الحنفية إلى الحسين (ع) في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فان رأيت أن تقيم فإنك أعز من بالحرم وأمنعه، فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت، فقال له ابن الحنفية: فان خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك أمنع الناس به، ولا يقدر عليك أحد، فقال: أنظر فيما قلت. فلما كان السحر، ارتحل الحسين (ع) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته وقد ركبها فقال: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: بلى, قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟ قال: أتاني رسول الله (ص) بعد ما فارقتك, فقال: يا حسين اخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا, فقال محمد ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك, وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ قال: فقال لي (ص): إن الله قد شاء أن يراهن سبايا، فسلم عليه ومضى.

-----------------

اللهوف ص 39, بحار الأنوار ج 44 ص 364, العوالم ص 213

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أنه (الإمام الحسين ع) لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيبا، فقال: الحمد لله‏، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على‏ رسوله وسلم، خط الموت على‏ ولد آدم مخط القلادة على‏ جيد الفتاة، وما أولهني إلى‏ أسلافي اشتياق يعقوب إلى‏ يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها ذئاب الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على‏ بلائه ويوفينا اجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله (ص) لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده. من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على‏ لقاء الله نفسه، فليرحل معنا؛ فإني راحل مصبحا إن شاء الله.

-----------------

اللهوف ص 38, بحار الأنوار ج 44 ص 366, مثير الأحزان ص 29 نحوه, كشف الغمة ج 2 ص 239 محوه, معارج الوصول ص 94 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس قال: رأيت الحسين (ع) قبل أن يتوجه إلى العراق على باب الكعبة, وكف جبرئيل في كفه وجبرئيل ينادي: هلموا إلى بيعة الله.

------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 211، تسلية المجالس ج 2 ص 101, مدينة المعاجز ج 3 ص 503، العوالم ج 17 ص 41، بحار الأنوار ج 44 ص 185, رياض الأبرار ج 1 ص 156

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر (ع)، قال: ذكرنا خروج الحسين (ع) وتخلف ابن الحنفية عنه، فقال: يا حمزة, إني ساحدثك من هذا الحديث بما لا تشك فيه بعد مجلسنا هذا، إن الحسين (ع) لما فصل متوجها إلى العراق، دعا بقرطاس وكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى‏ بني هاشم، أما بعد، فإنه من لحق بي استشهد، ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح، والسلام.

------------

دلائل الإمامة ص 187, نوادر المعجزات ص 244, مثير الأحزان ص 39 نحوه, الدر النظيم ص 532, حلية الأبرار ج 4 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي جعفر (ع): كتب الحسين بن علي (ع) من مكة إلى‏ محمد بن علي (ع): بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى‏ محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم: أما بعد، فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام.

------------

كامل الزيارات ص 75, بحار الأنوار ج 45 ص 87, العوالم ج 17 ص 317, الخرائج ج 2 ص 771 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن عمار, عن أبي عبدالله (ع): قد اعتمر الحسين بن علي (ع) في ذي الحجة، ثم راح يوم التروية إلى العراق, والناس يروحون إلى‏ منى‏.

------------

الكافي ج 4 ص 535, التهذيب ج 5 ص 437, الإستبصار ج 2 ص328, الوافي ج 12 ص 470, وسائل الشيعة ج 14 ص 311, ملاذ الأخيار ج 8 ص 461, مرآة العقول ج 18 ص 234, بحار الأنوار ج 45 ص 85

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

جمع الحسين (ع) أصحابه الذين قد عزموا على الخروج معه إلى العراق، فأعطى‏ كل واحد منهم عشرة دنانير وجملا يحمل عليه زاده ورحله، ثم إنه طاف بالبيت وبالصفا والمروة، وتهيأ للخروج، فحمل بناته وأخواته على المحامل.

------------

الفتوح ج 5 ص 69

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية