النبي يونس عليه السلام

- {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (87) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين‏ (88)} الأنبياء: 87 - 88

 

عن جميل قال‏: قال لي أبو عبد الله (ع): ما رد الله العذاب إلا عن قوم يونس، وكان يونس يدعوهم إلى الإسلام فيأبوا ذلك، فهم أن يدعو عليهم وكان فيهم رجلان عابد وعالم، وكان اسم أحدهما مليخا والآخر اسمه روبيل، فكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم, وكان العالم ينهاه ويقول: لا تدع عليهم فإن الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده, فقبل قول العابد ولم يقبل من العالم، فدعا عليهم, فأوحى الله عز وجل إليه يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا, فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد, وبقي العالم فيها, فلما كان في ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم: يا قوم, افزعوا إلى الله, فلعله يرحمكم ويرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع؟ قال: اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة, وفرقوا بين النساء والأولاد, وبين‏ الإبل وأولادها, وبين البقر وأولادها, وبين الغنم وأولادها, ثم ابكوا وادعوا, فذهبوا وفعلوا ذلك, وضجوا وبكوا, فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال, وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله, فرأى الزارعين يزرعون في أرضهم، قال لهم: ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له ولم يعرفوه: إن يونس دعا عليهم فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم, فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال, فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به، فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله, كما حكى الله (1) حتى انتهى إلى ساحل البحر, فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها, فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما, فحبس عليهم السفينة من قدامها, فنظر إليه يونس ففزع منه وصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه, فخرج أهل السفينة فقالوا: فينا عاص فتساهموا, فخرج سهم يونس وهو قول الله عز وجل: {فساهم فكان من المدحضين‏} فأخرجوه فألقوه في البحر, {فالتقمه الحوت‏} ومر به في الماء, (2) وقد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين (ع) عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبه، فقال (ع): يا يهودي, أما السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فإنه الحوت الذي حبس يونس في بطنه, فدخل في بحر القلزم, ثم خرج إلى بحر مصر, ثم دخل في بحر طبرستان ثم خرج في دجلة الغوراء, ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل, وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره, فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به: أنظرني فإني أسمع كلام آدمي, فأوحى الله إلى الملك الموكل به أنظره, فأنظره ثم قال قارون: من أنت؟ قال: يونس, أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى, قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران‏؟ قال: هيهات هلك, قال: فما فعل الرءوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك, قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات ما بقي من آل عمران أحد، فقال قارون: واأسفى على آل عمران! فشكر الله له ذلك, فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا فرفع عنه, فلما رأى يونس ذلك‏ {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}‏، فاستجاب الله له, وأمر الحوت أن تلفظه فلفظته على ساحل البحر, وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله‏ {عليه شجرة من يقطين}‏ وهي الدباء فأظلته من الشمس فشكر، ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه ووقع الشمس عليه فجزع, فأوحى الله إليه: يا يونس, لم لم ترحم مائة ألف,‏ {أو يزيدون‏}؟ وأنت تجزع من ألم ساعة, فقال: يا رب, عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به. (3)

------------

(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين

(2) إلى هنا في تفسير كنز الدقائق

(3) تفسير القمي ج 1 ص 318, البرهان ج 3 ص 57, بحار الأنوار ج 14 ص 380, ‏قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 431, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 328, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 183

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن النبي (ص) قال: لما صار يونس إلى البحر الذي فيه قارون قال قارون للملك الموكل به: ما هذا الدوي والهول الذي أسمعه؟ قال له الملك: هذا يونس, الذي حبسه الله في بطن الحوت فجالت به البحار السبعة حتى صارت به إلى هذا البحر, فهذا الدوي والهول لمكانه, قال: أفتأذن لي في كلامه, فقال: قد أذنت لك, فقال له قارون: يا يونس, ألا تبت إلى ربك؟ فقال له يونس: ألا تبت أنت إلى ربك؟ فقال له قارون: إن توبتي جعلت إلى موسى, وقد تبت إلى موسى, ولم يقبل مني, وأنت لو تبت إلى الله لوجدته عند أول قدم ترجع بها إليه.

-----------

عدة الداعي ص 145, بحار الأنوار ج 13 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال:‏ لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام, ونادى‏ {في الظلمات‏} ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر, {أن لا إله إلا أنت سبحانك‏} [تبت إليك‏] {إني كنت من الظالمين}‏، فاستجاب الله له فأخرجه الحوت إلى الساحل, ثم قذفه فألقاه بالساحل, وأنبت الله‏ {عليه شجرة من يقطين}‏ وهو القرع فكان يمصه ويستظل به وبورقه, وكان تساقط شعره ورق جلده, وكان يونس يسبح ويذكر الله الليل والنهار, فلما أن قوي واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة, ثم يبست فشق ذلك على يونس فظل حزينا, فأوحى‏ الله إليه: ما لك حزينا يا يونس؟ قال: يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست، قال: يا يونس أحزنت لشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعي بها أن يبست حين استغنيت عنها, ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مائة ألف أردت أن ينزل عليهم العذاب, إن أهل نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس إلى قومه, فلما دنا من نينوى استحيا أن يدخل, فقال لراع لقيه: ائت أهل نينوى فقل لهم: إن هذا يونس قد جاء, قال الراعي: أتكذب, أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب؟ قال له يونس: اللهم إن هذه الشاة تشهد لك أني يونس, فنطقت الشاة بأنه يونس، فلما أتى الراعي قومه وأخبره, أخذوه وهموا بضربه، فقال: إن لي بينة بما أقول, قالوا: من يشهد؟ قال: هذه الشاة تشهد, فشهدت أنه صادق وأن يونس قد رده الله إليهم, فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاءوا به وآمنوا وحسن إيمانهم, فمتعهم الله إلى حين وهو الموت, وأجارهم من ذلك العذاب.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 319, تفسير الصافي ج 4 ص 284, البرهان ج 3 ص 58, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 329, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع)‏ في قوله:‏ {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} يقول: من أعمال قومه‏ {فظن أن لن نقدر عليه}‏ يقول: ظن أن لن يعاقب بما صنع.

------------‏

تفسير القمي ج 2 ص 75, البرهان ج 3 ص 835, بحار الأنوار ج 14 ص 385, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 451, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 459

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

*(في كلام بين قوسين لعله كلام الكاتب)عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر (ع) قال:‏ وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين (ع) قال: حدثني رسول الله (ص), أن جبرئيل (ع) حدثه, أن يونس بن متى (ع) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة، وكان رجلا يعتريه الحدة وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها, وأنه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله, وأنه أقام فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلا رجلان، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا, وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة, وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة, وليس له علم ولا حكم, وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته, فلما رأى يونس أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر, فشكا ذلك إلى ربه وكان فيما يشكى أن قال: يا رب, إنك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الإيمان بك والتصديق برسالاتي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بي، وجحدوا نبوتي، واستخفوا برسالاتي وقد تواعدوني وخفت أن يقتلوني, فأنزل عليهم عذابك فإنهم‏ {قوم لا يؤمنون‏} (1) قال (ع): فأوحى الله إلى يونس: أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي, لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي, وبريتي في بلادي وفي عيلتي, أحب أن أتأناهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وإنما بعثتك‏ إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم لسخاء الرحمة الماسة منهم، وتأناهم برأفة النبوة, فاصبر معهم بأحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدواء، فخرقت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق, ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك, وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر فغضبت له حين غضب لي، وأجبته حين دعاني, فقال يونس: يا رب, إنما غضبت عليهم فيك، وإنما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا, ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا, فقال الله: يا يونس, إنهم مائة ألف‏ {أو يزيدون‏} من خلقي, يعمرون بلادي ويلدون عبادي, ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم, وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس, قد أجبتك إلى ما سألت من إنزال العذاب عليهم, وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، ولا أجمل لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك, قال (ع): فسر ذلك يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته, وانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى أعلمهم بما أوحى الله إلي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة, فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس, فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم، واسأله أن يصرف عنهم العذاب, فإنه غني عن عذابهم وهو يحب الرفق بعباده, وما ذلك بأضر لك عنده، ولا أسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل, [على‏] ما أشرت على يونس وأمرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم إياه وإخراجهم إياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه, فقال روبيل لتنوخا: اسكت فإنك رجل عابد لا علم لك, ثم أقبل على يونس فقال: أرأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك أنزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقي بعضا, فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا, وكذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأرجع الله فيهم واسأله أن يصرف عنهم, فقال له روبيل: أتدري يا يونس, لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، أن تتوبوا إليه ويستغفروه فيرحمهم فإنه أرحم الراحمين, ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله, أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا, فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل, لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل- أن الله أوحى إليه بأن العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه, وفي قول رسوله! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك, ثم أقبل على‏ يونس فقال: أنزل الوحي والأمر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم، وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم, أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد، ورجع يونس إلى قومه فأخبرهم أن الله أوحى إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه وأخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا, فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد وأقاما ينتظران العذاب، وأقام روبيل مع قومه في قريتهم, حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: أنا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم [إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله‏] هذا شوال قد دخل عليكم, وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم, إن الله أوحى إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، {ولن يخلف الله وعده}‏ رسله، فانظروا ما أنتم صانعون, فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فاجفلوا نحو روبيل وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل, فإنك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة [الرأفة] علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فينا, فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فإني أرى لكم وأشير عليكم, أن تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، وتقفوا النساء في سفح‏ الجبل, ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس, فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق‏ فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله, والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رءوسكم إلى السماء وقولوا: {ربنا ظلمنا أنفسنا} وكذبنا نبيك وتبنا إليك من ذنوبنا، {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}‏ المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين, ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه, حتى توارى الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك, فأجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الأربعاء الذي توقعوا فيه العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به, فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف وهدير, فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله، وتابوا إليه واستغفروه, وصرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، وعجت سخال البهائم تطلب الثدي, وعجت الأنعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم [صيحتهم‏] وصراخهم, ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم, فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم‏ الرحمن فاستجاب دعاءهم وقبل توبتهم وأقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى إسرافيل (ع): أن اهبط إلى قوم يونس فإنهم قد عجوا إلى البكاء والتضرع وتابوا إلي واستغفروني فرحمتهم وتبت عليهم، وأنا الله التواب الرحيم, أسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب أن أهلكهم, فأهبط إليهم فأصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي، فقال إسرافيل: يا رب, إن عذابك قد بلغ أكتافهم وكاد أن يهلكهم, وما أراه إلا وقد نزل بساحتهم فإلى أين أصرفه, فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه [يوقفوه‏] فلا ينزلوه عليهم, حتى يأتيهم أمري فيهم وعزيمتي, فاهبط يا إسرافيل عليهم واصرفه عنهم واصرف به إلى الجبال, بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية العادية المستطيلة على الجبال فأذلها به ولينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا, فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلك العذاب, حتى ضرب بها الجبال التي أوحى الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر (ع): وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيامة، فلما رأى قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم, هبطوا إلى منازلهم من رءوس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما التي كانا فيه لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم, فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة والرعاة بأغنامهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين, قال يونس لتنوخا: يا تنوخا, كذبني الوحي وكذبت وعدي لقومي, لا وعزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي (أي بإعتقاد القوم), فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه‏ (أي على قومه لربه تعالى أي كان غضبه لله تعالى لا للهوى أو خائفا تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه‏) ناحية بحر أيلة متنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه‏} الآية, ورجع تنوخا إلى القرية فلقي روبيل فقال له: يا تنوخا, أي الرأيين كان أصوب وأحق أن يتبع رأيي أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت أشرت برأي الحكماء والعلماء، وقال له تنوخا: أما إني لم أزل أرى إني أفضل منك لزهدي وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك بفضل علمك وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع أن التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما, ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين‏}, قال أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر (ع): كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال (ع): أربعة أسابيع, سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الأسابيع شهور أو أيام أو ساعات فقال (ع): يا با عبيدة, إن العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا، فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء, وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوما, ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فلذلك قال الله: {فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي‏}. (2)

-------------

(1) من هنا في قصص الأنبياء (ع) للجزائري

(2) تفسير العياشي ج 2 ص 129, تفسير الصافي ج 2 ص 421, البرهان ج 3 ص 59, بحار الأنوار ج 14 ص 392, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 321, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 100, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 433

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الجهم‏ في حديث أن المأمون قال للإمام الرضا (ع): فأخبرني عن قول الله عز وجل:‏ {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه}‏ الآية؟ فقال الرضا (ع): ذلك يونس بن متى‏ {ذهب مغاضبا} لقومه‏ {فظن}‏ بمعنى استيقن‏ {أن لن نقدر عليه‏} أي فضيق [لن نضيق‏] عليه رزقه, ومنه قوله عز وجل:‏ {وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه} أي ضيق وقتر {فنادى في الظلمات}‏ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}‏ بتركي العبادة التي قد قرت عيني بها في بطن الحوت, فاستجاب الله له وقال عز وجل:‏ {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون‏}.

-------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 201, الإحتجاج ج 2 ص 430, البرهان ج 3 ص 833, بحار الأنوار ج 11 ص 82, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وهو رافع يده إلى السماء: رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا لا أقل من ذلك ولا أكثر, قال: فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته, ثم أقبل علي فقال (ع): يا ابن أبي يعفور, إن يونس بن متى وكله الله عز وجل إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الظن, قلت: فبلغ به كفرا أصلحك الله؟ قال (ع): لا, ولكن الموت على تلك الحال هلاك.

-------------

الكافي ج 2 ص 581, الوافي ج 9 ص 1661, بحار الأنوار ج 14 ص 387, رياض الأبرار ج 2 ص 141

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: إن يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم, فأصبحوا أول يوم ووجوههم مصفرة, وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم مسودة, قال (ع): وكان الله واعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم ففرقوا بين النساء وأولادهن, والبقر وأولادها, ولبسوا المسوح والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم, والرماد على رءوسهم, وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم, وقالوا: آمنا بإله يونس قال (ع):‏ فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد, قال (ع): وأصبح يونس وهو يظن أنهم هلكوا فوجدهم في عافية فغضب وخرج كما قال الله: {مغاضبا} حتى ركب سفينة فيها رجلان فاضطربت السفينة, فقال الملاح: يا قوم في سفينتي لمطلوب, فقال يونس: أنا هو, وقام ليلقي نفسه فأبصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها وتعلق به الرجلان, وقالا له: أنت ويحك ونحن رجلان فساهمهم, فوقعت السهام عليه فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات أنها لا تخطئ, فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة, حتى صار إلى البحر المسجور وبه يعذب قارون, (1) فسمع قارون دويا, فسأل الملك عن ذلك فأخبره: أنه يونس وأن الله حبسه في بطن الحوت, فقال له قارون: أتأذن لي أن أكلمه؟ فأذن له فسأله عن موسى (ع) فأخبره: أنه مات فبكى, ثم سأله عن هارون (ع) فأخبره: أنه مات فبكى وجزع جزعا شديدا, وسأله عن أخته كلثم وكانت مسماة له فأخبره: أنها ماتت فبكى وجزع جزعا شديدا, قال (ع): فأوحى الله إلى الملك الموكل به: أن ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته على قرابته. (2)

------------

(1)إلى هنا في قصص الأنبياء (ع) للجزائري

(2) تفسير العياشي ج 2 ص 136, بحار الأنوار ج 14 ص 399, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي: أنه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين (ع) وقال: يا ابن الحسين, أنت الذي تقول: إن يونس بن متى إنما لقي من الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال (ع): بلى ثكلتك أمك, قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين, فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة, ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه فقال ابن عمر: يا سيدي, دمي في رقبتك الله الله في نفسي, فقال (ع): هيه, وأريه إن كنت من الصادقين ثم قال (ع): يا أيها الحوت قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر, مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله, فقال (ع): من أنت؟ قال: أنا حوت يونس يا سيدي, قال (ع): أنبئنا بالخبر, قال: يا سيدي, إن الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد (ص) إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت, فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص, ومن توقف عنها وتمنع من حملها, لقي ما لقي آدم (ع) من المعصية, وما لقي نوح (ع)‏ من الغرق, وما لقي إبراهيم (ع) من النار, وما لقي يوسف (ع) من الجب, وما لقي أيوب (ع) من البلاء, وما لقي داود (ع) من الخطيئة, إلى أن بعث الله يونس (ع) فأوحى الله: أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين (ع) من صلبه في كلام له قال: فكيف أتولى من لم أره, ولم أعرفه وذهب مغتاظا, فأوحى الله تعالى إلي: أن التقمي يونس ولا توهني له عظما, فمكث في بطني أربعين صباحا, يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث, ينادي أنه‏: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}‏ قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب (ع) والأئمة الراشدين (ع) من ولده, فلما أن آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر, فقال زين العابدين (ع): ارجع أيها الحوت إلى وكرك واستوى الماء.

-------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 138, البرهان ج 4 ص 631, مدينة المعاجز ج 2 ص 28, بحار الأنوار ج 14 ص 401, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 438, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 454, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حبة العرني قال: قال أمير المؤمنين (ع):‏ إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض, أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر, أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت (1) حتى أقر بها. (2)

------------

(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين

(2) بصائر الدرجات ج 1 ص 75, البرهان ج 4 ص 631, مدينة المعاجز ج 2 ص 35, بحار الأنوار ج 14 ص 391, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 180, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 433

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ميثم في حديث عن عاشوراء: ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت, وإنما أخرج الله عز وجل يونس من بطن الحوت في ذي الحجة.

------------

علل الشرائع ج 1 ص 228, بحار الأنوار ج 45 ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

- {فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين‏} يونس: 98

 

عن سماعة: أنه سمعه (ع) وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم‏ {إلا قوم‏ يونس}‏ فقلت: أكان قد أظلهم؟ فقال (ع): نعم, حتى نالوه بأكفهم, قلت: فكيف كان ذلك؟ قال (ع): كان في العلم المثبت عند الله عز وجل الذي لم يطلع عليه أحد, أنه سيصرفه عنهم.

------------

علل الشرائع ج 1 ص 77, الفصول المهمة ج 3 ص 410, بحار الأنوار ج 14 ص 386, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 328, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (ع): لأي علة صرف الله عز وجل العذاب عن قوم يونس, وقد أظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الأمم؟ فقال (ع): لأنه كان في علم الله عز وجل أنه سيصرفه عنهم لتوبتهم, وإنما ترك إخبار يونس بذلك لأنه عز وجل أراد أن يفرغه لعبادته في بطن الحوت, فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته.

--------------

علل الشرائع ج 1 ص 77, تفسير الصافي ج 2 ص 426, الفصول المهمة ج 3 ص 410, البرهان ج 3 ص 56, بحار الأنوار ج 14 ص 385, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 328, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

- {وإن يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون (140) فساهم فكان من المدحضين (141) فالتقمه الحوت وهو مليم (142) فلو لا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (146) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147) فآمنوا فمتعناهم إلى حين (148)‏} الصافات: 139 - 148

 

عن رسول الله (ص) في حديث عن يونس (ع): أخرجه الله من بطن الحوت وألقاه بظهر الأرض, وأنبت‏ {عليه شجرة من يقطين}‏ وأخرج له عينا من تحتها, فكان يأكل من اليقطين ويشرب من ماء العين.

-------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 846, مدينة المعاجز ج 3 ص 388, بحار الأنوار ج 43 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا (ع)‏: إن يونس لما أمره الله بما أمره, فأعلم قومه فأظلهم العذاب, ففرقوا بينهم وبين أولادهم, وبين البهائم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم, فذهب يونس مغاضبا {فالتقمه الحوت}, فطاف به سبعة في البحر, فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟ قال (ع): ثلاثة أيام، ثم لفظه الحوت وقد ذهب جلده وشعره, فأنبت الله‏ {عليه شجرة من يقطين}‏ فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس، فقال: يا رب, شجرة أظلتني يبست فأوحى الله إليه: يا يونس, تجزع لشجرة أظلتك ولا تجزع ل {مائة ألف أو يزيدون}‏ من العذاب.

-------------

تفسير العياشي ج 2 ص 137, البرهان ج 3 ص 64, بحار الأنوار ج 14 ص 400, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 438, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث عن مسجد الكوفة: ...وفيه عصا موسى وشجرة يقطين.

-------------

الغارات ج 2 ص 286, بحار الأنوار ج 80 ص 360, مستدرك الوسائل ج 3 ص 408. عن أبي جعفر (ع): الكافي ج 3 ص 494, روضة الواعظين ج 2 ص 410, المزار الكبير ص 125, الوافي ج 14 ص 1445, وسائل الشيعة ج 5 ص 251, هداية الأمة ج 2 ص 206

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع)‏ في حديث: ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك, وقد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس, قال الله ليونس: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} قال (ع): يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام.

------------

الكافي ج 1 ص 175, الإختصاص ص 22, الوافي ج 2 ص 68, البرهان ج 4 ص 632, البرهان ج 4 ص 632, بحار الأنوار ج 25 ص 206, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 510, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 122

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث عن مسجد السهلة: ...وهو مسجد يونس بن متى (ع).

-------------

الغارات ج 2 ص 334, الأمالي للطوسي ص 168, بحار الأنوار ج 80 ص 361, مستدرك الوسائل ج 3 ص 396

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث عن دعاء لقضاء الحوائج: ...اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك, وأنه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك, وقد علمت يا رب أنه كلما شاهدت نعمك علي اشتدت فاقتي إليك, وقد طرقني يا رب من مهم أمري ما قد عرفته قبل معرفتي لأنك عالم غير معلم, فأسألك بالاسم الذي وضعته على السماوات فانشقت وعلى الأرضين فانبسطت وعلى النجوم فانتثرت وعلى الجبال فاستقرت, وأسألك بالاسم الذي جعلته عند محمد وعلي وعند الحسن والحسين وعند الأئمة كلهم صلوات الله عليهم أجمعين أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي يا رب حاجتي, وتيسر لي عسيرها وتكفيني مهمها, وتفتح لي قفلها فإن فعلت ذلك فلك الحمد وإن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك ولا متهم في قضائك ولا حائف في عدلك, ثم تبسط خدك الأيمن على الأرض, وتقول: اللهم إن يونس بن متى عبدك ونبيك دعاك في بطن الحوت بدعائي هذا فاستجبت له وأنا أدعوك فاستجب لي بحق محمد وآل محمد (ص) عليك...

-------------

التهذيب ج 3 ص 183, المقنعة ص 220, مصباح المتهجد ج 1 ص 325, مكارم الأخلاق ص 325, جمال الأسبوع ص 331, البلد الأمين ص 153, الوافي ج 9 ص 1426, وسائل الشيعة ج 8 ص 132, بحار الأنوار ج 87 ص 29

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): أنه لما تفرق الناس عن النبي (ص) يوم أحد, قال (ص): اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان, فنزل جبرئيل (ع) وقال: يا محمد, لقد دعوت بدعاء إبراهيم حين ألقي في النار, ودعا به يونس حين صار في بطن الحوت, قال (ع): وكان رسول الله (ص) يدعو في دعائه: اللهم اجعلني صبورا واجعلني شكورا واجعلني في أمانك.

------------

مهج الدعوات ص 69, بحار الأنوار ج 91 ص 211

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

من ذلك دعاء آخر ليونس بن متى (ع) وهو: يا رب اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وآلائك العليا, وأسألك يا رب يا الله يا الله يا كبير يا جليل يا حنان يا منان يا فرد يا دائم يا وتر يا أحد يا صمد, يا الله يا لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تغفر لي ذنوبي وأن تحرم جسدي على النار, اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى ألا تردوا السائلين عن أبوابكم, ونحن على بابك فلا تردنا اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك موسى أن اغفروا للظالمين, ونحن الظالمون على بابك فاغفر لنا, اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الأرقاء ونحن عبيدك فأعتقنا من النار.

-------------

مهج الدعوات ص 311, بحار الأنوار ج 92 ص 174

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

- {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم (48) لو لا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين‏ (50)} القلم: 48 - 50

 

عن أبي جعفر (ع)‏ في قوله: {إذ نادى وهو مكظوم}‏ أي مغموم.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 383, بحار الأنوار ج 14 ص 380, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 399, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 393

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: مر يونس بن متى (ع) بصفائح الروحاء, وهو يقول: لبيك كشاف الكرب العظام لبيك الخبر.

-------------

الكافي ج 4 ص 213, الفقيه ج 2 ص 235, علل الشرائع ج 2 ص 419, الوافي ج 12 ص 161, وسائل الشيعة ج 12 ص 384, بحار الأنوار ج 14 ص 386

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن داود النبي (ع) قال: يا رب, أخبرني بقريني في الجنة ونظيري في منازلي, فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن ذلك متى أبا يونس, قال (ع): فاستأذن الله في زيارته, فأذن له فخرج هو وسليمان ابنه (ع) حتى أتيا موضعه, فإذا هما ببيت من سعف فقيل لهما: هو في السوق فسألا عنه فقيل لهما: اطلباه في الحطابين فسألا عنه, فقال لهما جماعة من الناس: نحن ننتظره الآن يجي‏ء, فجلسا ينتظرانه إذا أقبل وعلى رأسه وقر من حطب, فقام إليه الناس فألقى عنه الحطب وحمد الله, وقال: من يشتري طيبا بطيب, فساومه واحد وزاده آخر, حتى باعه من بعضهم قال (ع): فسلما عليه, فقال: انطلقا بنا إلى المنزل واشترى طعاما بما كان معه, ثم طحنه وعجنه في نقير له, ثم أجج نارا وأوقدها, ثم جعل العجين في تلك النار وجلس معهما يتحدث, ثم قام وقد نضجت خبيزته فوضعها في النقير وفلقها, وذر عليها ملحا ووضع إلى جنبه مطهرة ملأ [ملئت‏] ماء, وجلس على ركبتيه وأخذ لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله, فلما ازدردها, قال: الحمد لله, ثم فعل ذلك بأخرى وأخرى, ثم أخذ الماء فشرب منه فذكر اسم الله, فلما وضعه قال: الحمد لله يا رب من ذا الذي أنعمت عليه وأوليته مثل ما أوليتني, قد صححت بصري وسمعي وبدني وقويتني, حتى ذهبت إلى الشجر لم أغرسه ولم أهتم لحفظه جعلته لي رزقا, وسقت إلي من اشتراه مني فاشتريت بثمنه طعاما لم أزرعه, وسخرت لي النار فأنضجته وجعلتني آكله بشهوة أقوى به على طاعتك, فلك الحمد قال (ع): ثم بكى, قال داود: يا بني, قم فانصرف بنا فإني لم أر عبدا قط أشكر لله من هذا.

-------------

مجموعة ورام ج 1 ص 18, بحار الأنوار ج 14 ص 402, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 439

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية