معجزاته

عن محمد ابن مسلم قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما حضر الحسن بن علي (ع) الوفاة قال للحسين (ع): يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله (ص) لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها (1) وعداوتها لله ولرسوله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن (ع) ووضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله (ص) الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى عليه الحسين (ع) وحمل وادخل إلى المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله (ص) ذهب ذو العوينين إلى عائشة فقال لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن (ع) ليدفنوا مع النبي (ص) فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين (ع): قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (ص) وأدخلت عليه ببيته من لا يحب قربه، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة

---------------

الكافي ج 1 ص 300, مدينة المعاجز ج 3 ص 340, بحار الأنوار ج 44 ص 142, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 295, إثبات الهداة ج 4 ص 18 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحارث الهمداني قال: لما مات علي (ع) جاء الناس إلى الحسن (ع)، فقالوا: أنت خليفة أبيك ووصيه، ونحن السامعون المطيعون لك فمرنا بأمرك، فقال (ع): كذبتم والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني! فكيف تفون لي؟ وكيف أطمئن إليكم؟ ولا أثق بكم، وإن كنتم صادقين، وغدروا به في عدة مواطن حتى أتى الكوفة، وصعد المنبر وقال: يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولا دين، ولئن سلمت الأمر إلى معاوية فأيم الله لا ترون فرجا أبدا مع بني أمية، والله ليسومونكم سوء العذاب حتى تتمنوا الفرج، ولو وجدت أعوانا لما سلمت إليه الأمر، لأنه محرم على بني أمية يا عبيد الدنيا، ثم إن أكثر أهل الكوفة كتب إلى معاوية إنا معك، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه، ثم أغاروا على فسطاطه، وضربوه بحربة وهرب مجروحا

--------------

الخرائج ج 2 ص 574, إثبات الهداة ج 4 ص 22, مدينة المعاجز ج 3 ص 402, بحار الأنوار ج 44 ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن علي (ع)‏ أنه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يعزينه بأمير المؤمنين (ع)، ودخل عليه أزواج النبي (ص)، فقالت عائشة: يا أبا محمد ما فقد جدك إلا يوم فقد أبوك فقال لها الحسن (ع) نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن، فأخرجت جردا أخضر فيه ما جمعته من خيانة حتى أخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا ففرقتها في مبغضي علي من تيم وعدي قد تشفيت بقتله؟ فقالت: قد كان ذلك

-------------

مشارق أنوار اليقين ص 129, بحار الأنوار ج 32 ص 276, إثبات الهداة ج 4 ص 23

‏ تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن قبيصة قال: كنت مع الحسن بن علي (ع) وهو صائم ونحن نسير معه إلى الشام وليس معه زاد ولا ماء، ولا شي‏ء إلا ما هو عليه راكبا، فلما أن غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء، وعلقت فيها القناديل، ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت وأباريق وموائد تنصب ونحن سبعون رجلا، فنقل من كل حار وبارد حتى امتلأنا، وامتلأ، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص

-------------------

دلائل الإمامة ص 167, نوادر المعجزات ص 230, إثباة الهداة ج 4 ص 25, مدينة المعاجز ج 3 ص 235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر، قال: قلت للحسن بن علي (ع): أحب أن تريني معجزة نتحدث بها عنك ونحن في مسجد رسول الله (ص)، فضرب برجله الأرض حتى أراني البحور، وما يجري فيها من السفن، ثم أخرج من سمكها فأعطانيه، فقلت: لا نبي بعد محمد (ص)، أحمل إلى المنزل، فحمل فأكلنا منه ثلاثا 

--------------------

دلائل الإمامة ص 169, نوادر المعجزات ص 103, إثبات الهداة ج 4 ص 26, مدينة المعاجز ج 3 ص 237

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أخبرنا إبراهيم بن كثير قال: رأيت الحسن بن علي (ع) وقد استسقى ماء فأبطأ عليه, فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب وسقى أصحابه، ثم قال: لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا, فقلنا: فاسقنا، فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة (ع)

--------------

دلائل الإمامة ص 170, إثبات الهداة ج 4 ص 26, الدر النظيم ص 503

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن هامان قال: رأيت الحسن بن علي (ع) ينادي الحيات فتجيبه، ويلفها على يده وعنقه ويرسلها.

-----------

دلائل الإمامة ص 170, إثبات الهداة ج 4 ص 26, نوادر المعجزات ص 234, مدينة المعاجز ج 3 ص 240

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كدير قال: شهدت الحسن بن علي (ع) وهو يأخذ الريح فيحبسها في كفه ثم يقول: أين تريدون أن أرسلها فيقولون نحو بيت فلان وفلان فيرسلها، ثم يدعوها فترجع‏

--------------------

دلائل الإمامة ص 171,مدينة المعاجز ج 3 ص 240, إثبات الهداة ج 4 ص 27

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الأحوص قال: كنا مع الحسن (ع) بعرفات ومعه قضيب وأجراء يحرثون فكلما هموا بالماء أو حين علم همهم يضرب بقضيبه إلى الصخرة فينبع لهم منها ماء، واستخرج لهم طعاما

-----------------

دلائل الإمامة ص 171, مدينة المعاجز ج 3 ص 242, إثبات الهداة ج 4 ص 27

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: جاء الناس إلى الحسن (ع) فقالوا له: أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها. قال: وتؤمنون بذلك؟ قالوا كلهم: نعم، نؤمن به والله، قال: فأحيا لهم ميتا بإذن الله، فقالوا كلهم: نشهد أنك ابن أمير المؤمنين حقا، وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا.

--------------------

دلائل الإمامة ص 173, إثبات الهداة ج 4 ص 27, نوادر المعجزات ص 106, الثاقب في المناقب ص 305

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن جعفر بن محمد عن أبيه (ع) قال: مرض النبي (ص) فأتاه جبرئيل بطبق فيه رمان وعنب فأكل النبي (ص) ثم دخل الحسن والحسين (ع) فتناولا منه فسبح العنب والرمان ثم دخل علي (ع) فتناول منه فسبح أيضا، ثم‏ دخل رجل من الصحابة فأكل فلم يسبح، فقال جبرئيل: إنما يأكل هذا فيسبح نبي أو وصي نبي أو ولد نبي‏.

-----------------

المناقب ج 3 ص 160, الخرائج ج 1 ص 48, مدينة المعاجز ج 2 ص 441, بحار الأنوار ج 17 ص 360, إثبات الهداة ج 4 ص 28

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن إسحاق بالإسناد في حديث: إن أبا سفيان قال لفاطمة والحسن يدرج وهو ابن أربعة عشر شهرا: يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي بجده فقال الحسن: يا أبا سفيان قل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله, حتى أكون لك شفيعا, فقال النبي (ص): الحمد لله الذي جعل في آل محمد نظير يحيى بن زكريا، {وآتيناه الحكم صبيا}

--------------

الخرائج ج 1 ص 236, المناقب ج 3 ص 173, بحار الأنوار ج 43 ص 326, إثبات الهداة ج 4 ص 29

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى صاحب كتاب مقصد الراغب عن الحسن (ع): أنه لما حضرته الوفاة قال لأخيه الحسين (ع): إن جعدة تعلم أن أباها خالف أباك أمير المؤمنين - إلى أن قال -: وأن ابنه محمد بن الأشعث يخرج إليك في قواد عبيد الله بن زياد من الكوفة إلى نهر كربلاء بشاطئ الفرات، فيشهد بذلك قتلك، ويشرك في دمك، وإن جعدة ابنته قاتلتي بالسم، وعهد جدي رسول الله (ص) وما كان سمها يضرني شيئا لو لا بلوغ الكتاب أجله، فإذا أنا مت فغسلني، وكفني، وصل علي، واحملني إلى قبر جدي رسول الله (ص) فالحدني إلى جانبه، فإن منعت من ذلك وستمنع فلا تخاصم، ولا تحارب وردني إلى البقيع، فادفني فيه. ثم ذكر منع مروان بن الحكم وعائشة من فنه عند جده

-------------------

إثبات الهداة ج 4 ص 30 عن مقصد الراغب

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن محمد بن حجارة, قال: رأيت الحسن بن علي (ع) وقد مرت به صريمة من الظباء, فصاح بهن, فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه، فقلنا: يابن رسول الله, هذا وحش, فأرنا آية من أمر السماء، فأومأ نحو السماء, ففُتحت الابواب, ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة, وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب، فقلنا: يا بن رسول الله ردها! فقال لي: نحن الأولون والآخرون, ونحن الآمرون, ونحن النور, ننور الروحانيين, ننور بنور الله, ونروح بروحه, فينا مسكنه, وإلينا معدنه, الآخر منا كالأول, والأول منا كالآخر.

--------

دلائل الإمامة ص 168، نوادر المعجزات ص 231، ينابيع المعاجز ص 81, إثبات الهداة ج 4 ص 25,مدينة المعاجز ج 3 ص 237

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن إسحاق: كان الحسن والحسين (ع) طفلين يلعبان, فرأيت الحسن وقد صاح بنخلة, فأجابته بالتلبية, وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده.

--------

دلائل الإمامة ص164، مدينة المعاجز ج3 ص231، نوادر المعجزات ص100.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت الحسن بن علي (ع) وهو طفل والطير تظله، ورأيته يدعو الطير فتجيبه.

--------

دلائل الإمامة ص 166, نوادر المعجزات ص 228, الدر النظيم ص 502, مدينة المعاجز ج 3 ص 232

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن أرقم, قال: كنت بمكة والحسن بن علي (ع) بها, فسألناه أن يرينا معجزة لنتحدث بها عندنا بالكوفة, فرأيته وقد تكلم ورفع البيت حتى علا به في الهواء, وأهل مكة يومئذ غافلون منكرون, فمن قائل يقول: ساحر, ومن قائل يقول: أعجوبة، فجاز خلق كثير تحت البيت, والبيت في الهواء, ثم رده

--------

دلائل الإمامة ص169، مدينة المعاجز ج3 ص238، نوادر المعجزات ص104.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رشيد الهجري قال: دخلنا على أبي محمد (ع) بعد مضي أبيه أمير المؤمنين (ع) فتذاكرنا له شوقنا إليه, فقال الحسن: أتريدون أن تروه؟ قلنا: نعم! وأنى لنا بذلك وقد مضى لسبيله! فضرب بيده إلى ستر كان معلقاً على باب في صدر المجلس فرفعه فقال: انظروا من في هذا البيت, فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته! فقال: هو هو! ثم خلى الستر من يده، فقال بعضنا: هذا الذي رأيناه من الحسن (ع) كالذي نشاهد من دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته.

-------

دلائل الإمامة ص165، مدينة المعاجز ج3 ص232.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن كثير بن سلمة, قال: رأيت الحسن (ع) في حياة رسول الله (ص) قد أخرج من صخرة عسلاً ماذياً, فأتيت رسول الله فأخبرته, فقال: أتنكرون لإبني هذا؟! إنه سيد ابن سيد, يصلح الله به بين فئتين, ويطيعه أهل السماء في سمائه, وأهل الارض في أرضه.

------

دلائل الإمامة ص 165، مدينة المعاجز ج 3 ص 231

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس, قال: مرت بالحسن بن علي (ع) بقرة, فقال: هذه حبلى بعجلة أنثى, لها غرة في جبهتها, ورأس ذنبها أبيض، فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها, فقلنا له: أو ليس الله عز وجل يقول: {ويعلم ما في الارحام}  فكيف علمت هذا؟! فقال (ع): إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم, الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد (ص) وذريته عليهم السلام.

--------

دلائل الإمامة ص 171، نوادر المعجزات ص 235, فرج المهموم ص 223, مدينة المعاجز ج 3 ص 241, بحار الأنوار ج 55 ص 273, رياض الأبرار ج 1 ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الاحوص مولى أم سلمة قال: إني مع الحسن (ع) بعرفات، ومعه قضيب وهناك أجراء يحرثون، فكلما هموا بالماء أجبل عليهم، فضرب بقضيبه إلى الصخرة، فنبع لهم منها ماء، واستخرج لهم طعاماً

---------

دلائل الإمامة ص171, مدينة المعاجز ج3 ص242.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله (ص) في جبل أظنه حرى أو غيره, ومعه أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي (ع), وجماعة من المهاجرين والانصار, وأنس حاضر لهذا الحديث, وحذيفة يحدث به إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار, فنظر إليه رسول الله (ص) وقال: إن جبرئيل يهديه, وميكائيل يسدده, وهو ولدي والطاهر من نفسي, وضلع من أضلاعي, هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو, فقام رسول الله (ص) وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي, وأنت حبيبي ومهجة قلبي, وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول الله (ص), وهو لا يرفع بصره عنه! ثم قال: أما إنه سيكون بعدي هادياً مهدياً, هذا هدية من رب العالمين لي, ينبئ عني ويعرف الناس آثاري ويحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك وبرني فيه وأكرمني فيه, فما قطع رسول الله (ص) كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له, فلما نظر رسول الله (ص) إليه قال: قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وإنه يسألكم من أمور، إن لكلامه جفوة, فجاء الاعرابي فلم يسلم وقال: أيكم محمد؟ قلنا: وما تريد؟ قال رسول الله (ص): مهلاً، فقال: يا محمد, لقد كنت أبغضك ولم أرك, والآن فقد ازددت لك بغضاً! قال: فتبسم رسول الله (ص), وغضبنا لذلك وأردنا بالاعرابي إرادة فأومأ إلينا رسول الله أن: اسكتوا! فقال الاعرابي: يا محمد, إنك تزعم أنك نبي, وإنك قد كذبت على الانبياء وما معك من برهانك شيء! قال (ص) له: يا أعرابي, وما يدريك؟ قال: فخبرني ببرهانك؟ قال (ص): إن أحببت أخبرك عضو من أعضائي, فيكون ذلك أوكد لبرهاني, قال: أويتكلم العضو؟ قال (ص): نعم، يا حسن قم! فازدرى الاعرابي نفسه وقال: هو ما يأتي ويقيم صبياً ليكلمني! قال (ص): إنك ستجده عالماً بما تريد, فابتدره الحسن (ع) وقال: مهلاً يا أعرابي! ما غبياً سألت وابن غبي, بل فقيها إذن وأنت الجهول, فإن تك قد جهلت فإن عندي شفاء الجهل, ما سأل السؤل وبحرا لا تقسمه الدوالي تراثا, كان أورثه الرسول لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك، وخادعت نفسك، غير أنك لا تبرح حتى تؤمن إنشاء الله، فتبسم الاعرابي وقال: هيه! فقال له الحسن (ع): نعم اجتمعتم في نادي قومك، وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم، فزعمتم أن محمداً (ص) صنبور والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثاره، وزعمت أنك قاتله وكان في قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، وقد أخذت قناتك بيدك تؤمه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك، وأبيت إلا ذلك, فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر وإنك إنما جئت بخير يراد بك, أنبئك عن سفرك: خرجت في ليلة ضحياء, إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها وأطلت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت محر نجماً كالاشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر، لا تسمع لواطئ حساً ولا لنافخ نار جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها, فلا تهتدي بنجم طالع، ولا بعلم لامع، تقطع محجة وتهبط لجة في ديمومة قفر بعيدة القعر، مجحفة بالسفر إذا علوت مصعداً ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريح عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرت عينك، وظهر رينك، وذهب أنينك, قال: من أين قلت يا غلام هذا؟! كأنك كشفت عن سويد قلبي! ولقد كنت كأنك شاهدتني! وما خفي عليك شيء من أمري, وكأنه علم الغيب! ف‍قال له: ما الاسلام؟ فقال الحسن (ع): الله أكبر, أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه، وعلمه رسول الله (ص) شيئاً من القرآن, فقال: يا رسول الله, أرجع إلى قومي فأعرفهم ذلك؟ فأذن له، فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه، فدخلوا في الاسلام, فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (ع) قالوا: لقد أعطي ما لم يعط أحد من الناس.

-----------------

الدر النظيم ص 492, العدد القوية ص 42, حلية الأبرار ج 4 ص 21, بحار الأنوار ج 42 ص 333

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سماعة قال: دخلت على أبي عبد الله (ع), وأنا أحدث نفسي فرآني, فقال (ع): مالك تحدث نفسك, تشتهي أن ترى أبا جعفر (ع)؟ قلت: نعم, قال (ع): قم فأدخل البيت, فإذا هو أبو جعفر (ع) (1) قال: أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي (ع) بعد قتل أمير المؤمنين (ع) فسألوه فقال (ع): تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟ قالوا: نعم, قال (ع): فارفعوا الستر فعرفوه فإذا هم بأمير المؤمنين (ع) لا ينكرونه, وقال أمير المؤمنين (ع): يموت من مات منا وليس بميت، ويبقى من بقي منا حجة عليكم.

----------------

(1) من هنا في إثبات الهداة 

بصائر الدرجات ج 1 ص 275, بحار الأنوار ج 27 ص 303, إثبات الهداة ج 4 ص 20

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: جاء ناس إلى الحسن بن علي (ع) فقالوا: أرنا بعض ما عندك من عجائب أبيك الذي كان يريناها. فقال: أتؤمنون بذلك؟ قالوا: نعم، نؤمن به والله. قا: أليس تعرفون أمير المؤمنين (ع)؟ قالوا: بلى كلنا نعرفه. قال: فرفع لهم جانب الستر وقال: أتعرفون هذا الجالس؟ قالوا بأجمعهم: هذا والله أمير المؤمنين، ونشهد أنك ابنه، وأنه كان يرينا مثل ذلك كثيرا   ونشهد أنك أنت ولي الله حقا والإمام من بعده ولقد أريتنا أمير المؤمنين (ع) بعد موته كما أرى أبوك أبا بكر رسول الله (ص) في مسجد قبا بعد موته فقال الحسن (ع): ويحكم أما سمعتم قول الله عزوجل: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون} فإذا كان هذا نزل فيمن قتل في سبيل الله ما تقولون فينا؟ قالوا: أمنا وصدقنا يا ابن رسول الله. 

----------

فرج المهموم ص 224, بحار الأنوار ج 43 ص 328, الخرائج ج 2 ص 810, مدينة المعاجز ج 3 ص 70

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): إن الحسن بن علي (ع) كان عنده رجلان، فقال لأحدهما: إنك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا وكذا، فقال الرجل: إنه ليعلم ما كان، وعجب من ذلك، فقال (ع): إنا لنعلم ما يجري في الليل والنهار ثم قال: إن الله تبارك وتعالى علم رسوله (ص) الحلال والحرام، والتنزيل والتأويل، فعلم رسول الله (ص) عليا علمه كله.

--------

الخرائج ج 2 ص 573، مدينة المعاجز ج 3 ص 359, بحار الأنوار ج 43 ص 330

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية